مركز الملك عبدالله للحوار

نظَّم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، صباح اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر2020م، بألمانيا، فعاليات المنتدى الأوروبي للحوار بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين في نسخته الثانية، افتراضيًا، بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية ومكتب تمثيل المفوضية الأوروبية. وتفصيلاً، تستمر فعاليات المنتدى لمدة يومين بمشاركة أوروبية واسعة من القيادات وممثلي (65) مؤسسة دينية وإنسانية وقيمية ومدنية من (20) دولة أوروبية وصانعي السياسات والباحثين، الذين يُسهمون مساهمة فعالة في تطوير مشروعات الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أنحاء أوروبا؛ لمناقشة توجهات السياسات الأوروبية المتعلّقة باللاجئين والهجرة والتحديات التي يواجهها صانعو السياسات، والمؤسسات الشعبية الفاعلة وتقديم أفضل سبل التعاون لمواجهتها وتقديم أنسب الحلول لمعالجتها.

ويعد هذا المنتدى العالمي، الثاني من نوعه بين مؤسسات القيم الدينية والإنسانية وصانعي السياسات في موضوع اللاجئين والمهاجرين، الذي أطلق مبادرته ونظم فعالياته مركز الحوار العالمي العام الماضي.وافتتح المنتدى معالي الأمين العام للمركز فيصل بن معمَّر، بكلمة، أعرب فيها عن بالغ الحزن وعميق الأسى على أثر سماع خبر تعرض فيينا، المدينة المستضيفة لمركز الحوار العالمي لهجوم إرهابي الليلة الماضية، في الوقت الذي يقضي فيه الناس أمسيتهم الأخيرة من التواصل الاجتماعي قبل دخول هذه المدينة العظيمة إلى حظر التجوال والإغلاق؛ بسبب جائحة كوفيد-19؛ معلنًا عن الأسى الشديد لمركز الحوار العالمي، على أثر سقوط ضحايا أبرياء وتقديمه خالص التعازي القلبية لأسر الضحايا وأحبائهم الذين تضرروا بفعل هذا العمل الشنيع؛ لافتًا إلى مشاعر الرعب إزاء هذا النوع من العنف الذي وجد طريقه إلى مدينة فيينا؛ مدينة السلام والثقافة والجمال..، هذه المدينة التي كانت لقرون طويلة، وستظل، منارة للتحضر والانفتاح والمساواة، معلنًا عن وقوف المركز التام مع السلطات الوطنية والمدنية في فيينا والنمسا بأسرها؛ وتعهده بتقديم كامل دعمنا لهم، مؤكدًا أن غاية الإرهابيين، مرتكبي هذا الهجوم الجبان، هو إحداث الفوضى وتعطيل نمط حياتنا الطبيعي. وبالتالي؛ فإن أفضل طريقة للرد عليهم هي مواصلة حياتنا الطبيعية والعمل بجدية أكبر من أجل تحقيق الوحدة والمصالح والغايات النبيلة المشتركة، والأهم من ذلك كله هو ممارسة حياتنا دون خوف.

ورحَّب "ابن معمر" بالحضور، مقدمًا شكره إلى وزارة الخارجية الألمانية، ومكتب تمثيل المفوضية الأوروبية في ألمانيا، على دعمهما الكبير لتنظيم هذا الحدث واستضافته، مشيرًا إلى عقد المركز لمنتدى العام الماضي في العاصمة اليونانية أثينا حينما لم تكن هناك ضرورة لارتداء قناع واقٍ أو سماع عبارة: (التباعد الاجتماعي أو المكاني)؛ لافتًا إلى أن الواقع اليوم مختلف كل الاختلاف؛ بسبب جائحة (كوفيد-19) التي أثبتت أن المجتمعات الإنسانية، اليوم، أصبحت أكثر ضعفًا مما كنا نظن، وأن اقتصاداتنا وتقدمنا باتا أقلُّ أمنًا مما كنا نتصور، كما أظهرت بشكل خاص حجم الكوارث المختلفة وانعكاساتها المتباينة على كل منا، بعدما تحمَّل وطأتها الكبرى الفئات الأكثر احتياجًا وضعفًا في مجتمعاتنا، ومن بينها الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء، وأولئك الذين نزحوا من بلدانهم قسرًا وعنوة، وعديمي الجنسية، والمهاجرين الذين تضاعفت أعدادهم في شتى أنحاء العالم لمستويات تاريخية وغير مسبوقة، آخذة في الازدياد، موضحًا أن تداعيات الجائحة وما يرتبط بها من حالة طوارئ تزيد من إجهاد اللاجئين وإرهاق المجتمعات المضيفة لهم، فضلاً عن العواقب الخطيرة الحالية وبعيدة المدى المترتبة على عدم توافر حلول عالمية شاملة وعادلة بشأنهم.

وتحدث ابن معمر عن تأثيرات الجائحة وأزماتها الاجتماعية والاقتصادية والحمائية، التي أسفرت عن فقدان نحو (5.5) ملايين شخص في الاتحاد الأوروبي وظائفهم كنتيجة مباشرة لها. وفيما يتعلق بتأثيراتها على اللاجئين والمهاجرين في أوروبا، أشار "ابن معمر" إلى أنهم غالبًا ما تكون فرص العمل لديهم الأدنى استقرارًا ورسميةً، ويتوقع أن يكون الأثر الأسوأ بالنسبة لهم، فضلاً عن أن بيئات الهجرة القسرية، تكون مزدحمة، وغير منظمة؛ ما يجعل من التباعد الاجتماعي أمرًا عسير التحقيق، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الفقر المرتبط بمجتمعات اللاجئين والمهاجرين؛ يجعل تلقي خدمات الصحة العامة أمرًا بالغ الصعوبة؛ بالنظر إلى أن أكثر من نصف اللاجئين والمشردين داخليًا هم من الأطفال، حيث تزيد أزمة "كوفيد-19" من حدة التأثيرات عليهم، وبخاصة مع تزايد مخاطر العنف وتعطل التعليم، مؤكدًا أنه مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، حدثت زيادة ملحوظة في خطاب الكراهية تجاه اللاجئين والمهاجرين، الذي يرتبط في كثير من الأحيان بانتماءاتهم الدينية أو أوضاعهم بوصفهم (أجانب وغرباء).

قد يهمك ايضا :

مركز الملك عبدالله للحوار يدعم 60 مشروعاً حوارياً في 15 دولة عربية

السعودية تشارك في مؤتمر المانحين في جنيف لدعم اللاجئين الروهينجا