الرئيس الأميركي دونالد ترامب

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعدما قضى الصبيحة يلعب الغولف، وذلك بعد ساعات على إعلان فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، عابرا في موكبه أمام حشود تحتفل في الشارع بهزيمته.وقضى الرئيس الأميركي الذي يؤكد أنه فاز في الواقع في الانتخابات، أكثر من أربع ساعات في النادي الذي يملكه في ستيرلينغ بولاية فيرجينيا حيث شوهد يلعب الغولف.

 

وبينما كان الأميركيون، والملايين خارج الولايات المتحدة، يترقبون إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المشتعلة، كان ترامب منشغلا بين هاتفه، حيث يطلق التغريدات التي تهاجم سير العملية الانتخابية، وعصا الغولف، حيث يمارس رياضته المفضلة.

 

وقبيل إعلان هزيمته، السبت، من جانب أهم وسائل الإعلام الأميركية، بدأ ترامب يومه بالتغريد حول تزوير الانتخابات، ثم ذهب في موكب إلى أحد منتجعات الغولف الخاصة به في ولاية فيرجينيا.

 

وكتب مراسل البيت الأبيض أن الرئيس "ظهر في ستيرلينغ بولاية فرجينيا مرتديا قبعة بيضاء وسترة واقية وبنطالا داكنا وقميصا وحذاء يبدو مناسبا للعب الغولف".

 

ويعتبر حرص ترامب على لعب الغولف أثناء وجوده في منصبه مصدرا للجدل المستمر، خاصة لأنه كان ينتقد بشكل متكرر سلفه باراك أوباما، بشأن عدد المرات التي يمارس فيها هذه الرياضة التي لا يلعبها سوى الأغنياء.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي، أنه ربح الانتخابات الأمريكية، وأنه حصل على 71 مليون صوت صحيح وقانوني في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكتب تغريدة على "تويتر": "71 مليون صوت.. أول مرة يحصل عليها رئيس وهو في الحكم".

 

وأضاف: "لم يسمح للمراقبين بالدخول إلى غرف العد.. لقد فزت في الانتخابات.. حدثت أشياء سيئة لم يسمح لمراقبينا برؤيتها. لم يحدث هذا من قبل"، وتابع: "تم إرسال ملايين البطاقات البريدية إلى الأشخاص الذين لم يطلبوا هذا الأمر مطلقا!".

 

ينص القانون الأميركي على تعليمات واضحة لانتقال منظم للسلطة من رئيس إلى آخر، لكن من المتوقع أن يكون مسار جو بايدن أكثر تعقيدا من معظم أسلافه في العصر الحديث.

 

وقد تؤدي معركة قانونية طويلة يخوضها الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة إحصاء الأصوات في العديد من الولايات الأميركية، مما يرجئ العديد من الأنشطة المتعلقة بنقل السلطة، مثلما حدث في عام 2000، عندما لم يجر إعلان فوز جورج دبليو بوش إلا بعد خمسة أسابيع من الانتخابات.

 

وقال مصدر جمهوري بالكونغرس "من شأن معركة قانونية طويلة أن تؤخر الانتقال، وقد يكون ذلك خطيرا على جبهة السياسة الخارجية... فالعالم لن يقف ساكنا بينما تركيزنا كله منصب على الانتخابات".

 

ومع حصول الديموقراطي بايدن على عدد كاف من أصوات المجمع الانتخابي لإعلان فوزه بالرئاسة، فثمة قلق من أن ترامب، الذي يضرب بالمعايير عرض الحائط، قد لا يتعاون بالشكل الكافي ويجعل العملية المنضبطة عادة ضربا من الفوضى.

 

وبعد أن أعلنت شبكات التلفزيون الكبرى فوز بايدن بالانتخابات يوم السبت، اتهم ترامب منافسه الديمقراطي "بالتسرع في الظهور كذبا بمظهر الفائز"، لكنه لم يقدم أدلة على أي مخالفات.

 

ويستعد الدبلوماسيون الأجانب والمراقبون الآخرون لتحركات سياسية مفاجئة محتملة من جانب الرئيس الجمهوري من الآن وإلى يوم التنصيب في 20 يناير - من القرارات التجارية إلى انسحاب القوات إلى العفو الرئاسي- والتي يمكن أن تغل يد الإدارة المقبلة في وقت تحتاج فيه للتصدي سريعا لجائحة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها.

 

وقال مسؤول حكومي في دولة حليفة للولايات المتحدة يعمل انطلاقا من سفارة في واشنطن "نحن قلقون بشأن ما لا يمكن التنبؤ به... هذا النوع من التناوش الداخلي يضر بمصداقية أمريكا في العالم".

 

ويمنح قانون الانتقال الرئاسي، الذي أُقر لأول مرة عام 1964 وعُدل مرات عدة منذ ذلك الحين، موظفي الحكومة سلطة كبيرة على عملية نقل البيانات والخبرات إلى المسؤولين الجدد، وهو ترتيب يهدف إلى الحد من مخاطر التسييس.

 

وقال شخص مقرب من معسكر بايدن، إن مساعديه سيراقبون عن كثب أي علامة على أن ترامب أو أنصاره يتخذون إجراءات بشأن السياسة الداخلية أو الخارجية تهدف إلى الإضرار بالرئيس الديمقراطي الجديد لدى توليه منصبه. ولم يظهر حتى الآن أي مؤشر على تحركات جذرية مخطط لها، ولم يصدر بعد تعليق فوري عن حملة بايدن.

 

كما أن من غير الواضح ما إذا كان ترامب، الذي يرفض حتى الآن الاعتراف بالهزيمة، سيلتزم بالبروتوكول التاريخي ويلتقي شخصيا مع خليفته، مثلما فعل الرئيس باراك أوباما مع ترامب بعد فترة وجيزة من انتخابات 2016.

 

ولا يمكن الإسراع بوتيرة عملية الانتقال حتى تصادق إدارة الخدمات العامة الحكومية على الفائز، وقالت اليوم السبت إنها لم تتخذ قرارا بعد. وحتى ذلك الحين، يمكن للإدارة مواصلة تزويد فريق بايدن بالمكاتب وأجهزة الكمبيوتر والتحقق من الخلفيات للحصول على التصاريح الأمنية، لكن لا يمكنهم بعد دخول الوكالات الاتحادية.

 

من جهتها أعلنت وسائل إعلام أميركية، فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، بعد تغلّبه على الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترمب، في انتخابات شغلت العالم بأسره وحظيت باهتمام غير مسبوق، كما بدأ بايدن بترتيب فريقه لإدارة البيت الأبيض، فيما يتجه الديمقراطيون للاحتفاظ بأغلبية مجلس النواب والجمهوريون بمجلس الشيوخ.

 

وبعد سباق محتدم استمر لأيام، تم الإعلان، السبت، عن سيد البيت الأبيض الجديد الذي فاز بالأصوات الكافية من المجمع الانتخابي، لإعلانه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، فيما أفادت سي إن إن، بأن بايدن سيعلن عن فريق إدارة أزمة كورونا الإثنين.

 

وقالت الشبكة الأميركية إن بايدن فاز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية ليصبح الرئيس رقم 46 في تاريخها، بعدما ألحق الهزيمة بالرئيس دونالد ترمب.

 

وجاء فوزه بعد أكثر من 3 أيام من حالة من عدم اليقين، فيما كان مسؤولو الانتخابات يقومون بفرز الأصوات المباشرة أو عبر البريد التي أرجأت إعلان النتائج، وتخطى بايدن عتبة 270 صوتا في المجمع الانتخابي بعد فوزه في بنسلفانيا.

 

وإثر إعلان عدد من وسائل الإعلام الأميركية فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية، أكد الرئيس ترمب في بيان أن "الانتخابات لم تحسم بعد".

 

واعتبر ترمب أن بايدن "يسارع في إظهار نفسه بشكل زائف" على أنه الرابح في الانتخابات، مضيفاً أن حملته سترفع دعوى في المحكمة العليا يوم الاثنين.

 

وأطلق بايدن ( 77 عاما) حملته ليس على أساس اختلاف إيديولوجي، بل على محاولة توحيد نطاق عريض من الناخبين وعلى مبدأ أن ترمب يمثل تهديدا وجوديا للديمقراطية الأميركية، وهي الاستراتيجية التي أثبتت جدواها وفعاليتها، مسفرة عن انتصارات في ميشيغان وويسكنسن وبنسلفانيا.

 

وصباح اليوم السبت، دعا المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركيّة، بايدن، الأميركيين إلى "التلاقي" من أجل التغلب على "الغضب"، في الوقت الذي يتجه فيه إلى الفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.

 

وشدد بايدن في كلمة مقتضبة من ديلاور على أن "الوقت حان للتلاقي"، مضيفاً "علينا أن نتغلّب على الغضب". كما تعهد بالتصدي لجائحة كوفيد-19 منذ "اليوم الأول" له في البيت الأبيض، معرباً عن ثقته في فوز تاريخي وبأغلبية ساحقة، مؤكداً أنه في طريقه للحصول على 300 صوت انتخابي.

 

وفي المقابل، قال الرئيس الأميركي ترمب في سلسلة تغريدات له على موقع "تويتر" إن المرشح الديمقراطي، بايدن، ليس له حق ادعاء الفوز بكرسي الرئاسة، مشيرًا إلى أنهم بدأوا للتو الإجراءات القانونية.

 

كما أوضح ترمب أن كل التقدم الذي حققته يوم الاقتراع اختفى مع مرور الأيام، وأن هذا السبق الذي حققه مع النتائج التي حدثت، هو ما دفعه للإجراءات القانونية التي قد تعيد له التقدم والسبق في النتائج، وقال إن مطالب ترمب بوقف إحصاء الأصوات لن تنجح.

 

من جانبه غرد المرشح الديمقراطي الذي أعلنت وسائل أميركية فوزه بالرئاسة الأميركية، جو بايدن، السبت، على "تويتر" قائلا: "تشرفت باختياركم لي زعيما للأمة"

 

وتعهد بايدن، السبت بأن يكون "رئيس جميع الأميركيين". وقال في بيان: "إني أتشرف بالثقة التي وضعها الأميركيون فيّ وفي نائبة الرئيس المنتخبة" كامالا هاريس، مضيفا "مع انتهاء الحملة، حان الوقت لندع الغضب والخطاب المحتدم خلفنا ونتجمع كأمة. حان الوقت لتتجمع أميركا وتضمد جراحها".

 

ورأى النائب السابق للرئيس باراك أوباما، البالغ من العمر 77 عاما، أن المشاركة القياسية في الانتخابات بالرغم من "العقبات غير المسبوقة" هي "دليل جديد على أن الديموقراطية تنبض بقوة في قلب أميركا"، وقال: "نحن الولايات المتحدة الأميركية. ليس هناك إطلاقا ما لا يمكننا القيام به، إذا قمنا به معا".

 

في نفس السياق وعدت أول امرأة تنتخب نائبة للرئيس في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، السبت بـ "بدء العمل" دون تأخر لترميم "روح أميركا"، في أول تصريح تدلي به بعد إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة.

 

وكتبت كامالا هاريس في تغريدة: "ما هو على المحك في هذه الانتخابات يتخطى بكثير جو بايدن وأنا نفسي. الأمر يتعلق بروح أميركا وتصميمنا على الكفاح من أجلها. ثمة عمل هائل ينتظرنا، دعونا نبدأ العمل".

قد يهمك ايضا :

الاستثمار الأجنبي المباشر يتراجع للنصف عالميًا في النصف الأول من 2020

تقرير سري يحدد نوع السلاح النووي الذي صنعته كوريا الشمالية