الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
بعد تجارب متواضعة من حيث المتابعة الجماهيرية لأفلام ناطقة بالأمازيغية، ينتظر قريبا خروج الفيلم السينمائي المغربي الجديد "وداعاً كارمن" كأول عمل سينمائي مغربي ناطق بـ"الريفية" يعرض في القاعات بعد أن ظل لعقود حبيسة الفيديو، والريفية هي إحدى اللهجات الأمازيغية المنتشرة في دول المغرب العربي وفي شمال المغرب خاصة. الفيلم الذي أخرجه محمد أمين بنعمراوي، هو عبارة عن دراما اجتماعية مستوحاة من أحداث واقعية، شهدها الريف المغربي عام 1975، حيث كان الإسبان مهاجرون يعيشون في شمال المغرب. يستحضر الفيلم بلغة سينمائية مميزة قصة "عمار"، الطفل المسالم ذو 13 ربيعاً الذي تخلت عنه أمه "الزاهية" التي اضطرت، بعد موت زوجها، الزواج من رجل آخر والهجرة معه نحو بلجيكا ليجد الطفل نفسه وحيداً في مواجهة مشاكل الحياة، خاله "حميد" القاسي والعنيف، الذي يتعاطى المخدرات؛ وسيواجه الطفل مشاكل عدة في مساره الحياتي قبل أن يلتقي بمهاجرة إسبانية قررت الإعتناء به، بتقريبه من السينما، إذ سيجد نفسه في شبابه حائراً بين السينما والبقاء في الوطن. تطلب الفيلم مجهوداً إنتاجياً ضخماً، إذ تمت من خلاله العودة إلى عقد السبعينات بكل ما تحفل به من مشاهد وأكسسورارت وأزياء ومناظر من أجل نقل صورة أكثر واقعية لأحداث الفيلم، كما استعان المخرج بعدد من نجوم الشاشة المغاربة والأجانب ومنهم: باولينا كَالفيز (إسبانية)، سعيد المرسي، أمان الله بنجيلالي، خوان اِستيلريتش (إسباني)، فاروق ازنابط، بنعيسى المستري، مصطفى الزروالي، مريم السالمي، نوميديا، عبد الله أنس، رشيد أمعطوكَ، محمد المختاري، فهد بوتكنتارت وآخرون.