دمشق ـ نهى سلوم
على الرغم من دخول الحرب في سوريَّة عامها الرابع، والتي أودت بحياة 160 ألف من المدنيين وألحقت الدمار بمواقع أثرية كثيرة. إلا أن إرادة الحياة لدى السوريين مستمرة، لتستمر معها مظاهر العيش المعتادة، نظرة سريعة على أماكن الاصطياف في سوريا ستظهر نشاطاَ لافتا في حركة السياحة الداخلية، فبموازة حركة النزوح إلى المدن الآمنة، تعيش هذه المدن مشهد بانورامي يختلط فيه منظر المهجّر بالسائح بصورة ملفتة، فالأمور في سوريا لا تشبه نشرات الأخبار، بعض المدن تضرر ولكن هناك مناطق لاتزال آمنة مائة بالمائة.
فمدينة السويداء في الجنوب السوري، والتي تعتبر من أهم الأماكن السياحية بما تملكه من مناخ وطقس وطبيعة وأماكن أثرية، لطالما كانت مغيبة بقرار سياسي عن الخارطة السياحية، دخلت اليوم في خطة وزارة السياحة السورية أخيراَ تشهد في هذا الوقت من العام انتعاش ملفت بالحركة السياحية كما أنها تعد أحدى أهم الوجهات السياحية في سوريَّة خلال الفترة المقبلة.
وتقول إنعام، وتعمل في مكتب سياحي، "فوجئنا بحجم الإقبال على الحجوزات الفندقية خاصة في أيام عيد الفطر، وتضيف يفاجئ من يزور المدينة للمرة الأولى بالهدوء الذي تنعم به المنطقة بعيداً عن إيقاع الحرب".
ولا تتوقف الحركة السياحية على مدينة السويداء فقط، بل تمتد إلى مدن الساحل كاللاذقية وطرطوس، كما تنسحب هذه الحالة على عدة مدن سورية آمنة كمشتى الحلو في ريف حمص.
ووضعت وزارة السياحة السورية خطة لتهيئة العديد من الشواطئ السورية بالمحلات الكبرى، والمطاعم الفاخرة، والفنادق المتطورة، استعداداً لاستقبال الأفواج السياحية، وتزويدهم بجميع الخدمات السياحية، وإعادة بناء الطرق المؤدية إلى تلك الشواطئ، والتي تم قصفها خلال الاشتباكات التي شهدتها تلك المناطق.
ويقول عامر، ويعمل في أحد المقاهي، "ازداد الإقبال على جميع المقاهي هذا العام، الحركة التجارية والسياحية أصبحت جيدة جداً".
ويضيف سعيد، وهو نازح من حلب استثمر أمواله في فندق صغير في طرطوس أنّ "الحركة السياحية فتحت أمامنا فرص عمل جديدة لقد تحركت تجارتنا، تذكرني هذه الأيام بأيام ما قبل الحرب".
كما شملت خطة وزارة السياحة إعادة ترميم الأماكن الأثرية التي تضررت بالحرب، حيث بدأ العمل على ترميم الكنائس والمساجد في بلدة معلولا شمالي دمشق والتي استعادتها القوات الحكومية بعد تبادل السيّطرة عليها مرات عدة.
ويرى مصدر متابع للحركة السياحية في سوريَّة أنّ الأسعار التي وضعتها وزارة السياحة ساهمت بتنشيط الحركة السياحية، مؤكّداً أن المؤشرات الأولية تدلل على أن الموسم السياحي الذي تشهده سوريَّة في الوقت الحالي سيفوق التوقعات.