القاهرة ـ العرب اليوم
جاءت المشاركة الروسية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51 من خلال الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، والمركز الثقافي الروسي، وفي إطار الاحتفاء بعام 2020 "عام التعاون الإنساني"، كانت البداية بمجموعة من الندوات واللقاءات الفكرية، والتي حل فيها المستشرق الروسي الكبير الدكتور فلاديمير بلياكوف، خلال زيارته لمعرض الكتاب خصيصًا، بعد غياب أكثر 5 سنوات على زيارته المستمرة لمصر، إذ قام باستعراض تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين المصري والروسي، والتي تناولها خلال مؤلفاته التي تخطت الـ20 كتابًا عن مصر، 9 منها فقط جاء خلال فترة تراجع السياحة بعد ثورة يناير، كدليل سياحي للسائح الروسي وتشجيعهم لزيارة مصر والمناطق السياحية.
أما أغلب مؤلفات "بلياكوف" فقد تناولت حياة الروس في مصر خلال القرن العشرين، وعن الرحلات الدينية في القرن الرابع عشر، وزيارات الرحالة الروس إلى مصر، وما كتبوه عن مصر في الأدبيات الرسمية، وتُعد تلك الإصدارات من أهم المراجع التاريخية التي تحكي التراث والموروث الثقافي المصري الروسي، ومدى التشابه بين الثقافتين، مختتمًا حديثه بالتنبؤ عن مستقبل زاهر للعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا.
وجاءت ندوة "الخريج جسر تواصل" بمشاركة الدكتور فتحي طوغان، الأمين العام لجمعية الخريجين، والدكتورة منى زيدان بكلية التربية الموسيقية، وألكسي بوكين نائب مدير المركز الثقافي الروسي، وشريف جاد، وتناولت دور الخريجين في مد جسور التواصل بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والفنون والعلوم، إذ يُعد خريجو الجامعات الروسية ملفًا كاملًا للرئيس عبد الفتاح السيسي حول استثمار التعاون المصري الروسي في شتى المجالات.
فيما جاءت ندوة "أفق العلاقات الاقتصادية" بمشاركة الدكتور نور ندى، والدكتور نبيل رشوان، لتسلط الضوء على تاريخ التعاون الاقتصادي ومستقبل العلاقات الثنائية، في التأكيد على أن التعاون المشترك قائم على المصالح المتبادلة.
أما ندوة "الأدب الروسي شاهد عصره" للدكتور مكارم الغمري، عميد كلية الألسن السابق، وأستاذ الأدب الروسي، والتي تناولت مكانة الأدب والأباء الروس على الخريطة الثقافية العربية، ومكانتهم لدى الجمهور والمثقف المصري، والتي تعاظمت بفضل حركة الترجمة التي بدأت في فترة الستينيات من القرن العشرين، إذ تناولت الأدبيات الكلاسيكية السوفيتية.
كما تطرقت "الغمري" في حديثها إلى مدى قدرة الأدب الروسي في التعبير عن واقع المجتمع، بكونه أدبًا واقعيًّا، كما أشارت إلى التأثير المتبادل بين الثقافتين.
واختتمت الأنشطة الروسية بالمعرض بندوة "ستين عامًا على بداية العمل بالسد العالى"، والتى شارك فيها المهندس صبري عشماوي رئيس جمعية بناة السد العالى، والكاتب الصحفي محمد الشفعي، وشريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، حيث تطرقت الندوة إلى أهمية السد العالى والذي بات رمزًا للصداقة المصرية الروسية من الناحية التاريخية والاقتصادية، بما عكس الإرادة المصرية الروسية والتعاون المصري السوفيتي في إقامة أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين.
قد يهمك ايضـــًا :