الجزائر – نورالدين رحماني
الجزائر – نورالدين رحماني
وقعت وزارة السكن والعمران والمدينة بروتوكول اتفاق مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، بغية ترميم مسجد كتشاوة في الجزائر العاصمة.
وعن أسباب اختيار مسجد كتشاوة، اعتبر وزير السكن الجزائري عبد المجيد تبون، في تصريحات صحافية نقلت عنه، الخميس، في الجزائر، أن "ترميم هذه الجوهرة العمرانية يُعد أمرًا بالغ الأهمية،
بالنظر لبعده التاريخي للدولة التركية في دول أفريقيا من جهة، وارتباطه باسترجاع استقلال الجزائر من جهة أخرى"، مؤكدًا أن "تطوع الجانب التركي لإنجاز هذا المشروع ينم عن عمق العلاقة بين البلدين"، موضحًا أن "الاتفاق يقضي بأن تتكفل الوكالة التركية بجميع مراحل الترميم، من الدراسة وحتى تسليم المفاتيح، دون مقابل مادي، وستسمح بالاستفادة من خبرة تركيا في مجال ترميم المساجد، باعتبارها أحد أهم الدول الرائدة في الحفاظ على مثل هذا النوع من المعالم الأثرية في العالم"، مشيرًا إلى أن "الترميم سيتم في عمل مشترك بين الخبراء الجزائريين والأتراك، بغية إنجازه بما يضمن المحافظة على الطابع الأصلي لهذه التحفة المعمارية الإسلامية"، لافتًا إلى أن "مختصون، ستعينهم وزارة الثقافة، سيستفيدون من تدريب تشرف عليه الوكالة التركية في مجال الترميم دون مقابل، وسيقوم الخبراء المدربين بتشكيل خلية جزائرية مختصة بالترميم، يمكنها التكفل بمثل هذا النوع من المعالم".
ويعتزم الجانبان الجزائري والتركي التوقيع قريبًا على بروتوكولات أخرى لترميم ثلاث معالم أثرية في الجزائر، تتويجًا للاتفاق الحاصل بين رئيس الوزراء عبد المالك سلال ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارة الأخير للجزائر، في حزيران/يونيو الماضي.
ويعد مسجد كتشاوة معلمًا تاريخيًا، وتحفة معمارية عثمانية، آية في الجمال، ومن أبرز وأروع المعالم التاريخية، التي تحتضنها الجزائر العاصمة.
سمي بـ"كتشاوة" نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان يطلق عليها اسم "سوق الماعز".
بناه العثمانيون عام 1021 هـ/1612 م، و حوّل إلى كنيسة بعد أن قام قائد الحملة الفرنسية على الجزائر الجنرال "دو روفيغو" بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة، وإحراقها بالكامل، عقب قتل ما يفوق أربعة آلاف مسلم، كانوا قد اعتصموا فيه، احتجاجًا على قراره تحويله إلى كنيسة، ليعود إلى وضعه الطبيعي كمسجد بعد استقلال الجزائر.
ويحظى مسجد كتشاوة، إضافة إلى الجامع الكبير، باستقبال العلماء الكبار الوافدين إلى الجزائر، من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث تقام دروس يحضرها الآلاف من المصلين.
وعلى الرغم من مرور الزمن، لا يزال هذا المسجد يحافظ على تاريخه، ويقف شامخًا متصديًا بذلك الظّروف الطبيعية الصعبة، حيث يوجد في الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية.