دمشق - العرب اليوم
تعلن تركيا، اليوم الأربعاء، الخطوات التي ستتخذها إزاء التطورات في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سورية، التي تشهد توترًا بين القوات الحكومية السورية والقوات التركية بسبب الاستهدافات المتكررة لنقاط المراقبة العسكرية التي أقامها الجيش التركي في المنطقة، ذلك بعد فشل جولتين من المباحثات بين أنقرة وموسكو في إحراز أي تقدم بشأن الوضع في إدلب. في وقت، يزور فيه المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري أنقرة في وقت لاحق اليوم للقاء مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين أتراك في دخول أميركي مباشر على خط التوتر في إدلب.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستكشف اليوم عن الخطوات التي ستتخذها حيال تطورات الأوضاع في محافظة إدلب السورية. وأضاف، في كلمة خلال فعالية في العاصمة أنقرة، أمس (الثلاثاء)، أن القوات التركية ردت على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في إدلب، الذي أدى إلى مقتل 5 جنود وإصابة عدد مماثل أول من أمس، بأقصى درجة. وتابع أردوغان "قمنا بالرد على الجانب السوري بأقصى درجة، ولن نكتفي بذلك، بل سنواصل الرد... سيدفعون ثمنًا باهظًا كلما اعتدوا على جنودنا".
وترأس أردوغان اجتماعًا أمنيًا في أنقرة، ليل أول من أمس، تناول الخطوات التي ستتخذها تركيا ردًا على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في محافظة إدلب.وقالت مصادر الرئاسة التركية عقب الاجتماع، إنه تقرر خلاله الرد بالمثل على الهجوم، وألا تذهب دماء الجنود الأتراك سدى، كما جرى التأكيد على أن أي هجوم لن يثني عزيمة تركيا، التي تتواجد في إدلب بهدف منع الاشتباكات، وضمان أمن حدودها، والحيلولة دون حدوث موجة نزوح وكارثة إنسانية جديدتين.
شارك في الاجتماع، نائب الرئيس فؤاد أوكطاي، ووزيرا الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، ورئيس أركان الجيش الفريق أول يشار جولار، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، ومستشار الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، ورئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركي فخر الدين ألطون.وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أنها ردت على مقتل 5 جنود وإصابة 5 آخرين في قصف مدفعي مكثف للنظام السوري على قافلة عسكرية تركية بمحافظة إدلب، باستهداف 115 هدفًا للقوات السورية، حيث قُتل 101 من الجنود السوريين.
وجرت الجولة الأولى من المباحثات، يوم السبت الماضي، بعد أيام من هجوم شنّته القوات السورية في إدلب وأسفر عن مقتل 8 جنود أتراك، قصفت تركيا بعده أهدافًا سورية فيما بعد في أحد أخطر الاشتباكات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب السورية قبل قرابة 9 سنوات.وبينما كان المسؤولون الأتراك والروس يواصلون محادثاتهم للمرة الثانية، أول من أمس، وقع هجوم ثانٍ على القوات التركية في منطقة تفتناز في إدلب؛ ما أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك بعد أن أرسلت أنقرة آلاف الجنود لتعزيز نقاط مراقبتها في إدلب التي أنشئت 12 منها بموجب اتفاق آستانة في مايو (أيار) 2017، والتي زادت تركيا عددها في الأسبوعين الأخيرين إلى ما يقرب من 20 نقطة.
وأجرى الوفد الروسي مباحثات مع مسؤولين بالخارجية والجيش والمخابرات في تركيا كما التقى مستشار الرئيس التركي المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين. وقالت الرئاسة التركية، في بيان عقب الاجتماع، إن "أنقرة أبلغت الوفد الروسي الزائر بضرورة وقف الهجمات على المواقع التركية شمال غربي سورية فورًا، وبأن مثل هذه الهجمات لن تمر دون رد".ويصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري إلى أنقرة اليوم ضمن زيارة لتركيا وألمانيا لبحث التطورات في سورية والمنطقة. وبحسب مصادر تركية، سيجري جيفري مباحثات مع نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط، سادات أونال، وقد يلتقي وزير الدفاع خلوصي أكار والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، لمناقشة المخاوف المشتركة وهجمات قوات النظام السوري المدعومة من روسيا.
وقدمت السفارة الأميركية في أنقرة تعازيها لتركيا في فقد جنودها بإدلب، وأكدت وقوف واشنطن إلى جانب حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت في رسالة تعزية عبر "تويتر": "نقف إلى جانب تركيا حليفتنا في (ناتو)، وسنواصل معارضتنا لتطبيع المجتمع الدولي علاقاته مع نظام الأسد".إلى ذلك، أعرب أمين عام "ناتو" ينس ستولتنبرغ عن قلقه البالغ بسبب تطورات إدلب، وقال في بروكسل، عشية اجتماعات وزراء دفاع دول الحلف: "نرى هجمات من جديد ضد المدنيين، وأدى ذلك إلى نزوح جديد لأعداد كبيرة من السوريين، ونحن ندين ذلك بشدة؛ لأننا ضد أي هجمات تستهدف المدنيين، وتزيد من معاناتهم". ودعا ستولتنبرغ روسيا إلى "ضرورة إقناع نظام الأسد بالتوقف عن قتل المدنيين". وأشار إلى أن الوضع في إدلب سيكون حاضرًا في نقاشات وزراء دفاع "ناتو" في بروكسل اليوم وغدًا.
مقتل طيارَين في إسقاط مروحية سورية بصاروخ تركي بإدلب فصائل تشن هجومًا في جبهة النيرب قرب سراقب قُتل طياران في سقوط مروحية عسكرية سورية، الثلاثاء، في محافظة إدلب استهدفها صاروخ أطلقته القوات التركية، حسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال "المرصد"، إن المروحية سقطت قرب قرية قميناس جنوب شرقي مدينة إدلب. وأكدت أنقرة الداعمة فصائل سورية مسلحة في المنطقة الواقعة في شمال غربي سورية سقوط الطائرة من دون أن تعلن مسؤوليتها عن ذلك.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، أنها تلقت معلومات تفيد بأن "مروحية تابعة للنظام تحطمت" من دون تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في موقع التحطم جثتي الطيارين وبقايا المروحية.وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، النظام السوري بدفع الثمن "غاليًا جدًا" في حال شن هجومًا جديدًا ضد القوات التركية في شمال غربي سورية.وأعلن أردوغان في خطاب من أنقرة: "نال النظام عقابه، لكن ذلك لا يكفي، ستكون هناك تتمة. كلما هاجموا جنودنا، سيدفعون الثمن غاليًا، غاليًا جدًا"، مضيفًا أنه سيعلن عن تدابير إضافية ضد النظام السوري، الأربعاء.وأعلنت أنقرة، الاثنين، أنها "حيدت" 101 جندي من القوات السورية ردًا على قصف سوري على موقع لها في إدلب أسفر عن مقتل خمسة جنود أتراك. ولم يتسن التأكد من المعلومات من مصدر مستقل.
ولم يعلن "المرصد" ومقره المملكة المتحدة، ولا الحكومة السورية عن وقوع أي إصابات في صفوف الجنود السوريين، الاثنين.وأفادت شبكة "الدرر الشامية" المعارضة، بأن "الفصائل حولت بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، إلى جحيم، بعدما شنت معركة معاكسة ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية". وأكدت بأن "الفصائل تمكنت من إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات الأسد على محور النيرب، أن الفصائل اغتنمت دبابة ومدفعًا من عيار 23مم على محور النيرب، ودمرت أخرى، وسط تقدم على محور ريف إدلب الشرقي إثر استعادة أجزاء مت البلدة".
تمكنت الفصائل من تدمير مدفع رشاش "عيار 23مم" مثبت على سيارة عسكرية للنظام على محور داديخ في ريف إدلب الشرقي إثر استهدافها بصاروخ مضاد دروع، حسب الشبكة. وأضافت: "تمكنت الفصائل من تدمير سيارة عسكرية ومقتل مجموعة عناصر النظام على محور الطلحية في ريف إدلب الشرقي، إثر استهدافهم بصاروخ مضاد دروع".وكانت فصائل حشدت خلال اليومين الماضين قوات عسكرية كبيرة على مشارف مدينة سراقب، في نية لشن عملية عسكرية واسعة النطاق.
قد يهمك أيضاً: