الجزائر ـ العرب اليوم
أظهر محامو وعائلات موقوفي الحراك الشعبي في الجزائر خيبة أمل بعد أن راجت أخبار مساء السبت بأن الرئيس عبد المجيد تبون، سيعلن عن إطلاق سراحهم، بمناسبة خطاب له بثه التلفزيون الحكومي ليل اليوم نفسه. ووعد تبون في خطابه ببناء اقتصادي قوي غير مرهون للمحروقات النفطية، ولا يتأثر بتقلبات الأسعار في الأسواق الدولية. ويمنح دستور البلاد للرئيس صلاحية إصدار عفو عن مساجين، لكن بشروط أهمهما ألا تكون الجرائم مرتبطة بالفساد والإرهاب وتجارة المخدرات، وأن تكون الأحكام ضدهم نهائية استنفدت كل إجراءات الطعن. ويوجد صحافيون والعشرات من المتظاهرين في السجن الاحتياطي بسبب نشاطهم المهني ومواقفهم السياسية التي لا ترضي السلطة.
وهؤلاء يستجيبون لشروط العفو. وبرأي قطاع من المحامين والناشطين السياسيين، يستوجب على القضاء الحكم ببراءتهم من التهم التي تلاحقهم (المس بالوحدة الوطنية، والتحريض على العنف، وإضعاف معنويات الجيش)، على أساس أنها تهم سياسية، بدل ترقب عفو رئاسي.
إلى ذلك، تناول الرئيس تبون، في خطابه الذي بثه التلفزيون الحكومي، وضع البلاد في ضوء الأزمتين الاقتصادية والصحية، فأكد أن «الحياة الاقتصادية ستنتعش بقوة لا محالة، لبناء اقتصاد جديد بسواعد وعقول الشباب يكون متنوعاً، ومتحرراً من عائدات المحروقات، ويضمن للجميع الرخاء والرقي في ظل دولة ديمقراطية، قوية وعادلة». وأفاد بأن الشباب مطالب بـ«الصبر على تحمل ما تبقى من المسافة، والتفاعل الإيجابي مع الإجراءات الاحترازية الاستثنائية الخاصة بيومي العيد»، في إشارة إلى حجر شامل ومنع سير العربات للحؤول دون تنقل الأشخاص لزيارة الأقارب في المناسبة. وقال تبون بهذا الخصوص: «إنني أعرف أن الحجر الصحي مقلق للكثيرين، وإنني أَشعر بقلقهم على مستقبل أبنائهم وأعمالهم، إنها حالة صعبة بدون شك، إلا أنها بإذن الله مؤقتة وعابرة... حقاً لم يكن سهلاً أن نصوم رمضان كما صمناه هذه السنة بدون تلاقي العائلات واجتماع الأحباء، وبدون صلاة التراويح جماعة في المساجد، وليس سهلاً أن نستقبل العيد بالصلاة في البيوت بدل المساجد، ولكن الضرورة اقتضت غير ذلك، لصالح الوطن والمواطن، لمنع اتساع رقعة الأحزان والمآسي العائلية».
وبحسب الرئيس: «بقدر ما نتمسك بالتدابير الوقائية في البيت والإدارة، وفي الشارع، وفي كل مكان، بقدر ما نعجل بنهاية المحنة، ونستأنف حياتنا اليومية العادية، ومعها الحياة الاقتصادية التي ستنتعش بقوة لا محالة، لبناء اقتصاد جديد بسواعد وعقول الشباب، يكون متنوعا، ومتحررا من عائدات المحروقات، ويضمن للجميع الرخاء والرقي في ظل دولة ديمقراطية، قوية وعادلة». وأضاف أن «أي تهاون يعرقل بلوغ هذه الغاية، يكلف البلاد خسائر إضافية، فاضغطوا على أنفسكم لأيام معدودات أخرى بالصبر والانضباط وروح المسؤولية، لأن جهود الدولة بكل إمكاناتها المادية والبشرية تظل غير كافية، إذا لم يقم المواطن والمواطنة بدورهما في مساعدتها على استئصال الوباء».
وتابع أن «الشعب الجزائري أثبت أكثر من مرة، أنه شعب التحديات في اللحظات المصيرية الكبرى، فكما انتصر بالأمس كلما كان على موعد مع التاريخ، سينتصر اليوم بإذن الله، فلا خيار للشعوب الحية إلا خيار الانتصار».
وكان تبَون ذكر في بداية الشهر الماضي، بأنه يتوقع التخلص من الوباء بنهاية الشهر ذاته. غير أن ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفعل انتشار سريع للعدوى، دفع السلطات إلى تمديد الحجر وحمَلت الجزائريين مسؤولية استمرار الأزمة. وبدت الحكومة عاجزة عن إقناع عدد كبير منهم بالتزام بيوتهم، لأن آلاف الأشخاص الذين يشتغلون بالأجرة اليومية، اضطروا للخروج لكسب قوتهم، كما أن المساعدات المادية التي وعدت بها السلطات لم تصل، على بساطتها، الكثير من المعنيين. في غضون ذلك، كسر جزائريون الحجر الصحي أمس، بتنظيم صلاة العيد في بعض المناطق وذلك في تحدَ واضح لتحذيرات الحكومة. وتداولت مواقع تواصل الاجتماعي صور أشخاص يؤدون صلاة العيد، بالقرب من مساجد مغلقة منذ شهرين بسبب الوباء، وكان لافتاً فيها عدم احترام شروط الوقاية وأهمها التباعد الجسدي وارتداء الكمامات. وتم تنظيم الصلاة في أحياء بالعاصمة وفي ولاية بومرداس شرقاً، والبليدة جنوباً. وكانت الحكومة أعلنت عن منع إقامة صلاة عيد الفطر، تماشياً مع تدابير الحظر الصحي الجاري في البلاد منذ شهرين ونصف الشهر.
قد يهمك ايضا
الرئيس تبون يجري مكالمة هاتفية مع نظيره النيجري محمدو إيسوفو
الرئيس تبون يؤكد أن فرنسا قتلت أكثر من خمسة ملايين جزائري خلال الاحتلال