دمشق- ميس خليل
أصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، تمثل للكثير من السوريين مصدرًا ملائمًا للرزق بعد أن خسر العديد منهم محلاتهم التجارية بفعل الحرب التي تعاني منها البلاد منذ أعوام.
وأدى التخريب الذي تعرضت له مساحات كبيرة في سورية، لخسارة كبيرة وكوارث اقتصادية طالت جوانب حياة المواطن السوري فلم يعد أمامهم طريق سوى صفحات الـ"فيس بوك" ومواقع الانترنيت التي غدت بالنسبة إليهم متاجر مفتوحة على طول الساعة.
وأكد أحد تجار السيارات الذي خسر معرضه في منطقة حرستا، "قبل الحرب كنت صاحب معرضًا للسيارات وكنت أعتاش على هذه التجارة لكن الحرب غيرت كل شيء.. خسرت بيتي وعملي ولم استطع السفر فلم تبق أمامي إلا مواقع الانترنيت التي اعرض فيها ما تبقى لدى من سيارات للبيع إضافة إلى الاستفادة من خبرتي السابقة في مجال البيع لأكون وسيطًا بين البائع والمشتري وتحصيل النسبة".
وليست تجارة السيارات هي الوحيدة الرائجة على صفحات الانترنت السورية، بل إن تجارة الأدوات الكهربائية والمفروشات تجد رواجًا كبيرًا وأوضح أحد المشتركين في صفحة "بيع يلي مو لازمك واشتري يلي لازمك"، أنّ هناك الكثير من الزوار للصفحة والمشتركين فيها لاسيما وأن تجارة المفروشات والأدوات الكهربائية المستعملة تلقى رواجاً كبيراً في سنوات الحرب فهناك الكثير ممن يريدون بيع فرش منازلهم بالكامل بغرض السفر وليست أمامهم سوى صفحات الانترنت لتحقق السرعة والتخلص من النسبة التي يمكن أن يحصلها الوسيط حيث يتم تبادل الصور بين البائع والمشتري لتتم عملية البيع بالاتفاق على اللقاء في مكان محدد وتبادل البضاعة والنقود.
وفي المقابل يلجا الكثير من السوريين لشراء الأدوات الكهربائية والعفش المستعمل بعد أن خسر الكثير منهم ما كان يملكه بعد نزوحهم عن منازلهم واضطرارهم لاستجار بيوت فارغة في المناطق الآمنة نسبياً وبين أحمد، "خرجت من ييتي منذ عامين وتركته بما فيه واستأجرت منزل في منطقة آمنة نسبيا ثم بدأت بشراء أغراض مستعملة من الانترنيت لان أسعارها ارخص بقليل من السوق وبإمكاني اختيار ما يلائمني".
ويلعب لهيب أسعار الملابس دوراً كبيراً في تنشيط تجارة الملابس على الانترنت في سورية حتى انتشرت تجارة باليه الانترنيت وافتتحت صفحات خاصة يروج من خلالها أعضاء الصفحة لبضاعتهم الجديدة أو القديمة.
وفي سوق الملابس نرى أن النساء هن من يمتهن عملية البيع والشراء ومرد ذلك إلى الدور الجديد الذي فرض على المرأة السورية في فترة الحرب بإيجاد مصدر رزق تستطيع من خلاله مساعدة زوجها وتحمل النفقات التي أصبحت لا تطاق.
وأشارت إحدى العضوات النشيطات في موقع "عالم التسوق للنساء فقط"، بدأت علاقتي مع الموقع من خلال عرضي لملابس قديمة في حالة جيدة للبيع لاستفيد من ثمنها في شراء ملابس لأولادي ثم بدأت أتعاون مع تجار من السوق لشراء ملابس وبيعها والاستفادة من فرق السعر مشيرة إلى أن هذا النوع من التجارة وفر عليها نفقات المحل والضرائب حتى يصل الربح الصافي إليها مباشرة.
فيما أشارت إحدى الناشطات في صفحة "سوق ليان للصبايا"، إلى أنّ "لجأت إلى الانترنيت لشراء الملابس لان أسعار السوق لا تناسبني فانا طالبة جامعية وليس لي دخل لذلك لجأت إلى شراء الملابس القديمة التي أقوم بغسلها وكيها لتصبح جديدة".
ولفتت أم سامر ربة منزل، إلى أنها تلجأ إلى الانترنيت للشراء لأنها لا تستطيع التنقل في دمشق بسهولة بسبب واقع الحواجز الموجودة بكثرة على الطرقات وقذائف الهاون فتجد في الانترنيت وسيلة سريعة ومضمونة لان صاحبة البضاعة توصلها إليها في منزلها.
ويبقى السوريون في عملية بحث دائم عن وسيلة للتعامل مع الحياة الجديدة التي فرضتها الحرب والتعاطي مع الواقع الجديد.