رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري

بدأت تظهر في المشهد السياسي في الجزائر، تحالفات بين أحزاب محسوبة على التيار الإسلامي، للمشاركة في التشريعيات المزمع تنظيمها شهر أبريل/نيسان المقبل، والتي غذت المنافسة بين أكبر الأحزاب الإسلامية أبرزها حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية لضم أحزاب من تيارها تحت لوائها تجسيدًا لتيار الزعامة.

ووافقت مجالس الشورى، لثلاثة أحزاب إسلامية، بالإجماع على ترسيم ميثاق التحالف الوحدوى والدخول بقوائم موحدة  في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمه ربيع العام الجاري، من جهته وافق مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، بالإجماع على ترسيم ورقة الوحدة مع جبهة التغيير التي يقودها الوزير السابق عبد المجيد مناصرة، وبذلك ستدخل حركة " حمس " وجبهة التغيير بقوائم موحدة. 

وشكل هذا التحالف، انتصارًا مهمًا لرئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي يواجه ضغوطات خفية كبيرة من طرف تيار سلفه في الحزب أبو جرة السلطاني وعبد الرحمان سعيدي، اللذان يسعيان جاهدان إلى إعادة الحركة إلى أحضان السلطة الجزائرية، وثمن القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، على هذا التحالف قائلاً"إن  الصراعات والانشقاقات التي عرفتها حركة مجتمع السلم في الأعوام الأخيرة قد أضرت بها كثيرًا وأضرت بمصداقيتها أمام الرأي العام ".

وفي التوقيت والتاريخ نفسه، وافق كل من مجلس شورى حركة النهضة والعدالة والتنمية على انضمام حركة البناء الوطني التي يقودها مصطفى بلمهدي إلى التحالف الاندماجي الذي أعلن عن ميلاده منذ أسبوعين، وقالت جبهة العدالة والتنمية، "إن العمل الوحدوي فريضة شرعية وحتمية واقعية وخيار استراتيجي أملته واجبات حماية الجزائر من التحرشات الأجنبية وانعكاسات التطرف والفساد وتعميق وإحياء قيم الأول من نوفمبر/تشرين ثان في حياة الأجيال الجديدة".

وثمنت التشكيلة السياسية التي يقودها الشيخ عبد الله جاب، قرار الأحزاب المشكلة لهذا الاتحاد استعدادها للتعاون والتنسيق مع كل مكونات الساحة السياسية بما يخدم مصلحة الجزائر ويضمن لشعبها المكانة اللائقة بين مختلف الشعوب كما أرادها الشهداء والمخلصون من أبناء هذه الأمة، ووصف زعيم جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، هذا التحالف بالخطوة التي تتجاوز التشريعيات وتطمح لتحقيق حلمه القديم المتجدد "مدرسة الإخوان".

وذكر أن هذا التحالف ليس الغرض منه الاستحقاقات المقبلة التي تعد عنصرًا ثانويًا في تكتل يراد منه تجسيد مدرسة الإخوان في الجزائر، وهو الحلم الذي ناضلت من أجله طيلة 40 عامًا"، ويرى متتبعون للشأن السياسي في الجزائر، أن قرار الاندماج والتحالف بين حركة النهضة جبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني من جهة وحركة حمس وجبهة التغيير من جهة أخرى، تمخض بعد تأكد الأحزاب الإسلامية باستحالة استمراراها في المشهد السياسي الحالي وهي منقسمة، وأصبحت مرغمة على التكتل من جديد خشية من الاختفاء من الساحة.