لاعبو باريس سان جيرمان يرتدون قمصان "طيران الإمارات"

دخلت رؤوس الأموال العربية على الخط في المنافسة مع كبرى المؤسسات المالية في العالم في صراع محموم للفوز بصفقات رعاية الأندية الأشهر في العالم، ووضع إعلانات الرعاية وشعارات هذه الشركات على قمصان يرتديها أشهر نجوم الكرة في العالم، ليدور صراع جديد بين شركة طيران الإمارات وشركة الخطوط الجوية التركية في صراع الظهور الأبرز داخل ملاعب القارة الأوروبية بحثًا عن تفوق جديد، وبهذه الصفقات المدوية يتطور الاستثمار العربي في أوروبا ليمتد من امتلاك الأمراء والأثرياء العرب لأشهر الأندية وحصص كبيرة فيها إلى الصراع على الظهور في الواجهة الإعلانية لأشهر أندية العالم التي يصعب تملكها، مع الاكتفاء بحصص من أسهمها المالية.
واشترى عدد كبير من أثرياء العرب وأفراد العائلات المالكة في الخليج حصصًا كبيرة في أندية إنكليزية وفرنسية وإيطالية، ودخل معهم في الصورة رجال أعمال من الأردن ومصر، وكان آخر النجاحات صعود نادي هال سيتي المملوك لرجل الأعمال المصري عاصم علام في تجاوز أزماته، والعودة من جديد للدوري الممتاز.
وأضافت الخطوط الجوية التركية نادي بوروسيا دورتموند الألماني على قائمة رعايتها الرياضية، لتدخل في منافسة ضارية مع الناقلين الجويين في منطقة الخليج على رعاية الأندية الكبرى وملاعبها، بعد برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي، أصبح بوروسيا دورتموند ثالث نادٍ ترعاه الخطوط.
ويأتي التوقيع الذي يقدر بعشرات الملايين من الدولارات في وقت مثالي للغاية ، حيث يخوض دورتموند في 25 أيار/ مايو الجاري نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ضد مواطنه بايرن ميونيخ الألماني، في ما يعتبره النقاد عودة الأندية الألمانية إلى الواجهة، صرح رئيس الخطوط التركية حمدي توبشو موضحًا "في سعينا لتسويق منتجنا وتطوير علامتنا التجارية، دخلنا في الرياضة لنقدم صورتنا إلى الجمهور".
تسعى الخطوط التي نالت لقب أفضل ناقل أوروبي عامي 2011 و2012 إلى توسيع رقعة عملها بشراسة، وتحقيق الانتصارات في عالم النقل الجوي، حيث نقلت الخطوط العام 2012 نحو 39 مليون مسافر، مقبل 34 مليون لطيران الإمارات، وأنفقت 20 مليار دولار أميركي لشراء 200 طائرة بوينغ وإيرباص، كي تحقق هدفًا خارقًا بنقل 96 مليون مسافر في 2020، في العام الذي تأمل فيه أيضًا أن تكون إسطنبول مضيفة للألعاب الأولمبية الصيفية، حيث تتنافس راهنًا مع طوكيو ومدريد.
أعطت هذه الخطوة مفعولها، على الأقل على شبكة الإنترنت، بإعلان تلفزيوني يضم نجم كرة السلة الأميركي كوبي براينت وكرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، تم مشاهدته أكثر من 100 مليون مرة ، فيما يشرح أستاذ مادة التسويق في جامعة أيكس مرسيليا الفرنسية ليونيل مالتيزي هجمة الخطوط الجوية على الرياضة، معتبرًا أن "الرعاية الرياضية هي كالفرقعات النارية".
ويبرز طيران الإمارات برعاية باريس سان جرمان الفرنسي وميلان الإيطالي، ودعمه سابقًا لآرسنال الإنكليزي الذي أطلق على ملعبه اسم الناقل الإماراتي العام 2004 بقيمة 200 مليون دولار.
الجدير بالذكر أن طيران الامارات سترعى أيضًا 15 سباقًا من أصل 19 في بطولة العالم للفورمولا واحد في المواسم الخمس المقبلة، وبطولة رولان غاروس لكرة المضرب.
وأوضح نائب الرئيس التنفيذي لاتصالات الشركة بطرس بطرس "ببساطة، الرعاية الرياضية ناجحة لأن الناس تميل إلى تذكر الرياضة أكثر من أي شيء آخر. نرعى أـيضًا مهرجانات، معارض وحفلات غنائية، لكن لا أحد ينتبه إلى ذلك"، واعتبر بطرس أن عدد المسافرين زاد عشرة أضعاف منذ انطلقت الشركة في الرعاية الرياضية.
وبحسب الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، فإن الشركة تنفق سنويًا ما يقارب 227 مليون دولار في مجال الرعاية الرياضية، أما الخطوط التركية التي دخلت السباق في وقت متأخر، فهي تعتمد على "الرعايات الرنانة... على حساب الربحية على المدى القصير"، بحسب ما رأى المحلل في "إيست كابيتال" إيمري أكجاكماك.
وحلت الخطوط القطرية في الأشهر الأخيرة بدلاً من الخطوط التركية في رعاية قميص برشلونة الإسباني، وبالطبع سوف يطبع الناقل الخليجي اسمه على كأس العالم 2022 عندما تستضيف الدولة الآسيوية الحدث الكروي بعد 9 سنوات من الآن، ليصبح صراع رؤوس الأموال العربية في الخارج محل دراسات عدة، فضلاً عن تملك عدد كبير من الأثرياء العرب أندية أوربية كبيرة.