من آثار الدمار الذي خلفته العاصفة دانيال في ليبيا

على ضوء الأحوال الجوية السيئة التي تضرب البلاد ونجم عنها سقوط قتلى وجرحى فضلا عن مفقودين، أعلنت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في صفحتها على فيسبوك، اليوم الاثنين، أن رئيس الحكومة أسامة حماد قرر إعلان الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام.وقالت مصادر حكومية وشهود اليوم الاثنين إن العاصفة دانيال، القادمة من البحر المتوسط، اجتاحت شرق ليبيا وألحقت أضرارا بعدد من المنازل والطرق .

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يقفون على أسطح سياراتهم بينما يسعون للحصول على المساعدة بعدما تقطعت بهم السبل بسبب السيول التي اجتاحت مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى وأغلقت المدارس والمتاجر وفرضت حظر التجول مع وصول الإعصار لليابسة أمس الأحد واليوم الاثنين.

واستنفرت السلطات الليبية شرق البلاد لإنقاذ مدينة درنة وغيرها من المناطق التي تأثرت بتبعات إعصار "دانيال".
وقال وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من البرلمان، عصام أبوزريبة "شكلنا قوة إضافية من كل مديريات الأمن للتوجه نحو درنة والمشاركة في إنقاذ الأهالي هناك".
ثم أعلنت الحكومة في بيان عبر فيسبوك، حدادا لـ3 أيام، وتنكيسا للأعلام، وذلك عقب إعلان مدينة درنة منطقة منكوبة إثر سقوط أكثر من 150 قتيلاً غمرتهم المياه.

يأتي هذا في حين تواصل فرق الإنقاذ والإغاثة عمليات البحث عن المفقودين وتقديم الرعاية الطبية للمتضررين. كما تم التنسيق مع الجهات المعنية والإغاثية الأخرى لتوفير الحماية والدعم للسكان وتعزيز الأمن والنظام في درنة.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء في حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، اعتبار كل البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول مناطق منكوبة، وتتولى كافة الجهات العامة والجهات المختصة اتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية، وتسخير كامل إمكاناتها لمواجهة ما لحق بالملكيات العامة والخاصة من أضرار جسيمة بالبلديات المنكوبة.
وقرر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، تخصيص 200 مليون دينار للبلديات والمدن والمناطق المتضررة من السيول. ويوزع المبلغ حسب جدول منشور على صفحة الحكومة بموقع «فيسبوك».

وفي منطقة أم الرزم شرق مدينة درنة، جرت المياه أنهاراً وسط حالة من الرعب اجتاحت المواطنين الذين طالبوا السلطات بسرعة التدخل.
وطمأنت وزارة الصحة في حكومة «الوحدة الوطنية» أهالي البلديات المنكوبة، بتجهيز كافة الأقسام والمستشفيات والمراكز الصحية، وبأن الأجهزة التابعة لها في أهبة الاستعداد، لتقديم كافة الدعم والمساعدة بالمناطق المتضررة من المنخفض الجوي.
وواصل الليبيون الليل بالنهار في ترقب ما هو قادم، وسط غزارة الأمطار وجريان السيول على نحو وصفوه بأنه غير مسبوق في تاريخ حياتهم. وفي مدينة سوسة أيضاً (على ساحل البحر المتوسط) في الجبل الأخضر شرق مدينة البيضاء (30 كيلومتراً) أغرق الفيضان شوارعها.

وقالت الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع من كثب حالة الطوارئ الناجمة عن الظروف الجوية القاسية في المنطقة الشرقية من البلاد. وأعربت عن تعازيها القلبية لأسر الذين فقدوا حياتهم، كما أعربت عن تعاطفها الصادق مع جميع المتضررين.
وقالت البعثة الأممية إن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد، لدعم الجهود التي تبذلها السلطات المحلية والبلديات المتضررة للاستجابة لحالة الطوارئ هذه، وتقديم المساعدة الإغاثية العاجلة، ومساندة جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني.

يشار إلى أن السلطات في ليبيا كانت دعت المجتمع المحلي وجميع المواطنين إلى التحلي بروح التكاتف والتعاون في هذه الأوقات الصعبة. كما حثت الليبيين على الالتزام بتوجيهات القوات الأمنية والمشاركة الفعالة في جهود الإغاثة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

خارجية الحكومة الليبية المؤقتة تستنكر "العدوان التركي" على قاعدة الوطية

السرّاج يؤكّد أنّ تحرير قاعدة "الوطية" يٌقرّب "الوفاق" من النصر الكبير