الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبدالله

"التقدم والاشتراكية" المغربي يناقش السبت مسألة بقائه في الحكومة من عدمهرسم  الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبدالله، صورة سوداوية عن الوضع السياسي والاجتماعي، قبل أن يوجه  انتقادات قوية  إلى مكونات الأغلبية الحكومية التي يشارك فيها حزبه، في كلمة له خلال الدورة الرابعة للجنة المركزية للحزب، اليوم السبت في الرباط.

وقال بنعبدالله إن سياسوية وخلافات مُفتعلة تتجه بالبلد إلى فقدان ما تبقى من مصداقية في مؤسساتنا التي نبنيها جميعا حجرًا منذ فجر الاستقلال، موضحا أن الحكومة بأعضائها وقطاعاتها وبمكوناتها التي نحن جزء منها وأوفياء لميثاقها وملتزم ببرنامجها، ينتظر منها حصيلة عمل وتبقى المعارك السياسية استهتارغير المقبول بمصالح وطننا وشعبنا.

وتابع الأمين العام لحزب "الكتاب" أن المبادرات القليلة التي تبرز هنا وهناك أحيانا، فإنها لا تصمدُ أمام هَوْلِ الفراغ وجمود الأجواء العامة، فبالأحرى أن تكون قادرة على تحريك الأوضاع وتبديد المخاوف والتساؤلات لدى مختلف الأوساط والشرائح والطبقات، مشددا على أن هذا الكلام يقوله حزبه  بصوت مرتفع وباقتناع تام، وبمسؤولية كبيرة، دون أن يعني ذلك أبدا أنه يتملص مما يقتضيه انتماؤه إلى الأغلبية الحالية، لأنه يمارس واجبه في التنبيه الإيجابي، ولا يسمح لنفسه بالمقابل أن يشتغل، لا في الظاهر ولا في الخفاء، على ضرب أو نَخْرِ الحكومةِ من الداخل، ولا يسعى إلى إضعافها أو تبخيس جهودها أو تحجيمها أمام الرأي العام، خلافًا لما يقوم به البعض للأسف الشديد".

وحذر بنعبد الله من الفراغ السياسي والحزبي والنقابي وانكماش مؤسسات الوساطة، مشيرا أن هذا الوضع لا يمكن إلا أن يعمق من أزمة الثقة وأن يدخلنا في متاهات عديدة"، مؤكدا أن "الانطباع العام لدى مُعظمِ الرأي العام هو أن مِلَفَّاتِ الإصلاحِ الكبرى والأساسية تكاد تكونُ معطلة، من جَراء عدد من القضايا الخِلافية التي برزتْ في الفترة الأخيرة، سواءٌ بشكل طبيعي أو مُفتعل، والتي تم استعمالُهَا سياسويًا من قِبَلِ عدد من الفرقاء الذين من المفترض  وهو ما يزيدُ من تأزيم الوضعِ والتباسه، ويُخَفِّضُ إلى أدنى المستوياتِ مَنْسُوبَ الأملِ في إبداع الحلول للإشكالات والملفاتِ المجتمعية المطروحة، فما بَـالُـكَ في القدرة على تنفيذها وتفعيلها بتماسكٍ وتضامنٍ والتزام.

وجه  بنعبد الله رسائل سياسية إلى من يهمهم الأمر بقوله  أن البديل الذي يجب للمغرب أن يعتمد عليه لتفادي الماضوية والانغلاق، لن يكون سوى بالتشبث بالمسار الديمقراطي والبحث عن منافذ الأمل أمام شعبنا ووطننا، إلى جانب الحرص على بلورة دستور 2011  بكل مضامينه ومبادئه لبناء دولة المؤسسات، ومباشرة الإصلاحات الهامة التي تحتاجها بلادنا.

وجدد المسؤول السياسي نفسه على ضرورة خلق أجواء جديدة تتميز بالانفراج السياسي والطي النهائي للملفات المؤثرة سلبا من قبل ملف معتقلي حراك الريف، وملف بعض الصحافيين المتابعين أمام القضاء.

وكشف بنعبد الله أن المغرب "نجح فيما فشل فيه الكثيرون لأنه اتخذ مبادرات استباقية وبذل مجهودا إصلاحيا هادئا ورصينا على امتداد سنوات سابقة، وهذا ما مكنه من مناعة تساعده في تجاوز مطبات وسلبيات ما عرف بالربيع العربي وتفادي التوجه نحو المجهول بذكاء "، مضيفا"لهذا أتوجه بنداء وطني صادق من  أجل حوار وطني تشارك فيه كل الفعاليات والقوى الحية في بلادنا، ينصب حول البدائل والمخارج التي يتعين الاتفاق حولها من أجل ضخ نفس ديمقراطي جديد في شرايين ومفاصيل حياتنا الوطنية، على الأصعدة السياسية والمؤسساتية والاقتصادية"

وجدد بنعبد الله  تأكيده على أن  الحوار سيكون متلائما تماما مع ما نعشيه من تفكير جماعي في بلورة نموذج تنموي جديد، لا يمكن اختزاله في الجوانب الاقتصادية فقط، بقدر ما يجب أن يكون مدمجا بمختلف أبعاد السؤال حول القضايا الديمقراطية والحكامة والتنمية المستدامة، ويجب أن يجيب على انتظارات الشرائح والمجالات المحرومة.

قد يهمك ايضا:

نصر الله يؤكد أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز لخوض حرب جديدة

"التقدم والاشتراكية" المغربي يناقش السبت مسألة بقائه في الحكومة من عدمه