لاعبو البرازيل في فرحة عامرة بعد الوصول لنهائي كأس القارات

نجح منتخب السليساو البرازيلي في التأهل إلى نهائي بطولة كأس القارات لكرة القدم، والتي تستضيفها على أرضها، بعد تغلبه على منتخب أوروغواي 2-1 في مباراة قبل النهائي التي جمعت بينهما مساء الأربعاء على ملعب مينيراو في مدينة بيلو هوريزونتي، في موقعة جديدة جدد بها تفوقه، وعوض خسارته في موقعة "ماراكانا" الشهيرة التي جمعت بين المنتخبين من 63 عاما. تقدم المهاجم البرازيلي فريد لمنتخب بلاده بهدف في الدقيقة 41، وتعادل كافاني لأوروغواي في الدقيقة 48، وفرض باولينهو التفوق للسامبا في الدقيقة 86 بهدف التأهل إلى النهائي، علما بأن المهاجم الأوروغوياني، فورلان كان قد أهدر ركلة جزاء لمنتخب بلاده في الدقيقة 14 تصدى لها سيزار ببراعة.
بهذا الفوز يكون منتخب السامبا قد نجح في تخطى عقبة مهمة في مسيرة التتويج بلقب البطولة التي يستضيفها، في انتظار الفائز من لقاء أسبانيا وإيطاليا الخميس.
جاءت المباراة تكتيكية إلى أعلى مستوى، وفرض الالتزام الخططي والحذر من لاعبي الفريقين حرصا كبيرا على أدائهم، فغابت اللمحات الفنية، وكانت الكلمة العليا للقوة والسرعة والالتحامات التي اتسمت به اللقاء، وفي الشوط الثاني فرض المنتخب البرازيلي كلمته مع أداء دفاعي متقن من أوروغواي والاعتماد على الهجمات المرتدة، في محاولة لإطالة زمن اللقاء، لكن جاء هدف باولينهو في وقت قاتل ليطيح بأحلام "السماوي".
وعلى الرغم من التفوق الذي أظهره منتخب أوروغواي في بداية اللقاء، اعتمادا على سرعة ومهارات ريوس وجيرجانو على الأطراف والمثلث المقلوب المكون من فورلان في المؤخرة وجافاني وسواريز في الأمام، لكن الالتزام الدفاعي من أصحاب الأرض حال دون تهديد حقيقي من السماوي على مرمى خوليو سيزار حارس البرازيل.
وفي المقابل عمد المدير الفني للمنتخب البرازيلي، سكولاري إلى محاولة امتصاص حماس لاعبي أوروغواي، فكانت التعليمات واضحة بعدم الاندفاع الهجومي خاصة من لاعبي الأطراف مارسيلو يسارا وداني الفيش يمينا، مع التركيز على منطقة المناورات في ظل وجود الثلاثي غوستافو وبولينيهو وأوسكار، وذلك إلى حين قدوم الوقت المناسب.
ترجم المنتخب الأوروغوياني سيطرته النظرية بحصوله على ركلة جزاء نتيجة إعاقة المدافع البرازيلي ديفيد لويز للاعب لوغانو قائد أوروغواي، ولكن الحارس المتألق سيزار تصدى لها ببراعة من أقدام فورلان ( ق 14).
تسببت هذه الركلة المهدرة في إحباط معنويات منتخب أوروغواي، في الوقت الذي بدأ المنتخب البرازيلي المرحلة الثانية من خطته بتنشيط المحاور الهجومية، لاسيما الجبهة اليسرى التي تعاون فيها مارسيلو مع بولينيهو ونيمار، واعتبارا من الدقيقة 20 نجحت السامبا في استعادة زمام سيطرتها على اللقاء، مع تراجع تكتيكي لأوروغواي، والتزام دفاعي في خطوطها الخلفية.
ويبدأ الظهور البرازيلي ممثلا في تسديدة قوية من أوسكار علت مرمى موسليرا حارس أوروغواي، ويرد بعدها فورلان بتسديدة صاروخية محاولا تعويض ركلته المهدرة ولكن كرته أيضا علت العارضة.
وينجح النجم البرازيلي نيمار في قيادة هجمة عنترية داخل منطقة جزاء أوروغواي ويخترق ببراعة، ويسدد من الزاوية اليمنى الصعبة ترتد من الحارس موسليرا لتجد المتابعة من فريد الذي يلعبها بساقه تجد طريقها إلى الشباك محرزا هدف التقدم للسامبا ( ق41).
وفي الوقت الذي حاول منتخب السامبا الطرق على الحديد وهو ساخن مع بداية الشوط الثاني، وعدم ترك المسألة في يد أوروغواي، ياتي هدف التعادل لأوروغواي عن طريق كافاني الذي يستغل الدربكة داخل منطقة جزاء البرازيل وتصل الكرة إليه يلعبها في الزاوية اليمنى البعيدة محرزا هدف منتخب بلاده الأول ( ق48).
منح هذا الهدف المنتخبين رغبة هجومية أكبر، فتحررا من الالتزام الذي كان مفروضا عليهم في الشوط الأول، فظهرت المساحات وزادت الانطلاقات في الخطوط الخليفة، وأن كانت الكفة أميل لصالح البرازيل الذي تملك لاعبيهم رغبة عارمة في إثبات تفوقهم على حساب منتخب أوروغواي.
حاول أبناء السامبا الاعتماد على سلاح التسديد القوي من خارج المنطقة، وسدد هالك صاروخية يتصدى لها موسليرا باقتدار ويخرجها إلى ركنية ( ق57).
ووسط الضغط البرازيلي كانت الهجمات المرتدة السريعة في منتهى الخطورة، وظهر لأول مرة المهاجم الأورغوياني سواريز
في تسديدة رأسية متقنة أخرجها سيزار إلى ركنية.
مع اقتراب الشوط الثاني من نهايته إزداد الضغط البرازيلي، وتعملق الدفاع الأوروغوياني الذي تقمص دور دفاع الآزوري في عز تألقه، ويقف لمعظم الهجمات بالمرصاد مع مراقبة دقيقة للخطيرين نيمار وفريد، ومع هذا كاد نفس هذا الثنائي ومعهم البديل بيرنارد من التسجيل بجملة تكتيكية رائعة ولكن الحارس موسليرا كان لها بالمرصاد.
تراجع المنتخب الأورغوياني اعتمادا على الهجمات المرتدة السريعة من خلال فورلان وسواريز، ولكن سرعة ارتداد لاعبي البرازيلي يحول دون تهديد حقيقي لمرماهم.
انحصر التهديد البرازيلي في الجبهة اليسرى التي شغلها باقتدار مارسيليو، ولكن العمق الدفاع الأورغوياني بقيادة لوغانو وجودين فرض رقابه صارمة على مهاجمي السامبا.
تشهد الدقائق العشر الأخيرة التحامات وخشونة واضحة بين لاعبي الفريقين، تعكس حالة التوتر والخروج عن تركيزهم، إلا أن الضغط البرازيلي كان لابد أن يسفر عن جديد، وفعلا جاء الهدف عن طريق لاعب محور الارتكاز باولينهو الذي سدد رأسية قوية وصلته من ركلة ركنية في شباك موسليرا محرزا هدف التأهل إلى نهائي البطولة في وقت حرج وتحديدا في الدقيقة 86.
وتشهد الدقائق المتبقية من زمن اللقاء، إضافة إلى الدقائق الست التي احتسبها حكم اللقاء، المزيد من حالات التوتر والخشونة، لكن من دون جديد، ليتأهل منتخب البرازيل إلى المباراة النهائية، ويثأر من منتخب أوروغواي بعد 63 عاما.