سوق "الطباخة"

شهد سوق "الطباخة" بالمدينة المنورة، الذي يشتهر بأكلاته الشعبيَّة المدينيَّة العريقة إقبالاً كبيرًا من أهالي وزوَّار وسيَّاح مدينة المصطفى خلال أيَّام العيد، ولايزال عشاق وجباته الشهيَّة يتوافدون على السوق الذي يقع على مقربة من المسجد النبوي، والذي يحتوي على العديد من المطاعم الشعبيَّة التي تقدم مختلف الأكلات وأشهاها، من أهمها رؤوس المندي، والكباب، والكبدة، والمقلقل، والكمونيَّة، والمقادم، وشوربة الحَب، والهريسة، والأرز بأنواعه كالكابلي، والبخاري، والعربي، والبرياني، والأسماك بجميع أنواعها، بالإضافة إلى المنتو، واليغمش، والبف، حيث يقدّر عمر السوق بأكثر من 40 عامًا. 

ويقول سامي المزين صاحب أحد المطاعم الشعبيَّة إنَّ السوق يعدُّ وجهةً ومقصدًا مهمًّا لأهالي المدينة، وزوَّارها، مشيرًا إلى أنَّ ما يميّز السوق هو موقعه بالقرب من المسجد النبوي، وتنوّع الأكلات الشعبيَّة المدينيَّة القديمة فيه، لافتًا إلى أنَّ السوق يشهد إقبالاً كبيرًا، خاصَّةً خلال هذه الأيَّام، ويكون الحجز في وقت مبكر، وذلك قبل الموعد بثلاث ساعات على الأقل؛ نظرًا للزحام الشديد على طلب المشاوي، والأكلات الشعبيَّة، وأضاف إن أسعار اللحوم مناسبة، مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح ياسر الحريبي إنَّه يحرص دائمًا على الذهاب إلى سوق الطباخة، وخاصَّةً خلال أيَّام العيد لشراء هذه الأكلات الشعبيَّة التي تقدّم وسط الأجواء القديمة، والبسيطة، واستحضار الماضي الجميل، وتعبير واقعي وصادق عن الموروث القديم، مبينًا أنَّ الأكلات الشعبيَّة المدينيَّة لها طابع خاص، وذكرى جميلة في نفسي. 

وذكر محمد الرفاعي نحرص بالأعياد، وهي من أيام فضيلة، وفيها ألفة والتقاء الأهل والأقارب، ونحن مستأجرون استراحة، نجتمع بها جميع الأهل والأرحام، وكل يوم نقوم بوجبة غداء، وعشاء، ويشترك كل عائلتين بإحضار وجبات الطعام من سوق الطباخة في عشاء، أوغداء، ولمدة أيَّام العيد الأربعة.

وأفاد رائد الرحيلي، دائمًا ما أحضر أنا وأصدقائي لهذا السوق التاريخي القديم، باحثًا عن الأكلات الشعبيَّة المدينيَّة والتي أصبحت تستهويني، وتستهوي كلّ مَن قدم إلى زيارة المدينة ليتذوّق هذه الأكلات الشعبيَّة، لافتًا إلى أنَّ أبرز ما نال إعجابي من المأكولات رأس المندي والكباب. ويؤكّد فيصل الصاعدي أن أبرز ما جذبه لهذا السوق هي الحياة التي تدب في أرجاء الموقع حركة روّاده وحيويته الدائمة، و"لمّة" الناس، والأجواء والأكلات الشعبيَّة الشهيَّة التي تستعيد من خلالها الماضي بكل ما فيه من عفويَّة وبساطة.