غزة ـ محمد حبيب بدأ المواطنون في غزة، صباح السبت، الزحف إلى ساحة "الكتيبة الخضراء" غرب القطاع للمشاركة في الاحتفال بمرور 25 عامًا على انطلاق "حماس"، ومن المنتظر أن يستغل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الحشود المشاركة في تعزيز قضية المصالحة مع "فتح"، التي ستشارك للمرة الأولى في الاحتفالات، فيما أكدت "حماس" أن مشعل "لا يستطيع تحريك عجلة المصالحة وحده".
وقال مسؤول العمل الجماهيري في الحركة أشرف زايد:" إن حافلات من أنواع مختلفة ستبدأ في وقت مبكر الانطلاق من كافة مدن ومخيمات القطاع في اتجاه ساحة الكتيبة، كي تتمكن من نقل المواطنين بشكل سريع قبل بدء الموعد الرسمي للاحتفال".
وأوضح زايد، في تصريح صحافي، أن "جميع الاستعدادات اللوجستية تم الانتهاء منها، والساحة في انتظار توافد جموع المواطنين"، مؤكداً أن "مهرجان الانطلاقة سوف يكون الحدث الأضخم في مسيرة الحركة"، لافتًا إلى أنه سوف يكون بمثابة "عرس وطني" لكل الفلسطينيين وليس لـ"حماس" وأنصارها، مؤكدًا أن كافة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "فتح" سوف تشارك في المهرجان.
وأعلن القيادي في "حماس" صلاح البردويل، السبت، أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يزور غزة، برفقة نائبه موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وأعضاء من المكتب السياسي للحركة، سوف يلتقي مختلف الفصائل الفلسطينية، وجهات ومنظمات أهلية.
وأشار البردويل، إلى أن "ملف المصالحة سوف يكون على جدول أعمال كافة اللقاءات التي سيعقدها خلال زيارته"، لافتاً إلى أنّ "المصالحة الفلسطينية، سوف تكون حاضرة بقوة في كلمته التي سوف يلقيها في المهرجان، مؤكدًا أن"المصالحة تعتبر قضية شراكة بين كافة الفصائل الفلسطينية، ومشعل لا يستطيع أن يحرك عجلتها وحده".
وقال خالد مشعل، خلال زيارته لمنزل مؤسس "حماس" الشيخ الشهيد أحمد ياسين، في حي الصبرة: "وعد منا ومن كل قيادة حركة حماس، أن نسير على طريق المصالحة ووأد الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية لنكون صفا في مواجهة المحتل الصهيوني"، مضيفًا:"إن الشيخ أحمد ياسين كان طوال حياته عنوانًا للمصالحة، وإن شاء الله من هذا البيت ومن غزة وعلى أبواب معركة حجارة السجيل سنكون على نفس النهج".
وتابع:" نحن نعيش هذا العبق والبركات والروح الصافية"، لافتا إلى أن الجماهير في قطاع غزة التي اصطفت للقائه هي "غرس من غراس الإمام القائد ياسين"، فيما خاطب أهل وذوي ياسين بقوله :"يا أهل الشيخ أنتم جزء من بركات الشيخ، والله إن هذا البيت المتواضع يساوي عندنا وعند المسلمين والمجاهدين مكان القصور العالية أما عند الله فمقام الشيخ لا يعلمه إلا الله"، مضيفا :"نحن على دربه وعلى خطاه مستمرون.
وأردف:بدأ الشيخ مسيرة الجهاد ونحن إخوانه وتلاميذه على ذات الخطى، ونسأل الله أن تتوج مسيرة "حماس" والمقاومة وشعبنا العظيم بالنصر العظيم، اليوم لقاؤنا في غزة، وغدًا في رام الله والخليل والقدس وصفد وكل المدن إن شاء الله".
وفي كلمة له بمنزل القائد الشهيد أحمد الجعبري، قال مشعل:" إن الحرب الأخيرة التي شنت على القطاع، معركة الثمانية أيام، والنصر الذي حققته المقاومة، كان الفضل الكبير فيها للقائد الجعبري بعد الله عز وجل"، مشددا على أن الأخير كان "قائدًا مخلصًا"، مضيفًا:"إن بركة إخلاص القائد الجعبري مرغت أنف نتنياهو في 8 أيام"، داعيا الجميع إلى "السير على نفس الطريق وعهد الشهداء"، فيما خاطب أهل غزة بقوله :"اجعلوا أيديكم على الزناد، وقلوبكم متحابة، ووحدوا صفكم جنبًا إلى جنب، وابقوا على وحدة الصف، جئناكم فرحين بما منّ الله عليكم به، وغزة ستبقى في القلب وعلى الرأس".
وقال مشعل:"كما توحدنا في المعركة سوف نتوحد في السياسة على قاعدة الثوابت, الأرض والقدس وحق العودة والثوابت الفلسطينية، وغزة إن شاء الله والضفة والـ 48 سوف تكون وتظل شوكة في حلق العدو".
وفي كلمة له أثناء زيارة منزل شهداء عائلة الدلو، أكد على أن "غزة سوف تظل نبراسًا للأمة، وعنوانًا للمقاومة والجهاد والصمود في وجه الاحتلال، والذي طالما غاب عن شعوب ودول عربية، وأن ذلك فخر يفتخر به كل إنسان".
وأكد على أن "إنجازات إسرائيل، التي تدعيها تكمن في قتل العوائل والأطفال الصغار، كما فعلت في حق عائلة الدلو، وتعتبره انتصارًا"، فيما بعث بتحية إلى كل من: مصر وتركيا وقطر لدعمهم الشعب الفلسطيني وقضيته.
وقال إن "قوة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته"، موجها التحية إلى "الكتائب المقاتلة"، فيما أكد أن "سلاح المقاومة هو الطريق الوحيد لتحرير الأرض المغتصبة من المحتل الإسرائيلي".
 وقد دعت "حماس" أنصارها والمواطنين إلى المشاركة في إحياء ذكرى انطلاقتها الـ25، الذي تقيمه تحت شعار "حجارة السجيل.. طريق التحرير"، فيما ازدانت ساحة الكتيبة بالرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية، وحظيت منصة المهرجان التي كان صاروخ M 75 أبرز معالمها بإعجاب المواطنين.
وتحيي "حماس" مهرجان انطلاقتها هذا العام، بعدما انتصرت هي وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة الأيام الثمانية، وانتزاع تهدئة أرغمت الاحتلال على وقف الهجمات العسكرية ضد القطاع وفق شروط المقاومة.
وتواجد المئات من الجماهير الفلسطينية في أرض الكتيبة الخضراء ليلة السبت، قبل بدء فعاليات مهرجان انطلاقة حركة "حماس" بيوم كامل ليحجزوا أماكنهم من الآن، فيما لم يتمكن القائمون على التنظيم من منع هؤلاء، وقال بعضهم ومنهم أبو محمد الأغا :" نحن سنبقى هنا، فالأماكن غداً ستكون محدودة والجماهير ستكون غفيرة وأكثر من كل عام".
وأضاف:حبنا إلى "حماس" كبير، ولم أتمكن من رؤية قيادة الحركة، خاصة خالد مشعل، ولكني مُصِر على رؤيتهم غدا في الانطلاقة، و"مش كل يوم بتكون الانطلاقة، ومش كل يوم بنشوف مشعل وقيادة المقاومة".
وقد وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل إلى أرض قطاع غزة مساء الجمعة، واستقبلته القيادات والشعب الفلسطيني من كافة الفصائل، منذ وصوله إلى معبر رفح، حتى انتهاء جولته التي تضمنت زيارة بيت المؤسس أحمد ياسين وبيت القائد الشهيد أحمد الجعبري، وبيت عائلة الدلو، كما وصلت وفود عربية وإسلامية إلى القطاع لحضور المهرجان المركزي لانطلاقة "حماس"، والذي يُعقد السبت.
وذكرت مصادر، أن نحو 100 بريطاني من أصول عربية وإسلامية وصلوا إلى غزة السبت، عبر معبر رفح البري مع مصر، فيما أشارت إلى أن وفدًا بحرينيًا يتكون من 51 فردًا وصل الجمعة إلى القطاع، بينما يُنتظر وصول 81 جزائريًا، و90 قطريًا، و66 ماليزيًا، و80 مصريًا.
ومن المتوقع أن يحضر الاحتفال حشد كبير، في الهواء الطلق، ومن المرجح أن يستغله مشعل لتعزيز قضية المصالحة مع حركة "فتح"، حيث قال المتحدث باسم "فتح" سامي أبو زهري، إن كلمة مشعل سوف تُحدد الخطوط العريضة لأولويات "حماس" في المستقبل، لاسيما تنفيذ المصالحة مع "فتح".