رأس زين الدين زيدان الذهبية

توقع الكثيرون لجيل البرازيل الذهبي، أن يتوج بمونديال 1998، وبالفعل شق السليساو طريقه إلى النهائي، ولكن رأس زين الدين زيدان، كان لها رأي آخر، إذ قادت فرنسا لتحقيق اللقب الأول والأخير في تاريخ الديوك، بعد التفوق على السامبا بثلاثية نظيفة، ويستعد عشاق الساحرة المستديرة، في مختلف أنحاء العالم، لانطلاق النسخة الـ21 من كأس العالم، المقرر إقامتها في روسيا من 14 يونيو/حزيران وحتى 15 يوليو/تموز المقبلين.

بدا أن المنتخب الفرنسي، مصمم منذ البداية، على تحقيق الإنجاز التاريخي، مستغلاً إقامة البطولة على أرضه ووسط جماهيره المتحمسة التي تحلم باللقب العالمي الأول، وحققت كتيبة الديوك بقيادة المدير الفني إيمي جاكيه، العلامة الكاملة (9 نقاط)، بالفوز على منتخبات جنوب أفريقيا (3-0) والسعودية (4-0) والدنمارك (2-1)، ليعبر الفريق مرحلة المجموعات بكل جدارة.

وشق منتخب فرنسا طريقه بعد ذلك، إلى المباراة النهائية، متجاوزًا باراجواي (1-0) وإيطاليا (بركلات الترجيح) وكرواتيا (2-1) على الترتيب، ليضرب البرازيل بثلاثية في النهائي ويتوج باللقب، وشهد المونديال ذكرى سيئة لمدرب ريال مدريد الحالي، إذ تعرض للطرد المباشر، في مباراة السعودية، بعد اعتدائه على فؤاد أنور، لاعب وسط الأخضر بدون كرة.

وأصبحت تلك البطاقة الحمراء ذكرى سيئة في تاريخ النجم الفرنسي صاحب الـ26 عامًا حينذاك، خاصة وأن النتيجة وقتها كانت تشير إلى تقدم الديوك بثنائية نظيفة، والمباراة تتجه لفوز الفرنسيين.

صيام تهديفي
شارك زيدان في 5 مباريات بأكملها مع منتخب بلاده، في المحفل العالمي، فقط غاب عن مباراتي الدنمارك وباراجواي، ورغم ذلك عجز عن هز الشباك في أي لقاء، حتى المباراة النهائية، وكان زيدان يؤدي دوره كصانع ألعاب بامتياز، طوال مشوار فرنسا في البطولة، وترك الجانب التهديفي لزملائه المهاجمين مثل تييري هنري ودافيد تريزيجيه وكريستوف دوجاري.

الرأس الذهبية
جاءت المباراة النهائية، وكان منتخب البرازيل وقتها يعج بالنجوم على رأسهم رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس وغيرهم، وفضلا عن أنه حامل اللقب، فقد قدّم بطولة أكثر من رائعة، لذلك توقع البعض أن يتوج بالبطولة للمرة الثانية على التوالي، ومن هنا ظهر زيدان الذي غاب تهديفيًا طوال البطولة، وكأن القدر كان يخبئ له الأفضل، إذ هز شباك السامبا برأسيتين بنفس الطريقة تماما، قبل أن يسجل إيمانويل بيتي الهدف الثالث، ليلقن المنتخب الفرنسي درسًا لنظيره البرازيلي، في فنون كرة القدم.

وأصبح زيدان بعد تلك المباراة ، أسطورة الكرة الفرنسية، التي منحت الديوك كأس العالم، لأول مرة، وبخلاف ما قدمه بعد ذلك طوال مسيرته، سواء مع يوفنتوس أو ريال مدريد، ظل الهدفان اللذان هز بهما شباك البرازيل، الأهم في تاريخه.