الحجاج

يستعيد الحجاج المغادرون عبر البحر مرورا في ينبع الواقعة على ساحل البحر الأحمر ما يسمى بـ"درب الحاج" القديم وهو الطريق الآمن للحجيج أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المشاعر المقدسة، مستعرضين أوصافه عبر خرائط قديمة يحملونها معهم، تحدد طريق الحجاج قديما عبر محافظة ينبع.

وظل الطريق البري في خدمة قوافل الحجاج ومن رافقهم حتى عام 1301 وهو تاريخ مرور آخر قافلة رسمية للحج على الطريق البري، وبعد هذا التاريخ عاد الحجاج مرة أخرى إلى السفر بحرا على ظهر السفن.

ويمر درب الحاج أو كما يحلو للبعض تسميته بطريق الحج، بوادي نبط قرب مصبه في البحر الأحمر، ثم يزداد انحرافه نحو الجنوب الشرقي فيمر بجبل "جربول" شمال شرم الخور، ويتجه ناحية الشرق فيمر بوادي كمال، وفي شمال شرق ينبع ينحرف ناحية الجنوب الشرقي ليصل إلى ينبع البحر، والطريق في هذه المسيرة يسير فوق السهل الساحلي.

وما زال الطريق المعطل منذ 135 عاما، يستهوي الحجاج المغادرين عبر ميناء ينبع، إذ يصر البعض منهم على القيام بجولة على معالم ذلك الطريق كونه أحد أهم المعالم التاريخية والدينية المرتبطة برحلة الحج، رغم ما كان يعاني منه الحجاج مرورا بذلك الطريق المليء بالحجارة القاسية، لا سيما الوعرات السبع التي تقع بين نبط وينبع التي كانت مجهدة للحجاج.

وطالب الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور عبدالله الشايع هيئة السياحة والتراث الوطني بإعادة رسم طرق قوافل الحج القديمة وإصدار خرائط توضيحية، وإنزال إحداثيات لها تبين مسارها بأجهزة تحديد المواقع الحديثة، وذلك لما تمثله من شواهد حضارية للجزيرة العربية وعنايتها بطرق الحج. وذلك بعد تعرض معالمها للاندثار وتحول مسميات القرى والمحطات القديمة التي تمر بها، وضعف اهتمام المؤرخين والمحققين بتلك الطرق التي تعدّ من شواهد الحضارة في الجزيرة العربية.