موسكو ـ حسن عمارة
أعلنت زوجة زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني، أن الشرطة الروسية اعتقلت زوجها عند مدخل منزله في موسكو اليوم الإثنين، قبل انطلاق تجمع احتجاجي حاشد غير مصرح به كان سينظمه في وسط العاصمة. وقالت ناطقة باسم نافالني في تغريدة لها إنه "جرى قطع الكهرباء عن مكتبه والبث المباشر من المكتب عبر الإنترنت". وأوضح أحد شهود العيان، أن الشرطة اعتقلت عدداً كبيرًا من المحتجين اليوم أثناء مغادرة محطات مترو الأنفاق قبل التجمع الحاشد.
وذكرت مصادر محلية ووسائل اعلام، أن الشرطة الروسية اعتقلت اليوم الاثنين، أكثر من 200 متظاهرًا معظمهم في موسكو وسان بطرسبورغ، وذلك خلال تظاهرات مناهضة للفساد نظمت بدعوة من المعارض اليكسي نافالني، حسب ما أفادت به منظمة "او في دي-انفو" غير الحكومية ومراسلو وكالة فرانس برس.
وأحصت المنظمة المتخصصة في متابعة الاعتقالات خلال التظاهرات، احتجاز 121 شخصا في موسكو، و137 في سان بطرسبورغ وفق معلومات نشرتها عبر موقع "تويتر".
وشاهد مراسلو وكالة "فرانس برس" في وسط موسكو شرطة مكافحة الشغب تنتشر في أحد الشوارع الرئيسية حيث هتف أنصار نافالني "العار" رافعين الأعلام الروسية. وفي سان بطرسبورغ، شاهد مراسل اللوكالة حوالي 200 شخص يتعرضون إلى الاعتقال في وسط المدينة، حيث تدفق المتظاهرون بعدما سمحت لهم السلطات بالتجمع في موقع بعيد شمال المدينة. كما أفادت وسائل إعلام محلية أن 25 شخصا اعتقلوا في مدينة سوتشي بعدما حاولوا التجمع، فيما أضافت منظمة "او في دي-انفو" أن نحو عشرة توقيفات جرت في مدينتي فلاديفوستوك ونورلسك.
وكان نافالني قال في وقت متأخر أمس، إن السلطات ضغطت على الشركات لرفض تزويده هو وحلفاؤه بمعدات صوت وآلات تصوير فيديو في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى إذلال المحتجين. وأضاف أنه لهذا السبب غير من جانبه مكان الاحتجاج إلى شارع تفيرسكايا وهو الشارع الرئيس في موسكو القريب من الكرملين.
وحذر مكتب المدعي العام من أن أي احتجاج ينظم هناك سيكون غير قانوني وأن الشرطة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع حدوث فوضى. وقال إنه يجري إعداد تحذير قانوني لنافالني. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لتلفزيون "رين" إنه من المهم تفادي ما وصفها بالاستفزازات.
وهدَّد الاحتجاج الذي سيقوده نافالني احتفالية مزمعة في شارع "تفيرسكايا" الذي تحول لمنطقة مشاة حيث سيعيد ممثلون تمثيل فترات من التاريخ الروسي بأدوات مثل سيارات جيب ومدفعية تعود لفترة الحرب العالمية الثانية. وعلى الاثر تأهب مئات من رجال الشرطة في وسط موسكو اليوم، لتفريق تجمع احتجاجي حاشد مزمع ينظمه ضد ما يقول إنه نظام فاسد للحكم يشرف عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيوضح حجم الاحتجاجات ما إذا كان نافالني، الذي يسعى إلى التغلب على بوتين في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، يمكنه البناء على نجاح احتجاج مشابه نُظم في آذار/مارس حيث خرج الآلاف إلى الشوارع في أنحاء روسيا.
وكانت هذه الاحتجاجات هي الأكبر منذ موجة تظاهرات مناهضة لـ "الكرملين" في 2012 وجرى اعتقال أكثر من ألف شخص فيها ما سبب ضغطاً محلياً نادراً على بوتين الذي من المتوقع أن يرشح نفسه ويفوز بفترة ولاية جديدة في الانتخابات العام المقبل. واليوم عطلة بمناسبة العيد الوطني الروسي وهو عامل عزز من عدد المشاركين في الاحتجاج. ووافقت سلطات موسكو، حيث من المتوقع أن ينظم أكبر احتجاج، على تنظيم الاحتجاج بمكان بعيد عن وسط المدينة.
وشاهد مراسلون إعلاميون تواجداً مكثفاً للشرطة في الشارع وحوله وشاحنات محملة بشرطة مكافحة الشغب تقف بالحوار مع إغلاق شوارع جانبية وتركيب أجهزة للكشف عن المعادن مثل المستخدمة في المطارات في نقاط من المرجح أن تشهد زحاماً.