عمان ـ بترا
ودع أمين عام الديوان الملكي الهاشمي رئيس لجنة متابعة مبادرات الملك يوسف حسن العيسوي، صباح اليوم الأربعاء، قافلة حجاج مكرمة الملك عبدالله الثاني السنوية، والمخصصة لأبناء وذوي الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.
وخلال كلمة له في حفل وداع القافلة الذي جرى في الديوان الملكي الهاشمي، تحيات الملك لحجاج القافلة، وخالص تمنياته لهم بأن يكون حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا.
و"نودع اليوم، تجسيدا لسنة هاشمية حميدة، قافلة جديدة من حجاج بيت الله الحرام، من المصابين عسكريا، وأسر الشهداء الأبرار، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون (الشهداء)".
كما إن هذه الفئة هم أكرمنا جميعا، ونبراس الأمة ونورها الساطع، الذين تبايعوا على الموت، فسطروا في كل المعارك التي خاضوها، بنجيع دمهم وبتضحياتهم، أشرف وأروع البطولات، في سبيل الدفاع عن وطنهم وكرامته، وأمتهم ورسالتها الإنسانية العظيمة، مسجلين أروع الأمثلة وأنقاها في التضحية والفداء".
خلال الحفل الذي حضره عدد من مسؤولي الديوان الملكي الهاشمي،"احرصوا كل الحرص على أن تكونوا خير سفراء لوطنكم الأردن ورسالته الإنسانية، الذي يدافع باستمرار عن مبادئ وقيم الإسلام الحقة، وصونها من التشويه".
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن هذه المكرمة الملكية، تجسد سنة هاشمية يطلقها الملك كل عام لكي يتمكن أبناء وذوو الشهداء والمصابين العسكريين، الذين خدموا ونذروا أنفسهم وأموالهم في سبيل هذا الوطن العزيز، من أداء الركن الخامس في الإسلام وهو "الحج".
ولقد تم اختيار أفراد القافلة، والتي تضم لهذا العام 150 حاجاً، بشكل عادل وشفاف ونزيه، ووفق اسس تراعي تمثيل مختلف مناطق المملكة.
كما أن الديوان الملكي الهاشمي قام وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك بمتابعة جميع الأمور المتعلقة بترتيبات هذه القافلة، وبما يضمن راحة ضيوف الرحمن وهم يؤدون مناسكهم، مشيراً إلى ما تركته هذه اللفتة الملكية من أثر إيجابي في نفوس أبناء وذوي أولئك الذين دافعوا عن تراب وثرى الأردن.
وأيضا الملك دائم السؤال والاهتمام بأبناء الشعب الأردني، وخصوصا أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين يحظون باهتمام كبير ومتابعة لشؤونهم من لدن الملك، فهؤلاء هم المدافعون والمرابطون عن حمى المملكة.
من جهتهم، عبر أفراد القافلة، قبيل انطلاقهم إلى الديار المقدسة، عن فرحتهم بأن منَّ الله جل في علاه عليهم وأكرمهم بأداء فريضة الحج، مقدمين الشكر الجزيل والعرفان للملك على هذه المكرمة الملكية السنوية.
وقال الحاج عبدالله فالح الشخانبة، مصاب عسكري، إن هذه المكرمة دليل على اهتمام وتقدير جلالته لأبناء وذوي الشهداء والمصابين العسكريين، مضيفاً "من خلال هذه المكرمة استطيع اليوم تأدية فريضة الحج، التي هي أمنيتي منذ سنين".
فيما قالت الحاجة هند مناور أبو الغنم، ابنة شهيد قضى بالدفاع عن ثرى الوطن العزيز، "لقد منًّ الله عليَّ بأن أكرمني بأداء هذه الفريضة العظيمة، والتي هي مكرمة تعكس اهتمام وحرص جلالة الملك بنا كأبناء شهداء الوطن.
من جهته، قال فياض أحمد الفريحات، كفيف فقد نعمة البصر أثناء تأديته لوظيفته في القوات المسلحة الأردنية، "إنني سعيد وأن أتوجه لزيارة مكة المكرمة، فهذه الفرصة اتاحها لي الملك لأداء الفريضة، خصوصاً وأن وضعي المادي والصحي لا يسمحان لي بذلك، لولا هذه المكرمة".
وأوضح "أنني فخور بأن فقدت عيني وأنا أحمل على رأسي شعار الجيش العربي، الذي سأظل اعتز بالانتساب إليه وبالخدمة العسكرية فيه.
بدروها، ذكرت الحاجة بيان أحمد القضاة، أبنة أحد شهداء الجيش العربي، بأن شعورها وهي مستعدة للذهاب للديار المقدسة "لا يوصف"، قائلة "إن هذه أجمل رحلة أقوم بها خلال المدة التي انقضت من عمري".
محمد يوسف زومط، أبن أحد شهداء الجيش العربي، أكد أن هذه المكرمة الملكية، والتي تضاف إلى مكارم آل هاشم، تعوّد عليها أبناء الشعب الأردني، وأصبحت سنة حميدة تعبر عن قرب القائد من شعبه واهتمامه بهم.
عاطف أحمد الدعجة، مصاب عسكري، قال "عندما اصبت بانفجار لغم اثناء خدمتي في القوات المسلحة وأدى إلى بتر أطرافي العلوية فضلا عن فقدان بصري، لم أكن أتوقع ان أؤدي فريضة الحج، ولكن اليوم منَّ الله عليَّ بأن أكرمني لزيارة بيته الحرام".
"لقد قام الديوان الملكي الهاشمي، الذي ينفذ مكرمة جلالة الملك، مشكورا بتأمين مرافق لي أثناء رحلة الحج لكي استطيع تأدية الفرائض بكل اريحية وطمأنينة".