آثار الدمار على ملعب "فلسطين" في غزة

تحلّ هذه الأيام الذكرى الأولى للحرب الإسرائيليّة على غزة، والتي دمرت خلالها طائرات الاحتلال أهم ملعبين في القطاع، وهما فلسطين واليرموك وسط المدينة، واستشهد وأُصيب عددُ من الرياضيين خلال فترات العدوان المختلفة على القطاع. وقد حالت الحرب الإسرائيليّة حينها من دون استكمال منافسات دوري الدرجة الممتازة في غزة، في حين قررت تلك الأندية الرياضية استكمال الدوري فور انتهاء الحرب، في رسالة تحدٍ للاحتلال، وتأكيدًا على أن العدوان قد هُزم أمام الروح الرياضيّة العالية لأندية القطاع.
وأكد نائب اتحاد كرة القدم إبراهيم أبو سليم، أهمية فضح همجية الاحتلال الإسرائيليّ في حق الرياضة الفلسطينيّة، وتوضيح الصورة أمام العالم أجمع، وأن اتحاد الكرة قام بخطوات جريئة انتهت بتجاوب "الفيفا" بإعلان استعداده لإعادة إعمار ملعبي فلسطين واليرموك، بالإضافة إلى قرار استئناف الدوري، وإيجاد البدائل المناسبة لتعويض نقص الملاعب.
وأشار أبو سليم، إلى أن "العدوان الإسرائيليّ، لن يؤثر في عزيمة الرياضيين، بل سيدفعهم لمواصلة النشاط، وردّنا على الاحتلال هو استئناف النشاط الرياضيّ من جديد.
واعتبر اللاعب أسامة نوفل، من نادي خدمات جباليا، أن عودة الدوري على ملعبين من أصل 5 ملاعب رئيسة في قطاع غزة، هو إنجاز للكرة الفلسطينية، وأن الدوري الممتاز كان أقوى بعد العدوان الإسرائيليّ على غزة، مشددَا على أن اللياقة البدنية لعبت دورًا مهمًا في حسم المنافسة بين الأندية.
وشدد وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المدهون، على أهمية تطوير البنية التحتية للرياضة، وإنشاء الملاعب، كونها من المقومات الأساسية لتعزيز قوة الفرق، وتشجيع المنافسة، وتوفير المكان المناسب للتدريب وممارسة النشاط الرياضيّ، وأن الوزارة تحرص على البدء في مشاريع التطوير والبناء، وخصوصًا إعادة إعمار ملعب فلسطين، ولكن الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة والحصار الخانق يعيق تنفيذ المشاريع.
وأعلن عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة، عبدالسلام هنية، أن دولة قطر تبرعت بمبلغ مليون دولار لإعادة بناء ملعب فلسطين الذي استهدفه الاحتلال بصواريخ عدة، خلال الحرب التي شنّها على قطاع غزة منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأوضح هنية، في تصريح صحافي، أنه تلقى رسالة من الممثل الشخصي لأمير قطر الشيخ جاسم بن حمد، تُفيد بتحويل المبلغ إلى لجنة الإعمار القطرية التي ستعمل مباشرةً في إزالة الدمار من الملعب، وبدء إنشائه من جديد، معربًا عن أمله بزيادة المبلغ حسب وعود "الفيفا"، لإسنكمال إنشاء الملعب على مراحل، من مدرجات وإنارة وعشب اصطناعيّ وتجهيزات لوجستية، فيما أشاد بالدعم القطريّ الذي وصفه بـ "غير المحدود" للحركة الرياضيّة، وكذلك الدعم المتواصل لشرائح الشعب الفلسطيني كافة.
وقد تأسس ملعب فلسطين في العام 1999، ويخدم 18 ناديًا في التدريب وإجراء المباريات الرسمية عليه بواقع (6) أندية من الدرجة الممتازة وناديان من الأولى وناديان من الدرجة الثانية وأربعة أندية من الدرجة الثالثة وأربعة من الدرجة الرابعة، حيث يُعتبر الملعب المعشب الأول في محافظات غزة، مقاساته وأبعاده (100 x 70 ) وسعته تبلغ 10000 متفرج، وتم قصف الملعب صباح يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بأربعة صواريخ من طائرات "إف 16" من الجهة الجنوبية، وتم إتلاف أرضية الملعب، وشبكة الري، فيما تم قصفه في اليوم الثاني بتاريخ 18 من الشهر ذاته، بأربعة صواريخ جديدة، دمّرت المباني الإدارية فيه وغرف اللاعبين وأرضية الملعب، وألحقت دمارًا كليًا بالمدرجات الثلاثة الغربية والشمالية والشرقية للملعب، وكذلك طال القصف المبنى الإداري للوزارة، وأصبح بحاجة إلى إعادة بناء شامل، علمًا بأنه تم قصف الملعب في العام 2006 وساهم "الفيفا" بإصلاح الملعب حينها.
أما ملعب اليرموك فقد تأسس في العام 1952، ويخدم 18 ناديًا من مدينة غزة، في التدريب وإجراء المباريات الرسمية عليه بواقع (6) أندية من الدرجة الممتازة و ناديان من الأولى وناديان من الدرجة الثانية وأربعة أندية من الدرجة الثالثة وأربعة من الدرجة الرابعة، وهو ملعب من ضمن ملعبين فقط في مدينة غزةن ويُعتبر أقدم الملاعب الفلسطينيّة، أبعاده (110 x 80 ) ، السعة 15000 متفرج، وتم قصف الملعب ظهر يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بأربعة صواريخ من طائرات "إف 16" من الجهة الشرقية، وتم إتلاف أرضية الملعب بصاروخين بعمق 10 أمتار عند كل قائم في أرضية الملعب، فيما لحقت أضرر بالغًة بالمدرجات الشرقيّة بعد استهدافها بصاروخين "إف 16".