قصر الحضارات بالنماص

يتوافد عدد من الزوار والمصطافين خلال هذه الأيام على قصر الحضارات بالنماص من محبِّي وعشاق التراث الأصيل.

ويعد القصر الذي يسمى في بعض الأحيان بـ"القصر الفلكي" معْلمًا سياحيًّا بارزًا يلفت الانتباه ويجلب الأنظار ويستوقف زائري منطقة عسير فوق قمم جبال السروات، بطرازٍ أندلسيٍّ رائعٍ، ويُطلُّ على سهول تهامة الخضراء الشهيرة بالأودية الجارية بالمياه النقية، والشلالات التي تتدفق من قمم الجبال، وإطلالته على عقبتي الملك عبدالله وسنان والتي تربط النماص بالمجاردة.

و يُشرف على مدينة الضباب (النماص) الغنيّة بغاباتها الكثيفة، وبزخّات المطر، وبالغيمة التي لا تكاد تفارق سفوحها مما يجعلها تشكل لوحة فنية إبداعية من صنع الخالق عز وجل.

وأوضح صاحب قصر الحضارات محمد المقر "استغرق العمل في هذا القصر ما يزيد على خمسة وثلاثين عامًا، حرصتُ خلالها على زيارة عدد من دول العالم الإسلامي؛ للاستفادة من الحضارات القديمة هناك، وعمدت حينها إلى استقطاب أمهر التشكيليين، وهواة الزخرفة؛ ليتم بعدها بناء القصر، مراعيًا فيه التناغم بين الحضارات الإسلامية".

وألمح إلى وجود العديد من المساكن بجوار القصر، والتي شُيِّدت جميعُها على طراز المنطقة القديم وتتوافر فيها الخدمات التي يطلبها الزائر، وتطل على ما يسمى "الصدر"؛ مما يجعل الزائر يقضي وقتًا ممتعًا، مستأنسًا وعائلته بأصوات الطيور، وخرير المياه، وبالمناظر الطبيعية الخلابة وبخاصة بعد هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة مؤخرا بعيدًا عن صخب المدنية وضوضائها.

وفي الجهة الغربية للقصر الأثري، توجد حديقة حيوان، تم اصطياد غالبية تلك الحيوانات المفترسة، والأليفة من المنحدرات القريبة من قرية المقر التراثية؛ كالذئاب والصقور، والأفاعي، وغيرها.

وقد عبّر ظافر الاحمري، وهو أحد الزائرين لهذا المَعْلم التاريخي عن بالغ سروره وهو يشاهد هذه التصاميم الهندسية الرائعة والتي تجلب كثيرا من الزوار للاستمتاع بكل لحظة في هذا القصرالأندلسي الجميل والذي تضمه محافظة النماص وهي جزء من هذا الوطن الغالي. من جانبه أعرب كل من عايض الشهراني وعبدالرحمن مشبب ومحمد الشهراني وعلي حسين عن ارتياحهم وإعجابهم بما يحويه هذا القصر من أثريات قديمة تحكي حياة الآباء والأجداء في تلك الحقبة من الزمن، مؤملين أن تلقى هذه القرية وغيرها من القرى الأثرية على مستوى المملكة الاهتمام المتواصل من هيئة السياحة والآثار كونها إحدى الواجهات السياحية في هذا البلد والذي ينعم فيه الجميع بالرفاهية والأمن والأمان.

وقال أمين لجنة التنمية السياحية بمحافظة النماص سعد محمد عثمان: يعتبر قصر الحضارات أحد المحاور الأساسية في استقطاب المصطافين للمحافظة وذلك لما يحويه من مقتنيات أثرية وحضارية نادرة، بالإضافة إلى موقعه وجمال عمرانه ويعتبر رافدا سياحيا مهما تقام فيه عدد من الفعاليات في كل صيف ويقصده الزوار من جميع دول العالم.