الرياض – العرب اليوم
كشفت حادثة شارع التحلية في جدة التي ذهب ضحيتها أب وابنه في أحد فتحات الصرف الصحي، عن مشهد غير حضاري أصبح يطال استثمارات عقارية، وتجمعات سكنية ومواقع جديدة للبناء.
وذكر تقرير نشرته صحيفة الرياض السعودية اليوم السبت، عن شكوى عدد من الملاك والسكان وأصحاب الاستراحات في شرق الرياض من ظاهرة غريبة تهدد ممتلاكتهم، تتمثل في رمي الحيوانات النافقة في الشوارع والطرق، الأمر الذي تسبب في انتشار روائح كريهة، وانتشار أنواع من الفيروسات التي تهدد الإنسان والمزروعات.
كما أورد التقرير رأي مستثمر عقاري اعتبر أن عدم الاهتمام من قبل الجهات الحكومية المعنية أدى ببعض العمالة إلى سرقة كيابل الكهرباء والأسلاك ومواقع خزانات الضغط والمحولات للكهرباء، للبيع في سوق الخردة؛ التي كانت السبب في سرقة عشرات الآلاف من أغطية الصرف الصحي في مدن المملكة، خاصة المدن الكبرى.
وأضاف التقرير أن المتابع لشوارع وطرق الرياض؛ خاصة الداخلية انتشار ظاهرة فتحات الصرف الصحي المفتوحة، والمهملة، والتي تسرق في ليل غاب عنه الرقيب.
وذكر المتخصص في البناء والتطوير ماجد إبراهيم المحيميد، كما ورد في التقرير، أن ترك العمالة دون رقابة أو حساب وعقاب في سرقة تلك الأغطية، وبيعها هو السبب الوحيد لانتشار هذه الظاهرة؛ مطالباً بمنع العمالة من بيع الخردة في السوق، وقصرها على شركات متخصصة ومرخصة في هذا الأمر لمنع هذا الاستغلال والتلاعب، وفي نفس الوقت معرفة الجهة التي تعمل في هذا المجال ومحاسبة عند التقصير.
وأوضح التقرير أنه انتشر في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، عدد من المواطنين يقومون بأنفسهم بتصوير وتحديد مواقع الصرف الصحي التي تم سرقتها، ويقول أحد المستثمرين في قطاع التطوير العقاري "للأسف الشديد نعاني كثيراً في هذا الشأن من فوضى العمالة التي تقوم خاصة في الليل بسوقة كيابل الكهرباء، وفتحات الصرف الصحي؛ لافتاً إلى أن هذا الأمر عطل تسليم المشاريع إلى الجهات الرسمية، حيث تتبع هذه العمالة أساليب خبيثة لسرقة الأغطية التي تعتبر ثروة كبيرة لهم في سوق الخردة والحديد.
وتضمن رأي المواطن علي المحسن من سكان شرق الرياض قائلا: "للأسف أن الظواهر التي نشهدها في المخططات الجديدة خاصة شرق أسواق الإبل، يمكن أن تنذر بكارثة بيئة وانتشار للأمراض، بسبب رمي الحيوانات النافقة، وانتشار الروائح الكريهة التي وصلت لبعض الأحياء المؤهلة مثل المونسية، والمخططات الواقعة شرق طريق الشيخ جابر بالرياض".
واستغرب المحسن في حديثه غياب الحدائق والمنتزهات عن المنطقة الأمر الذي ساعد وبشكل لافت على كثرة الغبار بمجرد هبوب رياح ولو بسيطة، فضلاً عن الظاهرة الواضحة للعيان، من سرقة واضحة للكيابل والأسلاك، مستغرباً من غياب الجهات المعنية، خصة البلديات، متسائلاً أين المراقبين عن هذه الظواهر، فإذا كانت الكيابل والأرصفة وأغطية الصرف أملاك عامة لأحد يهتم بها، فإن الحيونات النافقة أمر لا يمكن القبول به إطلاقاً لا من ناحية صحية ولا بيئية.
وكما قدم التقرير مقترحًا على لسان ماجد المحيميد في موضوع أغطية الصرف الصحي، من خلال وضع أقفال خاصة يمكن فتحها من قبل الجهات الرسمية المعنية مثل مصلحة الصرف الصحي، أو البلديات من مراقبين وجهات صيانة في تلك الجهات، بحيث يلتزم بتركيبها المطور العقاري الذي يتولى التمديد ومد تلك الشبكات في أي مخطط جديد، أم المخططات القديمة فإن مصلحة الصرف أو شركة المياه تتولى معالجة هذا الموضوع وفق ذات المقترح.