انفجار ضخم في طريق المطار القديم في دمشق
دمشق ـ وكالات
أعلنت المعارضة السورية، الخميس، سقوط 7 قتلى في مناطق مختلفة، على أيدي القوات الحكومية، وأن انفجار ضخم وقع في حي الزاهرة الجديدة في ريف العاصمة، في حين استمرت الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي، في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة إدراج جماعة "جبهة النصرة"
التابعة للمعارضة السورية في قائمة الجماعات الإرهابية، للاشتباه بأن لها روابط مع تنظيم "القاعدة"، وذلك قبل اجتماع "مجموعة أصدقاء سورية" الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في المغرب، بينما نفى مصدر عسكري من الجيش السوري الحر أي وجود لتنظيم "القاعدة" في صفوف المعارضة، مؤكدًا أن "النصرة" التي تتخذ طابعًا إسلاميًا لا تنتمي لهذا التنظيم المتطرف.
وفيما دعا مجلس الشعب السوري، الجهات القضائية المختصة في لبنان، إلى التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق النائب اللبناني عقاب صقر ومن ورائه رئيسه المباشر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، لتورطهمها بدعم مجموعات المعارضة المسلحة في سورية، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، إن بلاده ليست في حاجة إلى استخدام منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ ضد الطائرات السورية.
ميدانيًا، قالت مصادر من المعارضة السورية، إن 7 أشخاص قُتلوا الخميس، في مناطق عدة من البلاد، في أعمال عنف واشتباكات بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر "لمعارض"، في وقت أفاد ناشطون عن وقوع انفجار ضخم في حي الزاهرة الجديدة بالقرب من الهلال الأحمرن بينما تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على طريق دمشق الدولي، بالتزامن مع قصف شديد للطيران الحربي على البلدات المجاورة لطريق المطار.
وذكر ناشطون أن القوات الحكومية قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حي الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق، كما تعرضت منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، بينما قال المرصد الإعلامي السوري "المعارض" إن القصف تجدد على العديد من أحياء جنوب دمشق، منها ببيلا ويلدا والعسالي والمادنية والسبينة والحجر الأسود بقذائف الهاون والصواريخ.
في غضون ذلك، شدد مجلس الشعب السوري في جلسته، على أن "التسجيلات الصوتية التي نشرت وكشفت تورط النائب اللبناني عقاب صقر ومن ورائه رئيسه المباشر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بدعم المجموعات (الإرهابية) المسلحة في سورية، تلزم الجهات القضائية المختصة في لبنان الشقيق بالتحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المذكورين".
وأضاف المجلس في بيان تلاه رئيس المجلس محمد جهاد اللحام، "إن ما ارتكبه صقر يُشكل جرمًا بموجب القوانين الوطنية والدولية، وخرقًا للاتفاقات الموقعة بين البلدين، كما يتناقض مع سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية حيال الوضع في سورية، وإن المجلس يتوقع من المؤسسات اللبنانية القضائية ومؤسسة مجلس النواب اللبناني التعاطي مع الموضوع بجدية ومسؤولية عالية، نظرًا لما يترتب على مثل هذه الجرائم المرتكبة من قبل نائب لبناني نسي تكليف الشعب اللبناني له، وخلع نيابته ليتحول الى مهرب للسلاح وقاتل عابر للحدود، من خلال ارتكابه عن سابق تصور وتصميم جرم إمداد المسلحين بالذخيرة والسلاح والمال للتنكيل بالشعب السوري وضرب بنية الدولة السورية على مدى العام ونصف العام قضاها في الضيافة التركية، وما يزال تحت ستار المساعدات الإنسانية، وإن ما ارتكبه صقر من سفك لدماء السوريين الزكية بحق الأطفال والنساء والرجال والعسكريين السوريين وتشريد الآلاف من العائلات وتدمير المنشآت العمومية والأملاك الخاصة يُشكل جرمًا موصوفًا ومقترنًا بالاعتراف الصريح الذي يستلزم مقاضاته ومحاكمته فورًا".
وشدد البيان السوري، على أننا "إذا كنا نتفهم سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية منذ بداية الأحداث في سورية، فإننا نتوقع من السلطات عينها التحرك ضد من خالف وانتهك هذه السياسة، وبخاصة أنه ليس مواطنًا عاديًا بل نائب في البرلمان، وأن ما ارتكبه المدعو صقر بغطاء وتكليف من سعد الحريري لا يمكن تجاوزه أو التساهل إزاءه، وأن السلطات القضائية السورية المختصة لن تقف متفرجة إزاء من يشارك في سفك دماء السوريين، وإن مجلس الشعب سيعمل بالتعاون مع السلطات القضائية على إعداد ملف قانوني لملاحقة صقر وكل من شارك معه وأمن له الغطاء السياسي عبر القضاء اللبناني بتهمة دعم الإرهاب، وإن هذا التورط المفضوح يؤكد ما أعلنته سورية مرارًا عن تورط جهات لبنانية في الأزمة السورية، عبر مدّ المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتأمين الملاذ الآمن لها، ويضاف هذا الملف إلى عشرات الأدلة الموجودة بحوزة السلطات السورية حيال تورط قوى لبنانية، وبخاصة تيار (المستقبل) في محاولة لزعزعة أمن واستقرار سورية، والمشاركة في إراقة دماء السوريين وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، وفقًا للاتفاقات الموقعة بين البلدين والقوانين الدولية"
في السياق، تحدث العقيد في الجيش السوري الحر بشار سعد الدين، عن معركة "تحرير إدلب"، ومشاركة مقاتلين من "حزب الله" إلى جانب القوات الحكومية التي "انهارت معنويات عناصرها" بعد الضربات المتتالية، التي تلقتها من قبل كتائب "الحر" في مختلف مناطق البلاد، نافيًا مزاعم وجود لتنظيم "القاعدة" في صفوف المعارضة، مؤكدًا أن "جبهة النصرة" التي تتخذ طابعًا إسلاميًا لا تنتمي لهذا التنظيم المتطرف، وأنهم "جميعا سننضوي بعد التحرير تحت لواء الجيش الوطني السوري".
وقال العقيد سعد الدين، لصحيفة "عكاظ" السعودية، "لقد حاصرنا موقع العلانة مدة عشرة أيام متواصلة، وتمكنا من قطع كل الإمدادات عن الموقع الذي يكتسب أهمية إستراتيجية كبرى كونه يشرف على سلسلة قرى ريف إدلب، وبعد الضربات المباشرة التي تحققت بفضل أبطال الجيش الحر اقتحمنا الموقع من جهتين إلى أن سقط، حيث فر المسؤول عنه العقيد شاهين وترك خلفه 40 جنديًا تم أسرهم، وخضعوا لمحاكمة نظامية وسيفرج عنهم طالما لم يثبت أنهم قتلوا إخوانًا لهم من السوريين، وهم من مختلف الطوائف، وكنا نأمل بأن يسلم باقي عناصر الموقع أنفسهم ليخضعوا لمحاكمة عادلة، لكنهم لم يستجيبوا فهرب بعضهم باتجاه تركيا، والجنود الذين سيفرج عنهم لم تثبت الإدانة على أحد منهم، وقد سألنا أهل القرى إن كان أحدهم يريد الادعاء على هؤلاء الأسرى، ولم يتقدم أحد من الأهالي بأي شكوى، وهنا كان الدخول الأول لنا حيث مركز قيادة الموقع الذي كان يتألف من ثلاث غرف، ووجدنا في إحداها بعض الضباط الجرحى الذين لم يحصلوا على العلاج منذ إصابتهم وأسعفناهم، وللأسف كما علمت منهم أن علاج الجرحى في جيش الأسد يخضع لمعيار طائفي ومذهبي"، مشيرًا إلى الموقع السابق لمخيم الجنود قائلاً "عندما دخلنا كان هناك جنود يرتعدون خوفًا وبعضهم يبكي، فقد صور لهم ضباطهم أن المهاجمين من تنظيم (القاعدة) وسوف يذبحونهم".
وعن وجهته المقبلة أوضح أن "الإستراتيجية التي ننتهجها حاليًا في الجيش الحر هي تطهير الشريط الحدودي، ومن ثم الاتجاه نحو الداخل، ونحن ما نزال نخوض المعارك على الحدود، وسنخوض في الأيام المقبلة معركة جسر الشغور، وهنا لابد من ذكر أمر معروف بأن عناصر (حزب الله) باتت مختلطة بقوات الجيش السوري، وقد خضنا ضدهم معارك في خان العسل حيث كانت لنا كتيبة تشارك في تلك المعركة، وتبين لنا أن هناك عناصر من ذلك الحزب شاركت إلى جانب القوات الحكومية، وكانوا يربطون رؤوسهم بعصابات كتب عليها (يا حسين)، وقد صفينا الكثير منهم في معركة خان العسل، وهم الآن متواجدون بشكل كبير في جسر الشغور، ونحن مستعدون لهم"، مضيفًا "المواقع التي نهاجمها هي التي يمكننا أن نغنم منها السلاح الذي نريده، فهناك مواقع لم نقم بالسيطرة عليها رغم قدرتنا على ذلك، لأنه لا أهمية لها بالنسبة لنا، ولذلك تركناها وهي ستسقط بشكل تلقائي وهذا ما يحصل في قلعة حارم التي على وشك الاستسلام خلال الأيام القليلة المقبلة".
وحول الشائعات المتعلقة بوجود تنظيم "القاعدة" بين صفوف المعارضة السورية، لفت سعدالدين إلى أن "التسميات التي تأتينا ككتائب ثورية تحت مسميات إسلامية لا تنتسب لـ(القاعدة)، هي فقط إسلامية، لكن لا وجود للتنظيم في سورية، وبخاصة المعارك التي خضناها في ريف حلب وريف إدلب، وأؤكد أنه لم يشارك فيها أي جماعة تنتسب للتنظيم، ولنا اتصالات بمختلف الكتائب الثورية التي تخوض معارك من خارج (لواء يوسف العظمة)، ولا خوف لدينا من أية كتيبة لا تنتمي للوائنا، فكثير من الأحيان تشاركنا هذه الكتائب معاركنا وتحديدًا (جبهة النصرة)، وحاليًا مانزال غير موحدين كمجموعات وألوية تحت مسمى واحد، رغم توحيد هدفنا وهو تطهير سورية من الجيش الحكومي".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان يخشى من وجود متطرفين في صفوف المعارضة، قال "لا خوف لدينا من أية كتيبة ومن أي مسمى تطلقه على نفسها، سواء كان إسلاميًا أو غير ذلك، فالقتال المشترك الذي يدور في غالبية المعارك يلغي سيادة أو تقدم كتيبة على أخرى، وعلى سبيل المثال (صقور الشام) أو (أحرار الشام) حتى (جبهة النصرة) كلها مسميات،. وفي يوم النصر سيتم تنظيم كل هذه الكتائب والصفوف، و(جبهة النصرة) اتخذت طابعًا إسلاميًا أكثر من غيرها، لأن السلطات السورية حددتها بأنها تنتمي إلى تنظيم (القاعدة)، وأنا أجزم أنها لا تنتمي للتنظيم، ومن اقتنع بغير ذلك فأعتقد أن الأمر يعود إلى قادة الجبهة المتشددين بعض الشيء في تطبيق تعاليم الإسلام، ويبقى هدفنا الأول والأخير هو تحرير سورية، وفي نهاية المطاف سننضوي جميعًا تحت مسمى (الجيش الوطني السوري)".
على صعيد متصل، قال مسؤولون أميركيون، مساء الأربعاء، إن "الولايات المتحدة وضعت جماعة "جبهة النصرة"، وهي جماعة صغيرة تابعة للمعارضة السورية المسلحة، لكنها مؤثرة، تنادي بإقامة دولة إسلامية في سورية، قيد المراجعة تمهيدًا لإدراجها في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية، للاشتباه بأن لها روابط مع تنظيم "القاعدة"، وذلك قبل اجتماع دولي الأسبوع المقبل بشأن مساعدة المعارضة السورية.
وأكد المسؤولون أنه قد يصدر إعلان رسمي بالخطوة الأميركية في اجتماع "مجموعة أصدقاء سورية"، الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في المغرب، حيث من المتوقع أن تقدم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأييدا أميركيًا أقوى للائتلاف الجديد للمعارضة، فيما أعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم من النفوذ المتزايد للعناصر المتطرفة في الحرب الأهلية السورية الدامية، وسيمثل إدراج "جبهة النصرة" رسميًا في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية كمحاولة رمزية لتهميشها كلاعب في المستقبل، حيث يعني إدراجها في القائمة الأميركية السوداء، تجميد أي أصول لها أو لأعضائها في نطاق الولاية القانونية للولايات المتحدة، وتحظر على الأميركيين تقديم أي دعم مادي لها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن كلينتون ستحضر اجتماع "أصدقاء سورية" في مراكش في الفترة من 11 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أثناء جولة إقليمية ستشمل أيضًا تونس والإمارات، في الوقت الذي يتوقع فيه معظم المحللين أن تستغل كلينتون الاجتماع لإعلان أن الولايات المتحدة ستعترف بتحالف المعارضة الذي تشكل حديثًا كممثل شرعي للشعب السوري، وهي ترقية دبلوماسية تستهدف تعزيز الائتلاف وتسعى لإعداد سورية لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أن بلاده ليست في حاجة إلى استخدام منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ ضد الطائرات السورية، موضحًا أن عدد صواريخ "باتريوت" التي سيتم نشرها وموقع نشرها، سيتضح بناء على الحاجات من المعدات العسكرية وقدرات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي وافق أخيرًا على نشرها على الحدود السورية.