جنيف – يسري الهزاز
جنيف – يسري الهزاز
أثبت النجم المصري محمد صلاح أنه موهبة في طريقها للوجود في أكبر الأندية الأوروبية وواصل تألقه بأداء ولا أفضل ليقود فريقه بازل السويسري لفوز مستحق على ضيفه تشيلسي الإنكليزي بهدف من دون رد في اللقاء الذي استضافه ملعب "سانت جاكوب بارك" في سهرة كروية رائعة في سويسرا ضمن منافسات الجولة الخامسة من عمر المجموعة الخامسة لدور الـ32 لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
صلاح سجل من جديد في مرمى تشيلسي بهدف قاتل في الدقيقة 87، ليهدي فريقه ثلاث نقاط غالية ليرتفع رصيد بازل إلى ثمان نقاط ويتقدم للمركز الثاني في المجموعة التي حافظ تشيلسي على صدارتها برصيد تسع نقاط، وعلى الرغم من الهزيمة لكن بازل بات في حاجة لنقطة واحدة للتأهل لدور الستة عشرة في مباراته المقبلة أمام شالكه 11 كانون الأول/ديسمبر المقبل في ألمانيا.
قدم الصاروخ المصري صلاح عرضًا رائعًا، وكاد يسجل هدفًا عالميًا في الشوط الأول لولا براعة الحارس بيتر تشيك، إلا أن القدر منح صلاح فرصة التسجيل للمرة الثانية في مرمى البلوز بعد أن فعلها من قبل في الجولة الأولى لدور المجموعات بهدف في "ستامفورد بريدج" ليخطف الأضواء في مسيرة فريقه الأوروبية ويزداد بريقه بعد أن قهر رفاق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مرتين في بطولة واحدة.
زمام المبادرة جاء من أصحاب الأرض بهجمة سريعة بالدقيقة الثالثة عن طريق إكسزاكا الذي مرر لزميله الهداف ماركو ستيرلر ولكن الحارس المخضرم بيتر تشيك منع فرصة الهدف المبكر، ولم يهدأ رفاق محمد صلاح بل واصلوا الضغط في الدقائق الأولى وكان الظهور للفرعون المصري في الدقيقة السادسة بعد أن تلقى تمريرة بينية ليرسل كرة أرضية زاحفة كادت تحدث الخطورة على مرمى البلوز لولا تدخل المدافع جاري كاهيل.
حماس أصحاب الأرض كان لافتًا في البداية وتواصل بتسديدة قوية من فابيان فراي لاعب الوسط النشيط في الدقيقة 12 تصدى لها تشيك ثم منع اوبي ميكيل هدفًا مؤكدًا من تسديدة عبر ضربة ركنية لصالح ساتشار ، ووضح منذ البداية فرض الرقابة على صلاح والتصدي لتحركاته بالدفع بالجناح البرازيلي ويليان في الجبهة اليسرى بجوار إيزابيلكويتا , وكاد إيتو أن يباغت الضيوف بفرصة مؤكدة مرت أمامه داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 15.
الدقيقة 18 حملت لقطة مثيرة للجدل بعد أن تغاضى الحكم الفرنسي لانوي عن ضربة جزاء لصالح بازل بعد أن لمست الكرة يد فرانك لامبارد لاعب وسط البلوز داخل منطقة الجزاء ورفض الحكم احتسابها بداعي أنها غير متعمدة , وبدأ تشيلسي تدريجيًا فرض أسلوبه وطريقته على اللقاء بتحركات راميريس ولامبارد.
صلاح فك قيود رقابة مورينيو وتألق بشكل لافت في الدقيقة 23 بتسديدة رائعة داخل منطقة الجزاء تصدى لها تشيك بصعوبة بالغة ليحرم الفرعون المصري من التقدم لفريقه كما تلاعب صلاح بلاعبي تشيلسي في وسط الملعب لينطلق ويراوغ اوبي ميكيل ويتبادل الكرة من الجبهة اليسرى لأقصى الجبهة اليمنى وكاد أن يتلقى تمريرة تضعه منفردًا بالمرمى لولا أنه لم يدرك الكرة , وتعالت صيحات الاستهجان ضد تغاضي الحكم الفرنسي عن العديد من الأخطاء بسبب الإلتحامات العنيفة ضد لاعبي بازل.
وظهر صلاح من جديد في الدقيقة 28 بتمريرة رائعة للهداف ستريلر كادت أن تسفر عن هدف لولا تدخل كاهيل المتألق.
محمد النني لاعب الوسط المصري ونجم بازل كان له نصيب أيضًا في التألق بمجهوده الوافر في وسط الملعب والذي كان له دور كبير في فرض السيطرة لصالح فريقه في مواجهة نجوم البلوز. وتألق تشيك من جديد بالقيام بدور المدافع ومنع انفرادًا لصالح ستريلر ليبعد الكرة وتتحول لهجمة خطيرة لصالح ويليان الذي مرر لإيتو لولا انقضاض يان سومير حارس بازل الذي لم يختبر كثيرًا في الشوط الأول ، وتعرض صلاح لإلتحام قوي من إيزابيلكويتا بعد أن تلقى تمريرة رائعة وتهيأ لتسديدة شبيهة بتلك التي قام بها في ستامفورد بريدج وأسفرت عن هدف.. وقام النني بتغطية رائعة ليجهض انطلاقة لأوسكار صانع ألعاب تشيلسي وحصل إكسزاكا على إنذار للإلتحام العنيف ضد راميريس ، وتعرض الكاميروني إيتو للإصابة بعد إلتحام قوي مع سيرديه مع الدقيقة 42 ليضطر لمغادرة الملعب لصالح المهاجم الأسباني فيرناندو توريس.
وببراعة حصل صلاح على خطأ على مشارف منطقة جزاء البلوز بعد إستلام سحري للكرة تعرض على إثره لإلتحام قوي من اوبي ميكيل أهدرها زملاءه بالحائط البشري لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي غير مستحق بين الفريقين بعد أن أهدر أصحاب الأرض العديد من الفرص للتقدم.
تشيلسي بدأ الشوط الثاني بشكل مغاير وكانت له زمام المبادرة بهجمة منظمة من الجبهة اليمنى بانطلاقة من ويليان ، ومرر صلاح كرة ماكرة ولكن مدافع تشيلسي جون تيري بخبرته الطويلة أبعدها قبل أن تتحول لهجمة خطيرة ، وأجرى مورينيو التغيير الثاني في الدقيقة 52 بالدفع بالبلجيكي إيدين هازارد على حساب صانع الألعاب الحاضر الغائب أوسكار في محاولة لتنشيط هجوم البلوز الذي كان غائبًا بشكل كبير.
صلاح ظل مكمن الخطورة في الهجمات السويسرية ومرر ببراعة لزميله الظهير الأيمن فوسير ولكن اوبي ميكيل تدخل لإبعاد الكرة..وحاول مورينيو بخبراته الطويلة إيقاف هجمات أصحاب الأرض بتعليمات للاعبيه بالاحتفاظ بالكرة قدر الإمكان والتمريرات القصيرة لإحباط لاعبي بازل ومنح هازارد هذا التوازن للبلوز في الشوط الثاني وحصل الإيفواري المتألق سيرديه على إنذار للإلتحام مع هازارد وسط اعتراضات كبيرة من لاعب بازل , وبفدائية شديدة تدخل النني لتمرير كرة لزميله صلاح إلا أنه تعرض لخشونة كبيرة من اوبي ميكيل ليحصل الأخير على إنذار مستحق.
توريس لم يقدم الأداء المطلوب منذ نزوله للمباراة وكان بطيئًا ومستسلمًا للرقابة بشكل كيبر وهو ما أثر على الأداء الهجومي للبلوز الذي تركز بشكل أساسي على تحركات الثنائي راميريس وهازارد في وسط الملعب إلى جانب انطلاقات على فترات متباعدة للبرازيلي ويليان , وأجرى بازل أول تغييراته بعد مرور 71 دقيقة بالدفع باللاعب أجيتي على حساب إكسزاكا الذي بذل مجهودًا كبيرًا في وسط الملعب وعانى من إصابة قبل خروجه , وتحول صلاح للجبهة اليسرى لإزعاج دفاعات البلوز ولكن إيقاع هجمات بازل بات أكثر هدوءًا مع حلول الربع ساعة الأخيرة.
ياكين ألقى بتغيير ثانٍ أملًا في التقدم بسحب مهاجمه ستريلر ودفع بالإيفواري جيوفاني سيو مع الدقيقة 78 , وتحرك لاعبو تشيلسي لخطف هدف الفوز وكاد أن يتلقى توريس فرصة هدف مؤكد لولا تدخل المدافع تشار وطالب لاعبو البلوز بضربة جزاء لصالح هازارد بينما باغت سيرديه أحد نجوم اللقاء مرمى البلوز بتسديدة قوية تصدى لها كالعادة المتألق تشيك الذي منع فرصة آخرى من تشار , ودفع مورينيو بآخر أوراقه بإشراك لاعب الوسط البلجيكي دي بروين بدلًا من ويليان.
وجاءت الفرحة السويسرية عن طريق محمد صلاح الفرعون المصري في الدقيقة 87 بانطلاقة سريعة خلف إيفانوفتش المتقدم لينفرد بالمرمى ويودعها ببراعة واقتدار في مرمى بيتر تشيك، وسط دهشة مورينيو من غياب مدافعيه عن تلك اللقطة، وشارك ساورو بدلًا من شتوكر لتدعيم دفاعات بازل وتمر اللحظات الأخيرة بإثارة كبيرة في ظل طوفان هجومي من لاعبي تشيلسي وثبات دفاعي لأصحاب الأرض لينتهي اللقاء بفوز جديد لبازل على تشيلسي.