باريس - أ.ف.ب
تحول نهر السين وضفافه في السنوات الاخيرة الى مواقع سياحية رئيسية يجذب ايضا حياة السهر في باريس مع عشرات القوارب الترفيهية ومطعم جامعي عائم فضلا عن قاعة حفلات وفندق عائم قريبا.
ويقول ريكاردو ايستيبان احد رواد هذه الحياة على النهر قبل عشرين عاما "كانت المنطقة الواقعة على ضفتي نهر السين مساحة شبه محصورة بفئة محددة. اما اليوم فمن الصعوبة ايجاد اماكن فيها".
هذه الحركة التي انطلقت قبل عقدين من شرق باريس شهدت زخما كبيرا سنة 2013 بفضل قرار البلدية اقفال ارصفة النهر الواقعة على الضفة الجنوبية للسين بين جسر الما ومتحف اورسيه اما حركة السير.
ويشير فريديريك اوكار المسؤول في بلدية العاصمة الفرنسية المكلف شؤون الحياة الليلية الى ان "باريس مدينة مزدحمة جدا، فكلما اراد احدهم فعل اي شيء يصبح الموضوع مادة اعلامية دسمة. اما في هذه الحالة عبر اقفال الموقع على حركة المرور، حولنا عشرات الاف الامتار المربعة الى مساحات قابلة للاستخدام".
أما مسألة الضجيج التي تقلق منذ زمن طويل سكان باريس فباتت تطرح بحدة اخف على ارصفة ضفتي نهر السين مقارنة مع الشوارع الصغيرة الضيقة في وسط العاصمة.
وتعيش المناطق الباريسية المحيطة بضفتي النهر طفرة كبيرة اذ شهد هذا العام افتتاح مؤسسات عديدة بينها مطعم جامعي عائم واطلاق قارب ترفيهي جديد يضم على سطحه مقهى لتدخين الشيشة ومطعما للأغذية الحلال.
ومن بين المشاريع الجديدة ايضا انشاء فندق عائم من المقرر بدء تشغيله في 2016 او 2017 على رصيف اوستيرليتز. هذا المشروع الذي سيتم الكشف عن تفاصيله في العاشر من ايلول/سبتمبر في مقر بلدية باريس يشارك فيه خصوصا المصرف الاستثماري العام ومجموعة "ايليغنسيا" للفنادق وشركة "سين ديزاين" للهندسة التي سبق لها ان اطلقت مستشفى "ادامان" النهاري العائم اضافة الى قارب "روزا بونور" الترفيهي.
وسينضم الى هذه القائمة في ايلول/سبتمبر مشروع "فلو" وهو قارب ترفيهي ضخم بطول اربعين مترا وعرض خمسة عشر مترا سيحمل على متنه مطعما فاخرا وقاعة للحفلات تتسع لخمسمئة متفرج (سيتم افتتاحه للعموم في نهاية العام).
ويقول مساعد رئيس بلدية باريس المكلف شؤون السياحة جان فرنسوا مارتان إن "ارصفة النهر تمثل نقطة جذب جديدة لباريس خصوصا بالنسبة لمحبي السياحة الحضرية الذين يأتون طلبا لتجربة اكثر تميزا واصالة ابعد من اكتشاف التراث" المحلي للمدينة.
كذلك اصبحت المناطق المحيطة بضفتي نهر السين موقعا محببا لدى رواد السهر من كل انحاء البلاد خصوصا منذ اقامة قارب "كونكريت باريس" الترفيهي سنة 2011 والذي ساهم على نحو كبير في "اعادة باريس على الخريطة الاوروبية للسهر" بحسب منسق الاسطوانات اريك لابيه الذي اطلق سنة 2010 عريضة لافتة للمطالبة بانعاش قطاع السهر في باريس.
ولا تنوي الرئيسة الاشتراكية لبلدية باريس آن إيدالغو التوقف في منتصف الطريق. ففي الصيف المقبل، تعتزم اقفال جزء من الارصفة النهرية الواقعة على الضفة الشمالية لنهر السين امام حركة المرور.