منتخب إنجلترا

يشهد الأربعاء سباق الحصول على التذكرة الثانية لنهائي كأس العالم عندما يواجه منتخب إنجلترا نظيره الكرواتي على ملعب أولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي في العاصمة الروسية موسكو.

وتُعدّ هذه المباراة في نصف نهائي المونديال فريدة من نوعها، وانتظرها الكثيرون منذ زمن طويل، حيث تطلّب الأمر صبرا طويلا من طرفي اللقاء لبلوغ هذا الدور أخيرا بعد أن تم إقصاؤهما من الوصول للمربع الذهبي بشكل مؤلم في النسخ السابقة، إذ انتظرت كرواتيا 20 عاما تماما لتعود لهذا الدور بعد أن بلغته في فرنسا 1998، بينما كانت المرة الأخيرة لإنجلترا في هذه المرحلة المتقدمة من البطولة قبل 28 عاما في إيطاليا 1990.

والأكيد هو أن هذا اللقاء، الأول بين الفريقين في كأس العالم، سيتمخّض عن نتيجة تاريخية، إذ تعرّضت كرواتيا للهزيمة على يد فرنسا صاحبة الأرض بنسخة 1998، ولم يسبق لها على الإطلاق بلوغ المباراة النهائية، بينما تأهل فريق الأسود الثلاثة لموقعة الحسم مرة واحدة فقط، وكان ذلك عندما رفعوا كأس البطولة على أرضهم قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، أي في 1966.

لو كان المدربان صريحين تماما لأعربا عن أنه قبل انطلاق روسيا 2018 لم يتوقعا بلوغ فريقيهما هذه المرحلة، لكن المنتخبين وصلا لهذا الدور بجدارة، إذ لعبت كرواتيا 120 دقيقة ملحمية أمام أصحاب الأرض والجمهور وخاضت ركلات الترجيح بأعصاب من حديد أمام كل من الدنمارك وروسيا.

أما إنجلترا فتخطّت بنجاح دراما ركلات الترجيح أمام كولومبيا في دور الستة عشر لتفوز بالضربات الثابتة للمرة الأولى من أصل 4 محاولات قبل أن تُقصي السويد في الدور ربع النهائي.
إذن، التاريخ بانتظار الفائز من هذه الموقعة التي ما من شكّ بأنها ستكون حافلة بالإثارة والتشويق، وكوكبة من النجوم المتألقة.

يؤمن المنتخب الكرواتي بقدرته على التعامل مع هاري كاين بعد أن نجح في الوقوف بوجه ميسي في مرحلة المجموعات، ويضع المدرب زلاتكو داليتش ثقته بفريقه، لكن هل لا يزال يملك اللاعبون طاقة كافية لهذه المهمة؟ خاض المنتخب الكرواتي 240 دقيقة في ستة أيام، ويشكّل الإنهاك المشكلة الأكبر أمام المدرب. كما سجّل فريقه تسعة أهداف في البطولة حتى الآن بتوقيع ثمانية لاعبين. يُعدّ هذا إنجازا بالنسبة إلى المدرب الذي يتطلّع دون شكّ لمساهمة أكبر من مهاجميه.

لن يُواجه المنتخب الكرواتي أي مفاجأة على مستوى تشكيلة إنجلترا بالنظر إلى أن لا إصابات في التشكيلة الأساسية لكتيبة الأسود الثلاثية، وأظهر المنتخب الإنجليزي قدرته على تكييف أدائه مع أساليب لعب مختلفة في البطولة حتى الآن، وسيركّز الفريق بلا شكّ على احتواء خط الوسط الكرواتي الخطير.

وتكون المواجهة أكثر ندية مما يتوقّعه الفريق الإنجليزي الذي نجح في تجاوز القيود التي حاول المنتخب السويدي فرضها.