الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا و الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا

استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ,العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا في البيت الأبيض مساء الإثنين حيث عقدا محادثات تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية، وخطة السلام الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال ترامب خلال اللقاء إنه تم إحراز "تقدم كبير في الشرق الأوسط"، لكنه رفض الإفصاح عن الموعد الذي سيطرح فيه البيت الأبيض خطته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 ورد ترامب على سؤال من الصحافيين بشأن توقيت إعلان الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط وفحواها، قائلًا" "إننا نقوم بعمل جيد في الشرق الأوسط, وبعدما أنهينا الصفقة النووية مع إيران، فإن الأمور اختلفت كثيرًا".

عبد الله الثاني يشكر ترامب لدعم الأردن

وأثنى الرئيس الأميركي على جهود المملكة الأردنية في استضافة اللاجئين ودفع جهود السلام. و وجه الملك عبد الله الثاني الشكر لإدارة الرئيس ترامب على دعم ومساعدة الأردن. وتحدث ترامب عن جهود إدارته في تأمين الحدود الأميركية الجنوبية ولمّ شمل الأطفال بذويهم، مشددًا على أهمية منع مرور المهاجرين غير الشرعيين.

محادثات مغلقة

وعقد مسؤولو الجانبين الأميركي والأردني محادثات مغلقة، حيث أشار مسؤولو البيت الأبيض إلى أن المحادثات تركز على مكافحة الإرهاب والتهديدات الإيرانية والأزمة في سورية، إضافة إلى دفع الجهود من أجل تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتأتي زيارة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن في أعقاب استضافته لصهر الرئيس ومستشاره الخاص غاريد كوشنر، والمبعوث الرئاسي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، في عمان الأسبوع الماضي.

صفقة القرن
 وتركزت المحادثات بين الطرفين على محتويات الخطة الأميركية، المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، التي لم تكشف الإدارة الأميركية عن محتواها بعد.

و استقبل العاهل الأردني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قام بزيارة نادرة إلى عمان, وخلال الاجتماع، شدّد الملك عبد الله الثاني على التزام الأردن بحل الدولتين على أساس حدود 1967. وقال للمسؤولين الأميركيين إن هذه الخطة هي السبيل الوحيد للتوصل إلى السلام في المنطقة.

و التقى غاريد كوشنر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولته في المنطقة التي استمرت خمسة أيام، فيما لم يشمل جدول زيارة أي اجتماعات مع الجانب الفلسطيني الذي يقاطع الإدارة الأميركية منذ إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إليها.

وتفيد تقارير أميركية بأن غاريد كوشنر تلقى التأكيد نفسه خلال لقاءاته بالقادة العرب في المنطقة الذين أصروا على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية كأساس للسلام بين الجانبين. وذكرت مصادر في البيت الأبيض أن المسؤولين الأميركيين لديهم إحساس بالإحباط، حيث لم تسفر لقاءات كوشنر مع القادة العرب عن الدعم الكافي الذي تحتاجه الإدارة الأميركية للإعلان عن خطتها النهائية. 

الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل 

وشملت التكهنات بشأن خطة إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعدم إزالة المستوطنات الإسرائيلية من الضفة الغربية، كما لا تضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. 

كما لفتت تقارير إلى دعم واشنطن احتفاظ إسرائيل بحق السيطرة الأمنية على الحدود مع الأردن، فيما يحصل الفلسطينيون في المقابل على حزمة من المساعدات الأميركية ودعم مالي لمشروعات تنمية في غزة ومشروعات في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء.

ويسعى العاهل الأردني إلى إقناع إدارة ترامب بتأييد حل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، مع إقامة دولة فلسطينية عند حدود 1967. لكن لا يبدو أن الإدارة الأميركية تتبنى هذا النهج، وليس من الواضح ما إذا كان إقامة دولة فلسطينية سيكون جزءا من خطة إدارة الرئيس ترمب. وكان ترمب قد صرح في الماضي أنه سيدعم حل إقامة الدولتين، إذا أيده الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي.

قلق أردني
ويشعر الأردن بالقلق من أن تتغافل خطة سلام إدارة ترامب إقامة دولة فلسطينية وتوفير حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، مما يضع مزيدا من الضغوط على عمان التي تستضيف عددًا كبيرا من الفلسطينيين. كما يسعى الأردن للحصول على ضمانات باستمرار الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس في إطار أي صفقة سلام مقترحة.

و أكّدت الإدارة الأميركية أن الخطة الأميركية سيتم إعلانها في وقت قريب، ويتحدث البعض عن شهر أغسطس (آب). ورفض المسؤولون الإشارة إلى أي تفاصيل محددة بشأن الخطة، واكتفوا بالتأكيد على أنها توفر حلولاً عادلة وخططًا لتحسين حياة الشعب الفلسطيني.

و وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى العاصمة الأميركية واشنطن مساء الجمعة، والتقى بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين ووزير التجارة ويلبر روس، ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون، حيث تركز زيارته أيضا على الحصول على الدعم الأميركي لسياسات الأردن الاقتصادية والسياسية بعدما شهدت المملكة موجة من المظاهرات بسبب ارتفاع الأسعار.

وتناولت محادثات عاهل الأردن الاقتصادية أهمية زيادة التبادل التجاري بين الأردن والولايات المتحدة، والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة. كما تطرقت المباحثات إلى برامج الإصلاح الاقتصادي في الأردن، وتداعيات أزمة اللاجئين السوريين على الاقتصاد الأردني.

تعاون عسكري دفاعي
وتطرق لقاء الملك عبد الله الثاني مع وزير الدفاع الأميركي، ,النقاش إلى التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين وأهمية الحفاظ على الهدوء في مناطق التصعيد في جنوب غربي سورية، ودور منظمة الأونروا في توفير الصحة والتعليم وخدمات الإغاثة للاجئين الفلسطينيين. وناقش الملك عبد الله الثاني مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أهمية دعم الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، من خلال دعم عملية جنيف.