الدارالبيضاء - سعيد علي
أعاد قرار الاتحاد المغربي لكرة القدم، في اجتماعه الأخير، انطلاق البطولة النسوية إلى الأذهان إثارة موضوع هذا النوع الرياضي من جديد وسط مجموعة من المتتبعين. فعلى الرغم من أن رئيس الاتحاد بالتفويض، عبد الله غلام، وعد بصرف الدعم المالي للبطولة النسوية، لكن المهتمين بالشأن الكروي في المغرب أكدوا أن
الكرة النسوية في المغرب تعيش مشكلا هيكليا وليس ماديا. مما دفع بعدد كبير منهم إلى مطالبة الاتحاد المغربي إلى ضرورة وضع إستراتيجية واضحة للنهوض بهذه الرياضة، وذلك من خلال الاهتمام بجميع فئاتها وتنظيم بطولة اعتيادية ودورية، إسوة بدوريات الكرة الرجالية.فمن جانبه، قال مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية، عابد أوبنعيسى، في حديث لـ"المغرب اليوم":" إن مشكل كرة القدم النسوية ليس مرتبطا بالجانب المادي فقط، فالأمر يتعلق بغياب رؤية واضحة لمنظومة الكرة النسوية." وطالب أوبنعيسى من الاتحاد المغربي إلى إلزام أندية الدوري الاحترافي بضرورة تأسيس فروع لكرة القدم النسوية، تضم كل الفئات، من أجل ضمان استمرارية الممارسة. مشيرا إلى أن ما تعانيه الكرة النسوية المغربية هو غياب بطولة منتظمة ولاسيما بكل الفئات. وقدم المدرب النموذج من المنتخب النسوي، الذي تم تجميعه في غياب بطولة وطنية، غابت لمدة سنتة تقريبا، مبرزا أن المنتخب سيواجه نظيره الجزائري منتصف شباط/فبراير الجاري، في رسم ذهاب التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أفريقيا المزمع إقامتها في ناميبيا أواخر العام الجاري، واللاعبات يعانين من غياب التنافسية بسبب توقف الدوري المغربي.
من جهته، عزا الإطار الوطني في مجال كرة القدم، إدريس عبيس، سر تراجع الكرة النسوية إلى تهميشها من طرف القائمين على الشأن الكروي في المغرب. ودعا عبيس إلى ضرورة اهتمام الفرق الكبيرة بالكرة النسوية، مبرزا أن توفير الجانب المادي وحده غير كاف في غياب برنامج واضح لتأهيل هذا النوع الرياضي.
فيما وجه اللاعب الدولي السابق للمنتخب المغربي والوداد البيضاوي، سالم المحمودي، نداء إلى المكتب الجامعي المقبل، المزمع انتخابه في آذار/مارس المقبل، إلى ضم الكرة النسوية إلى البرنامج الاستراتيجي للجامعة، مبرزا في حديث لـ"المغرب اليوم" أنه لا يعقل لبلد كالمغرب رائد في المجال الكروي أن يعيش مثل هذا التراجع في ميدان كرة القدم النسوية.
وتعتبر اللاعبة، رجاء الوافي أن العائق الوحيد الذي مازال يقف أمام هذه الرياضة هو نظرة المجتمع لا تزال قاسية تجاه الفتاة الراغبة في الالتحاق بالميدان الرياضي، لاسيما كرة القدم، لأنهم يشبهونها بالرجل، الأمر الذي يجعل الأسر تمنع بناتها من ممارسة هذا النشاط. وأكدت رجاء أنها تعرف الكثير من الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة بعيدا عن أنظار آبائهن. وأضافت رجاء أن المغرب يزخر بطاقات واعدة في هذا اللون الرياضي، تنتظر فقط تقديم كل أشكال الدعم وتوفير بطولة منتظمة لضمان الاستمرارية والتنافسية.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان من البلدان العربية والافريقية السباقة إلى الانخراط في مجال كرة القدم النسوية، حيث كان أول ظهور للمنتخب الوطني النسوي سنة 1997 . ففي ذات السنة
فاز بأول بطولة عربية غير رسمية في مصر سنة 1997. وفي السنة الموالية
حقق التأهل إلى نهائيات الأفريقية بنيجيريا لأول مرة في تاريخه عقب تخلي كينيا عن منازلة المغرب في المباراة المؤهلة سنة 1998. وتأهل للمرة الثانية سنة 2000إلى النهائيات الإفريقية لكرة القدم النسوية في جنوب أفريقيا. كما أحرز ميدالية فضية في أول بطولة عربية رسمية لكرة القدم النسوية في مصر سنة 2006. وعموما تبقى هذه هذه الحصيلة جد متواضعة، ولا ترقى إلى مستوى الفرق الإفريقية النسوية والتي قطعت أشواطا كبيرة و باتت أكثر قوة و احترافا، عكس المنتخب الوطني النسوي والذي منذ آخر تأهل لكأس أفريقيا في جنوب أفريقيا منذ ثلاث عشرة سنة، لم يتمكن من بلوغ هذه العتبة بل توالت الإقصاءات من الأدوار التمهيدية ضد فرق مغمورة ولم يحقق أي إنجازات تذكر إلى حدود الساعة