مدريد - العرب اليوم
يستضيف " جناح الحسن الثاني " مقر " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " بمدينة إشبيلية (جهة الأندلس) حاليا وإلى غاية 3 دجنبر المقبل معرض " المغاربة " للفوتوغرافية المغربية الراحلة ليلى العلوي ( 1982 / 2016 ) الذي يجمع سلسلة من الصور الفوتوغرافية بالحجم الطبيعي أنجزتها الراحلة في عدة مناطق وجهات من المغرب.
وبهذا المعرض الفني تنطلق تظاهرة " شهر المغرب " التي تنظمها " مؤسسة الثقافات الثلاث " للاحتفاء بالمملكة وبتاريخها العريق وبثقافتها وموروثها الحضاري الغني والمتنوع والتي تتضمن عدة تظاهرات ومبادرات وأنشطة تسلط الضوء على التحولات العميقة التي شهدها المغرب ودوره على الساحة الفنية والثقافية .
وقال خوسي مانويل سيرفيرا رئيس " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " إن الأنشطة والتظاهرات التي تمت برمجتها في إطار حدث " شهر المغرب " تعكس جميعها الوجه الجديد للمملكة وتقربنا من التطور الذي يعيشه المغرب هذا البلد الجار في السنوات الأخيرة والذي شمل مختلف المجالات ".
وبخصوص المعرض الفني " المغاربة " أكد مانويل سيرفيرا أن " اختيار أعمال وإبداعات الفنانة الفوتوغرافية الراحلة ليلى العلوي لإطلاق هذه التظاهرة لم يكن اعتباطيا وإنما جاء كاحتفاء وتكريم لهذه الفنانة ولإبداعاتها التي تمثل المغرب في تعدديته وتنوعه " مشيرا إلى أن إبداعات وصور ليلى العلوي تعكس التزام الفنانة الراحلة بالتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للمغرب في أبعاده المتنوعة من عادات وتقاليد ولباس وأزياء وصناعة تقليدية وغيرها .
من جانبها تقاسمت كريستين العلوي أم ليلى العلوي ورئيسة المؤسسة التي تحمل اسمها أمام الجمهور الذي حضر افتتاح هذا المعرض العديد من الحكايات حول الشروط والظروف التي رافقت الراحلة ليلى العلوي أثناء إنجاز مختلف الصور التي يتضمنها المعرض .
وقالت إن الفنانة الراحلة دأبت على القيام برحلات استكشافية شملت العديد من القرى والمناطق النائية بالمغرب وكانت تزور الأسواق الأسبوعية والعديد من الفضاءات من أجل التقاط صورها وأعمالها الفنية بحرفية ومهارات فنية عالية إلى درجة أن أعمالها تخلف لدى المطلع عليها انطباعا أنها قد التقطت في استوديوهات مجهزة ومكيفة ولكنها كانت تلتقطها في الحقيقة تحت خيمة مع ستارة سوداء كخلفية .
وأكدت أنه إضافة إلى القيمة الفنية لإبداعات الراحلة ليلى العلوي فإن أعمالها الفنية كان لها أثر اجتماعي كبير " لأنها تعرفنا عبر رحلة من خلال الصور والوجوه والأجساد على الأزياء التقليدية المغربية وعلى العادات والتقاليد ومختلف التعابير التراثية والحضارية التي تميز المغرب والمغاربة " .
وأشارت إلى أن هذا المعرض يمثل مشروعا اجتماعيا وأنثروبولوجيا كانت الفنانة الراحلة ترغب من خلاله بالاحتفاء بكل هذه العادات والتقاليد المغربية العريقة والتأريخ لها .
وبدوره أكد شريف الشرقاوي القنصل العام للمغرب في إشبيلية أن تظاهرة شهر المغرب " تأتي في سياق الأهمية الخاصة لشهر نونبر في حياة المغرب والمغاربة الذين يحتفلون خلال هذا الشهر بحدثين رئيسيين في تاريخ المملكة وهما ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال " مشيرا إلى أن معرض الفنانة الراحلة ليلى العلوي يحتفي أيضا " بهذا المغرب بكل زخمه وثرائه وتنوعه " .
وأضاف أن الأعمال الفنية للراحلة ليلى العلوي " ستبقى خالدة ومحفورة كشهادة حب وشغف المواطنين المغاربة اتجاه بلدهم الأم المغرب " .
وكان معرض الفنانة الراحلة ليلى العلوي قبل استضافته بمدينة إشبيلية عاصمة جهة الأندلس قد حط الرحال في " البيت العربي " وسط مدريد خلال الفترة ما بين 7 يونيو و 22 شتنبر حيث لقي نجاحا كبيرا وإقبالا متميزا من طرف عشاق الفن المهتمين بالإبداع وبالثقافة والفن المغربي .
وقال خوسي تونو مارتينيز ممثل " مؤسسة ليلى العلوي " في إسبانيا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن أعمال وإبداعات الراحلة ليلى العلوي كانت معروفة لدى جمهور العاصمة مدريد حيث سبق أن تم عرض مجموعة من إبداعاتها من قبل.
وأضاف أنه تم تقديم أعمال ليلى العلوي في إطار النسخة الثانية والعشرين من مهرجان ( فوطو إسبانيا) إلى جانب أعمال لفنانين عالميين مشهورين مشيرا إلى أن أعمال الراحلة التي يتضمنها هذا المعرض الذي يحتضنه مقر مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية ستبقى معروضة إلى غاية 3 دجنبر القادم .
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بدء فعاليات مهرجان "المدن القديمة" بمشاركة المغرب كضيف شرف
معرض "فلنتذكر رمسيس" يحمل لمحات من حياة الفرعون الشهير