المنتخب المغربي يتعادل وديًّا مع نظيره الغابوني

لم يتمكن المنتخب المغربي لكرة القدم من تحقيق الفوز في اللقاء الودي، الذي جمعه بنظيره الغابوني، مساء الأربعاء، في ملعب مراكش الكبير، واكتفى بالتعادل أمامه بنتيجة (1-1). وانطلقتْ المباراة على إيقاع الحيطة والحذر، من طرف المنتخبين المغربي والغابوني، حيث تركزت الكرة في وسط الميدان، دون أن تكون السيطرة لفائدة أحدهما على الآخر. واختار المدرب المؤقت للمنتخب المغربي، حسن بنعبيشة، الاعتماد على عادل تاعرابت، كقائد للأسود في هذا اللقاء، في ظل غياب القائد الأول مهدي بنعطية، وظهر جليًّا من خلال الدقائق الأولى أن تاعرابت المحترف حاليًا في الدوري الإيطالي في نادي ميلان الإيطالي، متحفز ويرغب في إثبات أنه يصلح قائد للمنتخب بعد أن كان إلى عهد قريب ينعت بالمشاكس.
واعتمد بنعبيشة في تلك المواجهة على تشكيلة يغلب عليها عامل الخبرة، حيث أشرك مجموعة من العناصر التي اعتادت على اللعب مع المنتخب المغربي؛ مثل: برادة، والعربي، والشافني، وعدوة، والكوثري، لكنه أقحم أيضًا لاعبين يخوضون أولى تجاربهم الدولية، مثل: الحارس اليوسفي، والظهير الأيمن، الناهيري.
ومع مرور دقائق الشوط الأول من تلك المباراة التي تابعها جمهور لم يتجاوز 6 آلاف، من بينهم مئات من مشجعي المنتخب الغابوني، وتابعها أيضًا وزير الشبيبة والرياضة المغربي، محمد أوزين، حاول المنتخب المغربي فرض إيقاعه، لكنه كاد يتفاجأ بتلقي الهدف الأول في الدقيقة 14 من هجمة مرتدة، رد عليها عادل تاعرابت بتسديدة مركزة علت عارضة الحارس الغابوني في الدقيقة 17.
وفي الدقيقة 25 من الشوط الأول تحصَّل اللاعب عبدالعزيز برادة، على ركلة جزاء بعد تعرضه للعرقلة، تصدى لها اللاعب يوسف العربي، مهاجم غرناطة الأسباني، مُسجِّلًا الهدف الأول لأسود الأطلس.
ومباشرةً بعد افتتاح المنتخب المغربي للتسجيل بادر منتخب الغابون إلى الهجوم في محاولة لإدراك التعادل، وناور وخلق فرص عدة عن طريق الثنائي؛ مالك إيفونا، ولونغا لاما، اللذين يلعبان في الدوري المغربي برفقة كل من "الوداد البيضاوي" و"الدفاع الجديدي"، لينتهي الشوط الأولى بتفوق المنتخب المغربي، الذي تعرَّض لاعبه زهير فضال إلى إصابة اضطرته لمغادرة الملعب.
وفي الشوط الثانية، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وفرض المنتخب الغابوني سيطرته على المباراة، وتمكن من إدراك التعادل في الدقيقة 50 عن طريق ماليك إيفونا، الذي راوغ ثلاثة لاعبين وسجَّل الهدف، قبل أن يواصل المنتخب الضيف هيمنته ومحاولاته المسترسلة في أفق إضافة هدف ثاني.
وعلى الرغم من التغييرات التي أقدم عليها مدرب المنتخب المغربي من خلال إدخال امرابط لاعب ملقة، وعوبادي لاعب موناكو، ونبيل الزهر مهاجم ليفانتي، لم تتغير الأمور كثيرًا، وظل منتخب أسود الأطلس تائهًا، وغاب الانسجام عن كل خطوطه، ما يؤكد أن المدرب المقبل للمنتخب المغربي ينتظره عمل كبير من أجل إعداد فريق قوي قادر على التتويج بلقب كأس أفريقيا 2015 التي ستُقام في المغرب.
وكان تاعرابت النقطة المضيئة الوحيدة في صفوف المنتخب المغربي خلال الشوط الثانية، حيث تسبب في أخطر الهجمات المغربية، وكان قريبًا في مناسبتين من تسجيل هدف الفوز من محاولات فردية.
وغادر عدد كبير من الجماهير المغربية التي حضرت المباراة المدرجات قبل نهاية اللقاء؛ بسبب عدم رضاها عن أداء لاعبي المنتخب المغربي، علمًا بأن الجماهير التي حضرت على قلتها ظلت تردد اسم بادو الزاكي، للعودة إلى الإشراف على تدريب أسود الأطلس، الذي طرح أداؤه الشاحب الكثير من علامات الاستفهام بشأن قدرة هذا المنتخب على التنافس للفوز بلقب كأس أفريقيا بعد 10 أشهر من الآن.