القاهرة ـ حسام السيد
أصبحت دول المغرب العربيّ وشمال أفريقيا، سوقًا جديدة للاعبين والمُدرّبين المصريين، بعدما تحوّلت البوصلة من البحث عن فرص عمل أو عقود احتراف في الدوريات الخليجية إلى دول المغرب لما تضخّه من أموال كبيرة لكرة القدم، فضلاً عن أنها أصبحت محطة مهمّة للانتقال إلى أوروبا.وشهدت الأشهر الأخيرة، تحولاً كبيرًا في مسيرة الرياضيين المصريين، ليصل الأمر إلى
حد تفاوض رئيس نادي أهلي طرابلس الليبيّ ساسي بوعون مع لاعب النادي الأهلي المصري أحمد فتحي، بشأن إنتقاله إلى فريقه في فترة الانتقالات الشتوية، ويعتبر العرض مفاجأة بكل المقاييس، خصوصًا أن فتحي سبق له الإختبار في نادي الأرسنال الإنكليزي، قبل أن يلعب لشيفلد يونايتد، وينضم على سبيل الإعارة إلى هال سيتي الإنكليزي، ونادي الهلال والنصر السعوديين، ومرشّح للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي محلي عن العام 2013، وهو ما يجعل من انتقاله إلى الدوري الليبيّ مفاجأة لو تمت الصفقة التي يرصد لها بوعون مبلغًا ماليًا كبيرًا.
ويُعدّ عمرو زكي، أول لاعب مصريّ ينتقل إلى الدوري المغربيّ، حيث انضم إلى فريق الرجاء مقابل مبلغ 300 ألف دولار في الموسم الواحد، وهو رقم لم يتمكن اللاعب من رفضه، لعمله بعدم الحصول على جزء منه في حال عودته إلى نادي الزمالك أو أي نادي في مصر، نتيجة الأزمات الماليّة الطاحنة، وذلك على الصعيد الماديّ، بصرف النظر عن مكانة الرجاء كأول نادي عربيّ يتوّج بفضية كأس العالم للأندية.
ولم يكن الدوري الجزائريّ بعيدًا عن المصريين، بعدما أعلن نادي شباب بلوزداد الذي ينافس في دوري المحترفين لكرة القدم عن التعاقد مع المهاجم المصريّ أحمد فتحي (بوجي)، ليصبح أيضًا تجربة جديدة للاعبين المصريين في الدوري الجزائري بعد أن مرّ اللاعب بتجربة في نادي الطلبة العراقيّ، عقب رحيله عن نادي الزمالك.
وعلى صعيد المُدرّبين، فقد انضم خلال الساعات الأخيرة المدير الفني السابق لمنتخب الشباب والمتوّج بذهبية كأس الأمم الأفريقية للشباب ربيع ياسين، لتدريب نادي دارنس في تجربة لم يكن يتوقعها أحد في ظل تلقيه لعروض في أندية مصرية، أبرزها تليفونات بني سويف، إضافة إلى وجد طارق العشري مع فريق أهلي بني غازي وطلعت يوسف مع أهلي طرابلس ومحمد عمر مع نادي النصر.
وقد تضافرت ظروف عدة لتدفع اللاعبين والمُدرّبين المصريين إلى السوق الجديدة، منها تردي الأوضاع الاقتصاديّة في غالبية الأندية المصريّة، وعدم قدرتها على الوفاء المُستحقات الماليّة، بالإضافة إلى توتر العلاقات بين مصر وبعض دول الخليج العربي منذ أحداث 30 حزيران/يونيو، بالإضافة إلى تطبيق معظم الدوريات الخليجية لنظام الاحتراف والتعاقد مع مُدرّبين ولاعبين من أوروبا وأميركا الجنوبية، مع اعتماد قليل على اللاعبين الأفارقة، مما قلّل الطلب على المصريين، وتوجّه بهم إلى البحث عن منفذ جديد للعمل.