نجحت سوق الأسهم السعودية في تجاوز أسبوع صعب للبورصات العالمية بعد استهداف المنشآت النفطية

تفوق أداء سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الأخير على كثير من أسواق المنطقة والعالم، حيث سجل مؤشر السوق ارتفاعا قوامه 1.2 في المائة، جاء ذلك رغم وقوع هجمات إرهابية تخريبية استهدفت معملي شركة «أرامكو» السعودية فجر يوم السبت (عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت تعاملات الأسبوع المنصرم)، والتي أحدثت ذعراً ملحوظاً على مستوى أسعار النفط العالمية.

وشهدت معدلات السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الأخير قفزة بنسبة تصل إلى 46 في المائة، جاء ذلك على خلفية العودة الإيجابية التي حققتها تعاملات السوق في مستهل تعاملات الأسبوع، حيث افتتح على انخفاض حاد تخطى حاجز الـ200 نقطة في الدقائق الثلاث الأولى من تعاملات الأسبوع، إلا أنه عاد وقلص خسائره خلال الجلسة نفسها، جاء ذلك قبل أن يحقق المكاسب في عدة جلسات لاحقة.

وشهدت تعاملات سوق الأسهم السعودية خلال تداولات الأسبوع الأخير ضخ صناديق عالمية تابعة لمؤشري «فوتسي راسل»، و«إس آند بي داو جونز»، سيولة نقدية تتخطى حاجز المليار دولار، جاء ذلك تزامناً مع تنفيذ المرحلة الرابعة لدخول الصناديق الأجنبية التابعة لمؤشر «فوتسي راسل» للأسواق الناشئة، والمرحلة الأخيرة لانضمام السوق لمؤشر «إس آند بي داو جونز»، حيث تم تداول 136.29 مليون سهم، وبقيمة إجمالية بلغت 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار).

وفي هذا الخصوص، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الأخير على ارتفاع بنسبة 1.2 في المائة، أي ما يعادل 95 نقطة، مغلقاً بذلك عند مستويات 7927 نقطة، وذلك مقارنة بإغلاق الأسبوع الذي سبقه عند 7832 نقطة.

وسجلت قيمة التداولات الإجمالية خلال تعاملات الأسبوع الأخير ارتفاعاً قوياً، إذ بلغت نحو 20.09 مليار ريال (5.35 مليار دولار)، مقارنة بنحو 13.77 مليار ريال (3.67 مليار دولار) في الأسبوع الذي سبقه، بنسبة زيادة يصل حجمها إلى 46 في المائة.

وأنهت 10 قطاعات تعاملات الأسبوع على ارتفاع، تصدرها قطاع «الاتصالات» بـ3.4 في المائة، تلاه قطاع «إنتاج الأغذية» بنسبة 2.9 في المائة، ثم قطاع «البنوك» بنسبة 2.4 في المائة.

ومن المتوقع أن تلعب أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة المقبلة دوراً مؤثراً على أداء سوق الأسهم السعودية، خصوصا أن الشركات المدرجة من المنتظر ألا تبدأ بإعلان نتائجها المالية للربع الثالث من هذا العام خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من فترة الإعلان، حيث تتجه معظم الشركات المدرجة إلى الإعلان عن نتائجها المالية بعد مرور الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وحول مدى استقرار أسعار النفط من عدمه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، قال عبد العزيز المقبل الاستشاري النفطي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «شهدت أسعار النفط أكبر قفزة سعرية منذ بداية العام مطلع الأسبوع الماضي، وجاء ذلك عقب هجمات تخريبية إرهابية استهدفت أكبر المنشآت النفطية العالمية».

وتابع المقبل أن عوامل كبح التصاعد المتزايد للأسعار تركزت في تطمينات المملكة بعودة الإمدادات، والامتلاء النفطي في المخزونات التجارية العالمية، بالإضافة إلى تجنب التصعيد الجيوسياسي المباشر.

وقال المقبل: «صناديق التحوط ومحافظ الخيارات شهدت أكبر اندفاع إلى أسواق النفط منذ عام 2011. وهو ما يزيد من دخول المراهنات المرتبطة بالأسعار... ولكن ذلك يرفع من احتماليات وجود أوسع لنسب التذبذب العالية».

وأفاد المقبل بالقول: «تظل الأسعار متماسكة في ظل حالة عدم اليقين في الظروف الجيوسياسية المصاحبة للوضع الميداني في الشرق الأوسط ومخاطر الحرب التجارية بين الصين وأميركا والظروف الاقتصادية العالمية... أي تغيّر في هذه المحركات الكبرى للأسعار فسيغير هذا التماسك الحالي».

قد يهمك أيضًا

تراجع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بمستهل تعاملات جلسة نهاية الأسبوع

تراجع الأسهم السعودية بختام التعاملات بضغوط هبوط قطاعى الاتصالات والبنوك