فيروس كورونا

توقع وزير الصحة العراقي جعفر علاوي أن تشهد الأيام الأخيرة من الشهر المقبل تراجع حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في بلاده، مرجحاً أن «يشهد العراق السيطرة على الفيروس والانتهاء منه بحلول شهر يونيو (حزيران) المقبل... وأعتقد أن الشعب العراقي سيكون سعيداً، وسيحتفل بالانتصار على هذا الوباء بحلول ذلك الشهر».

لكن علاوي اشترط لتحقيق ذلك، ونجاح البلاد في تخطي مشكلة الوباء الفتاك «تعاون الجميع والالتزام التام بالتعليمات الصحية وحظر التجوال». ولمّح إلى إمكانية تمديد فترة حظر التجول، التي تنتهي في 19 أبريل (نيسان) الحالي، فيما بادرت السلطات القضائية إلى إطلاق سراح مئات السجناء، بعضهم متهم بالإرهاب، ضمن سلسلة إجراءات وقائية للحد من انتشار الوباء.

وتخشى قطاعات سكانية واسعة؛ خصوصاً من أصحاب الدخل المحدود والمهن الصغيرة، من أن تمتد فترة الحظر الصحي لتغطي شهر رمضان بالكامل، الذي يبدأ في 24 من الشهر الحالي، وصولاً إلى شهر مايو (أيار) المقبل. وإذا ما حدث وواصلت السلطات العراقية تمديد حظر التجول، فستواجه مشكلات وضغوطاً شعبية حقيقية، نظراً لعدم قدرة الفئات الفقيرة على البقاء من دون عمل لفترة طويلة. وما زالت بعض تلك الفئات لا تلتزم بتطبيق الحظر الصحي، وتمارس أعمالها المعتادة في المناطق الشعبية الفقيرة.

وتجاوزت الإصابات في العراق سقف 750. ضمنها أكثر من 50 حالة وفاة. وتعد معدلات الوفاة في العراق قياساً بأعداد المصابين هي الأعلى في الشرق الأوسط، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويقول المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور سيف البدر، إن «جميع حالات الوفاة التي حصلت في العراق هي لكبار السن أو لمصابين بأمراض مزمنة ومصابين بسرطان، لأن هؤلاء احتمالية إصابتهم أعلى من غيرهم».

وشكا البدر، في تصريحات صحافية، من أن الكوادر الصحية «تعاني من مشكلة، وهي عدم الشفافية من بعض المرضى المصابين أو الملامسين لمصابين أو القادمين من دول موبوءة»، مشيراً إلى «الكارثة التي حدثت، وأصيب فيها أكثر من طبيب وملاك صحي وكادر طبي تعرض للإصابة ب‍كورونا من مريض، لأنه لم يكن صادقاً في موضوع إصابته أو ملامسته لمصاب أو آتٍ من بلد موبوء، وانتقلت العدوى لعدد من الأطباء في العزل».

من ناحية أخرى، وفي مسعى من القضاء والسلطات الحكومية لمنع انتشار الفيروس داخل السجون المكتظة بالنزلاء والمحكومين، شهدت سجون العراق مؤخراً حالات إطلاق سراح لبعض السجناء والمحكومين. وأعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس، الإفراج عن أكثر من 600 متهم ومحكوم، من سجون العاصمة بغداد، ضمن إجراءات الحد من تفشي فيروس «كورونا».

وقال المجلس، في بيان، إن «محاكم الجنايات والجنح والتحقيق، في رئاسة محكمة استئناف الكرخ الاتحادية، قررت إخلاء سبيل 608 متهمين ومحكومين، عن طريق الكفالة والتدخل التمييزي من محكمة الجنايات بالإفراج والإفراج الشرطي منذ 20 مارس (آذار) حتى 1 أبريل». وأوضح أن «هذا الإجراء يأتي انسجاماً مع توجيهات مجلس القضاء الأعلى، ضمن سلسلة إجراءات وقائية يتخذها، بغية الحد من انتشار فيروس كورونا».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تلويح الرئيس برهم صالح بالاستقالة مِن منصبه يُقسِّم الشعب العراقي

الرئيس العراقي: المصلحة تستوجب تهدئة الأوضاع والاستجابة لإرادة الشعب العراقي مصدر شرعية السلطات جميعا