الرياض ـ العرب اليوم
عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة بقيق، شرق السعودية؛ بعد يوم واحد على حادث استهداف أكبر معمل للنفط في العالم، حيث بدأ سكان المدينة الصغيرة في ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل عادي، بعد السيطرة على الحريق في المعمل بسبب هجوم إرهابي استخدمت فيه طائرات مسيرة "درونز".
واستطاعت المدينة، التي تعتبر القلب النابض لصناعة الطاقة السعودية، ومزوّدها الأهم للعالم أقوى، أن تتجاوز لأكثر من مرة محاولات إرهابية لضربها، ففي 24 فبراير (شباط) 2006 استهدفت خلية إرهابية معامل بقيق لتكرير النفط، بعد أن حاول الانتحاريون اقتحام المعامل وتفجير سيارتين كانوا يستقلّونهما، قبل أن تتمكن حراسات المعامل من قتلهم، وتحييد الخطر، وآنذاك أدت الحادثة إلى استشهاد رجلي أمن.
وهاجم الإرهابيون يوم أول من أمس، قلب صناعة الطاقة في العالم، بعدد من الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن حرائق في معملين تابعين لشركة «أرامكو».
وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» في المحافظة، لاحظت عودة الحياة إلى طبيعتها حيث بدأت المدينة يوماً جديداً وفتحت المحال التجارية في الوقت المعتاد.
ويشير محمد العماري، وهو من سكان مدينة بقيق: «خرجت من منزلي على صوت انفجار ضخم، ووجدت الجيران وكل السكان يركبون سياراتهم ويبتعدون، أخذت عائلتي وخرجت معهم إلى موقع التجمع بالقرب من طريق الدمام الرياض» بعد عدة ساعات عدنا إلى المدينة، وعادت الحياة إلى طبيعتها، فلم يشكل الحادث أي خطر على السكان، وتم احتواؤه في خلال فترة وجيزة.
وقال محمد دوخي وهو تاجر مجوهرات، يسكن على بعد كيلومترات قليلة من معامل «أرامكو»، "إنه فتح محله كالمعتاد، وكانت حركة التجارة طبيعية حيث إنه لم يفكر في مغادرة المدينة، رغم انتشار الفيديوهات والمقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي التي صورت الوضع وكأنه وصل إلى حد الكارثة"، مشيرًا إلى أنه سمع أصوات بعض الانفجارات قبل أذان الفجر من مقر سكنه القريب من متجره، إلا أنه اكتفى بمشاهدة ما حدث من خلال نافذة سكنه.
اقرأ أيضا:
أمين الناصر يؤكد أن أسعار النفط تحددها السوق
وبيّن عبد الرحمن الدوسري أنه لم يفكر في مغادرة المحافظة بعد الحادث، بل اكتفى بالوجود أمام منزله ومتابعة تتالي الأحداث، واصفاً ما حدث بأنه محاولة «لزعزعة» الأمن لم تحقق أياً من أهدافها.
وكانت عائلات المقيمين العاملين في المدينة، تترقب أخبار الحادث الإرهابي؛ حيث تجمع العشرات في موقع للتجمع في حالات الطوارئ، خارج بقيق بنحو 15 كيلومتراً.
وقال محمد أفتاب (هندي الجنسية) ويعمل لدى إحدى الشركات المتعاقدة مع «أرامكو»: «استيقظت على صوت دوي انفجار ضخم، وخرجت إلى الشارع، ووجدت آخرين يغادرون المواقع القريبة من المكان بسياراتها... فأخذت زوجتي وأطفالي وخرجت بعيداً عن الموقع». يضيف: «كانت أعداد الناس الذين ابتعدوا عن موقع الحادث كبيرة، وكانت السيارات منتشرة، حتى على جانبي الطريق العام».
قريباً من أفتاب، وقف «ماثيو» وزوجته «ميرسي» وولداهما، يقول «ماثيو»: «استيقظت على دوي الانفجار، شعرت أنا وعائلتي بالرعب، وأخذتهم وخرجت فوراً».
بينما تقول زوجته ميرسي: «شعرنا بالرعب، أنا والأولاد». تعمل مريسي في إحدى المؤسسات الصحية، كانت عيناها تفيض بالدمع عند سؤالها عن مشاعرها عندما استيقظت على صوت الانفجار.
قد يهمك أيضا: