مراكش - حامد بنكيران
أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2497 قتيلاً، و2476 مصاباً.في الأثناء يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال.وقضت آلاف الأسر المغربية ليلة ثالثة في العراء بعد الزلزال الذي ضرب البلاد الجمعة. وستنضم فرق طوارئ من خارج المغرب إلى جهود الإنقاذ، بينما تواصل الفرق المحلية بحثها اليائس عن ناجين من زلزال الجمعة.
وتقول الحكومة المغربية إنها قبلت مساعدات طارئة من أربع دول، هي بريطانيا، وأسبانيا، وقطر، والإمارات، وإنها ستقبل المساعدة من دول أخرى مع تطور الاحتياجات.
وخصصت مستشفيات ميدانية لإسعاف المصابين، في وقت لا يزال الوصول فيه إلى القرى والبلدات النائية في المناطق الجبلية المتضررة، صعبا إذ يتطلب فتح الطرق والمسالك الجبلية، التي تقطعت من جراء الزلزال، وفقا لناشطين محليين.
وأعلنت الحكومة المغربية أنها تركز جهودها في هذه المرحلة على إغاثة المتضررين تمهيدا للانتقال إلى مرحلة إعادة التعمير.
ويخوض المغاربة سباقا مع الزمن لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ليل الجمعة، وتكافح خدمات الطوارئ من أجل الوصول إلى المناطق النائية.
ويواصل قرويون الحفر بأيديهم وبالمجاريف اليدوية أملا في العثور على أحياء تحت الأنقاض، في ظل صعوبة توفير آلات للحفر.
وتنشأ الحاجة إلى تلك الآلات ذاتها من أجل تجهيز قبور لمئات القتلى جرّاء الزلزال الذي يعدّ الأقوى في تاريخ المغرب على الإطلاق.
وجاء مركز الزلزال تحت سلسلة من القرى الجبلية جنوبي مدينة مراكش القديمة والمدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
وتسبب الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، في انهيار منازل، وإغلاق طرق. كما امتدت آثاره إلى مناطق بعيدة وصلت إلى ساحل المغرب الشمالي.
وفي يوم السبت، أعلن العاهل المغربي، محمد السادس، الحداد الوطني لثلاثة أيام.
وأعلن القصر الملكي نشر وحدات حماية مدنية لتعزيز الاحتياطي في بنوك الدم والطعام والمياه والخيام والأغطية.
لكن عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال يعدّ نائيا على نحو استحال معه وصول فرق الإنقاذ في غضون الساعات القليلة التالية لوقوع الزلزال – والتي تعدّ بالغة الأهمية للكثير من حالات الإصابة.
وعملت الصخور المتساقطة من الجبال على سدّ الطرق المؤدية إلى قمم جبال الأطلس – والتي تضم عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال.
وفي السياق أعلن مدير معهد الجيوفيزياء المغربي ناصر جبور، رصد 10 هزات محسوسة ومئات غير محسوسة منذ يوم الزلزال.
وتوقع أيضاً، استمرار الهزات الارتدادية لأشهر.
كما أكد جبور أن على سكان المناطق التي هدمت مبانيها بشكل كامل عدم العودة إليها مطلقا، مناشداً السلطات لتقييم إمكانية إعادة إعمارها من الأصل.
تأتي هذه التطورات بينما تسابق فرق الإنقاذ الزمن بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض، وذلك مع ارتفاع حصيلة أعنف زلزال ضرب المغرب منذ قرن.
وأفادت تقارير بأن المغرب أبلغ إسرائيل أنه متوقف الآن عن قبول عروض المساعدة في أعقاب الزلزال الذي ضرب المملكة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المغرب بعث ردودا مماثلة لدول أخرى.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان" أن المغرب شكر إسرائيل على عرضها المساعدة الإنسانية ومساعدات البحث والإنقاذ، قائلا إنه سينظر في ضرورة المساعدة.
وعرض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزيرا الدفاع والخارجية، المساعدة على المغرب في تصريحات علنية، قائلين إنهم أعطوا تعليمات لإعداد فرق لإرسالها إلى منطقة الزلزال.
واتفقت إسرائيل والمغرب على تطبيع العلاقات في عام 2020 بعد سنوات من العلاقات غير الرسمية، ووقع البلدان اتفاقا دفاعيا في عام 2021. وسبق أن أرسلت إسرائيل فرق بحث وإنقاذ عسكرية إلى دول أخرى ضربتها الزلازل.
وكانت تقارير قد قالت إن إحجام المغرب عن تلقي مساعدات إسرائيلية يرجع إلى القلق بشأن رد الفعل في العالم العربي أو عدم الارتياح بشأن وجود جنود إسرائيليين على أراضيه.
ويقول مراقبون في إسرائيل إن المغرب يريد تجنب تكرار "الفوضى التنظيمية" التي نجمت عن وصول مئات الفرق الأجنبية بعد زلزال سابق في عام 2004.
وقالت خدمة الطوارئ الطبية والكوارث الوطنية الإسرائيلية، نجمة داود الحمراء السبت إن رئيسها عرض المساعدة في اتصال مع رئيس الهلال الأحمر المغربي.
وأضافت في بيان "ممثلو نجمة داود الحمراء متأهبون للمغادرة. وسيتعاونون مع وفود من وزارة الصحة والجيش الإسرائيلي".
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، في رد على بعض أسئلة صحفيين بشأن عدم إدراج فرنسا، ضمن الدول التي طُلب منها المساعدة، "نحن مستعدون لمساعدة المغرب. لكن القرار مغربي سيادي، والأمر متروك لهم لاتخاذ القرار".
وتمر العلاقة بين باريس والرباط بمرحلة صعبة في السنوات الأخيرة بسبب قضية الصحراء الغربية، التي يريد المغرب اعتراف فرنسا بها جزءا من الأراضي المغربية.
وعلى الرغم من نفي مسؤولين فرنسيين مرارا وجود أي خلاف، ومازال منصب سفير المغرب في باريس فارغا منذ أشهر، كما أجلت زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط عدة مرات.
وتوالت عروض المساعدات الدولية للسلطات المغربية التي قالت إنها قبلت عروضا بالمساعدة من أربع دول.وقالت وزارة الداخلية المغربية إن الرباط استجابت لعروض من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات بإرسال فرق للبحث والإنقاذ.
وقالت بريطانيا إن السلطات المغربية قبلت عرضا بنشر فِرق إغاثة، تضم متخصصين في مجال الإنقاذ، وفريقا طبيا، وكلابا مدربة على البحث، فضلا عن معدات أخرى.
وقالت إسبانيا وقطر إنهما استلمتا طلبين رسميين، وإنهما بصدد إرسال فِرق للبحث والإنقاذ.
وقالت فرنسا إنها "تقف متأهبة" لتقديم المساعدة غير أنها تنتظر قبولا رسميا من المغرب.
وفي ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "في اللحظة التي يردنا فيها طلب المساعدة، سنقدمها على الفور".
وقالت الولايات المتحدة إن "فرق البحث والإنقاذ مستعدة للإرسال ... نحن أيضا على استعداد لتقديم أموال في الوقت المناسب".
كما تقدمت تركيا، التي واجهت زلزالا مدمرا في فبراير/شباط الماضي وأودى بحياة نحو 50 ألف شخص، بعرض للمساعدة، لكنها لم تتلقَ طلبا رسميا.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الحكومة المغربية تستحدث صندوق خاص لتدبير تداعيات الزلزال وتعلّق الدراسة في المناطق المنكوبة