رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ"فيفا" جوزيف بلاتر

وصلت جامعة كرة القدم إلى الباب المسدود، بعد أنّ رمت وزارة الشباب والرياضة الكرة المغربية المسؤولية على مرمى على الرئيس المنتهية ولايته الفاسي الفهري، والذي رفض العودة إلى منصبه تنفيذًا لمضمون قرار الاتحاد الدولي وتنصيب فوزي لقجع كرئيسًا للجامعة. وبعد قرار لجنة الطوارئ الـ"فيفا"، التي لم تعترف بالانتخابات التي أجرتها الجامعة الملّكية المغربية لكرة القدم "اتحاد كرة القدم المغربي"، التي أجريت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، باعتبار هذه الأخيرة جاءت في ضوء عدم التزام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بواجبها المُتمثل في الامتثال لتوجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم "المادة 13، الفقرة 1 أ" من النظام الأساسي الـ"فيفا"، والتي تعتمد على نظام أساسي يتماشى مع اللوائح المعيارية الـ"فيفا"، قبل تنظيم انتخابات جديدة في النصف الأول من 2014، أنّ تتولى، في غضون ذلك، اللّجنة التنفيذية المنتهية ولايتها مسؤولية إدارة الجامعة بقيادة علي فاسي الفهري، وتفجر  صراع داخل الجامعة المغربية لكرة القدم، وقدمت اتهامات للوزارة الوصيّة. ولم يكتفي بلاتير بهذا، بل زاد من حطب نار الصراع خلال تصريحاته الصحافية، وأكد عدم قانونية تنصيب الرئيس الجديد. وكان أول من وجهت له نبال الحرب في هذا المشكل هو وزير الشبيبة والرياضة محمد أوزين، باعتباره المسؤول عن كل ما تعرضت له الجامعة من انتقادات.
الوزير أوزين يهدد بتقديم استقالته
قرار الـ"فيفا"، جعل وزير الشبيبة في موضع لا يُحسد عليه، خصوصًا من طرف النواب الذين يتحينون له الفرصة في مجلس النواب، من أجل توجيه له انتقادات لاذعة، خصوصًا من طرف فريق حزب "العدالة والتنميّة" التي أرجعت له مسؤولية ما وقع. ولم يسكت أوزين عن الأمر، بل فجر قنبلة مدويّة في رده على السؤال الذي وجه له، معتبرًا أنّ وزارته غير مسؤولة عن سير ونتائج الجمع العام لجامعة كرة القدم، الذي لم تعترف الــ"فيفا" بنتائج أشغاله. مؤكدًا أنّ الوزارة في هذا الموضوع تدخلت بخصوص 3 نقاط اختلفت فيها مع الجامعة. وهي النقاط التي تتعلق بنمط التصويت، حيث الاتفاق مع الجامعة على تبني نمط التصويت باللائحة، وتقليص عدد أعضاء المكتب المسير، وضمان تمثيلية الأسرة الكرويّة في الانتخابات. كما عن عزمه تقديم استقالته من وزارة الشباب والرياضة لدى رئاسة الحكومة، في حال أثبتت الـ"فيفا" بالحجج والبراهين القاطعة تدخل وزارته في أشغال انتخاب فوزي لقجع رئيسًا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي قررت لجنة الـ"فيفا" للطوارئ، ببطلان شرعيته الانتخابية، كما أكدّ أوزين بلغة شديدة اللّهجة، أمام نواب الأمة، أنّه لابد من إعادة الأمور للشرعية، وتطبيق القانون الذي يعتبر فوق الجميع. وأكدّ الوزير أنّ هناك طابورًا خامسًا يعمل ضد المغرب، وهو الطابور المتكون من عناصر تشيع أنّ أوزين منع علي الفاسي الفهري من الترشح من جديد، بل قاموا بتحريض الشركات التي تتعامل مع الجامعة في تنظيم كأس العالم للأندية البطلة عدم التعامل معها. وأوضح أنّ "القانون المغربي جد مُتقدم، وسوف ندافع عليه، ونحن  مدججين بحجج وأدلة ستنهي الخلاف مع الفيفا".
وتعول وزارة الشباب والرياضة وفوزي لقجع على الفهري، لإقناع الـ"فيفا" بمبررات عقد الجمع دون المصادقة على النظام الأساسي، وبالتالي منح الجامعة مُهلة لتصحيح الوضع والاعتراف بفوزي لقجع كرئيسًا للجامعة. ومن أجل تهدئة الأوضاع يعول كذلك على الفهري أنّ يقدم ضمانات إلى مسؤولي الـ"فيفا" بشأن التزام خلفه باحترام التزامات الجامعة والمغرب بشأن مونديال الأنديّة ومراجعة النظام الأساسي.
بلاتير لا يعترف بلقجع كرئيس للجامعة الملكيّة لكرة القدم
وأكدّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ"فيفا" جويزف بلاتير، في ندوة صحافية عقدها صباح الثلاثاء، عبر الهاتف مع بعض المنابر الإعلاميّة الوطنيّة، أنّ مؤسسته لا تتوفر على أدلة تفيد أنّ وزارة الشباب والرياضة تدخلت في شؤون الجامعة الملكيّة المغربيّة لكرة القدم، موضحًا أنّ قرار إلغاء الجمع العام لا علاقة له بموضوع تدخل الوزارة في الجامعة، بل قرار الاتحاد الدولي له علاقة بالإشكال القانوني، المُتمثل في عدم الملائمة بين قوانين الجامعة الملكيّة المغربيّة لكرة القدم، وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وشدّد على أنّ قرار الاتحاد الدولي لا رجعة فيه بخصوص إلغاء جمع عام جامعة كرة القدم، وعدم الاعتراف بالمكتب الجامعي الجديد. وكشف أنّه سيناقش موضوع الجامعة وما حدث في الآونة الأخيرة رفقة أعضاء مكتبه التنفيذي في الاجتماع المرتقب في الشهر المقبل في البرازيل.
مؤكدًا أنّ اختيار المغرب لتنظيم كأس العالم للأنديّة لم يكن اعتباطيًا، بل جاء تكريمًا له على الطفرة التي حققها في البنيات التحتيّة، ومواصلته مسار البناء الجيد، وفي حالة نجح  المغرب في تنظيم نسختي كأس العالم للأنديّة في 2013 و2014، سيخول له إمكان تنظيم كأس العالم 2026. موضحًا أنّ أحسن شيء حدث مع المغاربة، هو أنهم بعد إخفاقهم في الحصول على مونديال 2010 استمروا في مشاريع البنيّة التحتيّة، مؤكدًا أنّ ملعبي أغادير ومراكش يعتبران من أبرز الملاعب من حيث الجودة.