موسكو ـ ريتا مهنا
أفرجت السلطات الروسية الجمعة عن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، بعد أن أمضى 25 يومًا في مركز اعتقال لانتهاك قوانين الجمعية العامة. وجاء الأفراج عنه عندما داهمت الشرطة المكاتب الإقليمية لمحاربة الفساد. وبعد الإفراج عنه، توجه نافالني إلى مكاتب مؤسسته لمكافحة الفساد، حيث استقبله الموظفون، وقال وقد بدا شاحبًا ولكن بشكل جيد انه افتقد لطهي زوجته. وأضاف: "لقد طلبت من يوليا طبخ الدجاج لي. فبين 25 يومًا في السجن أمضيت منها 20 يومًا أحلم بهذا الدجاج".
وقال المحامي البالغ من العمر 40 عامًا في كانون الاول / ديسمبر انه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية في روسيا اذار / مارس من العام المقبل حيث سيبلغ الرئيس بوتين (64 عاما). وقالت لجنة الانتخابات المركزية الشهر الماضي ان نافالني لن يسمح له بخوض الانتخابات بسبب ادانته بتهمة الاحتيال. ويجادل بأن الادعاء تم تلفيقه لإبعاده عن السياسة، ووعد بالإبقاء على حملاته الانتخابية.
وعانى نافالني ومؤيدوه من مضايقات متكررة. إذ داهمت الشرطة مقره في "يكاترينبرج" وكازان. وقد شملت المداهمات سبعة مكاتب إقليمية أخرى هذا الأسبوع، وقام رجال الشرطة بمصادرة منشورات ومواد دعائية أخرى قالوا إنها غير قانونية. وخططت مكاتب نافالني الإقليمية البالغ عددها 58 مكتبًا في جميع أنحاء البلاد للقيام بحملات في الشوارع اليوم.
وفي موسكو، ذُكر أن أحد المتطوعين في مكتب حملة نافالني قد تعرض للضرب، وتم اغلاق المكتب بسبب انتهاكه لاتفاق إيجار حسب ما أعلن. وقال متحدث باسم المكتب إن المتطوع الكسندر توروفسكي يُعالج من ارتجاج في المستشفى. واتهم بعصيان الشرطة.
وعانى نافالني من حرق كيميائي في عينه اليمنى عندما ألقى مهاجم، على الرغم من كونه متطرفا مؤيدا للكرملين، مادة حارقة في وجهه في أبريل/نيسان الماضي. وتم سجن شقيقه في عام 2014 بسبب الاحتيال؛ وادعى المدافعون في مكافحة الفساد أن الإدانة كانت ذات دوافع سياسية.
وخلال الاحتجاجات التي وقعت الشهر الماضى في موسكو ومدن أخرى اتهم الالاف من المتظاهرين ومعظمهم من الشباب الكرملين بالفساد. وتم منع نافالني من الوصول إلى التلفزيون الحكومي، لكنه قام ببناء شبكة كبيرة عبر الإنترنت من خلال إنتاج مقاطع فيديو مرئية حول الرشوة والسرقة التي تضم كبار المسؤولين.
وركزت مظاهرات سابقة في آذار / مارس على شريط فيديو أدلى به نافالني اتهم فيه ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء. وتمت مشاهدة الفيديو على موقع يوتيوب 23.5 مليون مرة. ووجد استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في روسيا الشهر الماضي أن 58 في المائة أعربوا عن "ثقة كبيرة" في بوتين، بينما أبدى 87 في المائة منهم الثقة في تعامله مع القضايا العالمية.
وعلى الرغم من تلك التصنيفات العالية، يعتقد أن الكرملين يشعر بالتوتر بشأن شعبية نافالني المتزايدة بين طلاب المدارس الثانوية والجامعات الذين يولون القليل من الانتباه إلى القنوات التلفزيونية الحكومية التي تسيطر عليها الدعاية.