اقتصاد ألمانيا يشهد حالةً مِن الجمود

شهد اقتصاد ألمانيا حالة من الجمود في الربع الأخير من العام الماضي، ليكبح آمال العودة إلى النمو في وقت قريب، ومع وجود بعض الإشارات الواعدة من بعض المؤشرات في نهاية العام الماضي، بدأ الحديث يكثر مؤخراً عن شكل التعافي المحتملة للاقتصاد الألماني. لكن يرى "كارستن بيرزيسكي" في رؤية تحليل عبر موقع البنك الاستثماري "إي.إن.جي" أن أحدث البيانات تشير إلى أنه من السابق لأوانه التفكير في هذا الأمر حيث سيتم السيطرة مرة أخرى على المناقشات حول الاقتصاد الألماني ستتمثل في مخاوف الركود وخطر حدوث ركود فني (انكماش لفصلين متتاليين).

وكشفت بيانات رسمية اليوم تسجيل نمو الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا "صفر" في الربع الرابع من 2019، مقارنة مع نمو بلغ 0.2 بالمائة في الربع السابق له، ولن يتم الإعلان عن تفاصيل بيانات نمو الناتج المحلي إلا في نهاية الشهر الجاري، ولكن وفقًا للبيانات الشهرية المتاحة، فمن المتوقع أن يكون قطاع البناء بالإضافة إلى الاستهلاك الخاص عبئًا على النمو.

بشكل عام، لا يزال الاقتصاد الألماني عالقًا بين الاستهلاك الخاص القوي وضعف قطاع التصنيع.

وعلى الرغم من وجود العديد من حالات الضعف الاستثنائية وغير القابلة للتكرار وهو ما يفسر الضعف على المدى القصير، إلا أن الصورة الأكبر للاقتصاد الألماني واضحة وتحمل عنوان "حالة جمود فعلي منذ صيف عام 2018".

وبشكل خاص، لا يزال قطاع التصنيع عالقًا بين الضعف الدوري على خلفية الصراع التجاري وضعف النمو العالمي، والضعف الهيكلي على خلفية تدهور قطاع السيارات وقلة الاستثمارات.

ماذا عن القادم؟

بالنظر إلى المستقبل، فإن أحدث المؤشرات والبيانات الصناعية لشهر ديسمبر/كانون الأول لا تبشر بالخير بالنسبة للتوقعات على المدى القصير.

وأيضًا، من المحتمل أن يؤدي تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني إلى تأخير أي تعاف في قطاع الصناعات التحويلية لأنه يعطل سلاسل التوريد مؤقتًا على الأقل، ومع ذلك، على الرغم من هذه العوامل غير المحفزة إلى حد ما، هناك العديد من الدوافع الفنية التي يجب أن تخفف من أي تشاؤم.

يأتي على رأسها أن الأداء الضعيف لقطاع البناء في الربع الرابع مدفوعًا بشكل رئيسي بعطلة عيد الميلاد، ومع طقس شتوي معتدل من المحتمل حدوث تعاف في الربع الأول، بالإضافة إلى أنه يمكن للتغيرات في دورة المخزون دعم النمو في المدى القصير.

ومنذ بضعة أسابيع، بدأ التحقق من الشكل الذي يمكن أن يتخذه تعافي الاقتصاد الألماني من الحروف الأبجدية، هل سيكون "V" الذي يعبر عن تعافٍ قوي، أو "U" الذي يشير إلى انخفاض أطول يتبعه تعافٍ قوي، أم "J" لفترة أطول من الجمود تليها تعافٍ ضعيف أو "L" لفترة طويلة من الجمود أو حتى "W" لركود مزدوج؟ لكن تُظهر بيانات النمو الأخيرة أن الحروف الأبجدية للتعافي قد خرجت من القائمة في الوقت الحالي، وأصبح الجمود مع خطر حدوث ركود فني يبدو الطريق الوحيد أمام الاقتصاد الألماني.

قد يهمك ايضـــًا :

وزير الاقتصاد الألماني يؤكد حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية في مختلف المجالات

نمو الاقتصاد الألماني قد يتراجع إلى صفر حال "بريكست دون اتفاق"