تومبكتو ـ نوفوستي
شهدت مدينة تمبكتو التاريخية في شمال مالي، الأحد، حادثة هدم آخر الأضرحة على يد إسلاميين مسلحين ينتمون لجماعة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ودأبت تلك العناصر بهدم الأضرحة الواقعة داخل حرم المسجد الكبير في هذه المدينة المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي المهدد بالاندثار. يأتي ذلك بعد أيام من تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار يجيز، على مراحل وبشروط، نشر قوة دولية لاستعادة شمال مالي من سيطرة المجموعات المسلحة. كما وقعت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة أنصار الدين، الجمعة الماضية بالجزائر، على بيان مشترك تلتزمان فيه بـ"الامتناع عن كل عمل من شأنه التسبب في إثارة مواجهة وكل شكل من العدوان في المنطقة التي يسيطران عليها، ومن جانبها التزمت الحركتان بوقف الأعمال الحربية والتفاوض مع السلطات المالية الانتقالية، ونددتا بقرار الأممي الذي يجيز التدخل العسكري في مالي. وعمل الإسلاميون، الذين يسيطرون على شمال مالي، في النصف الثاني من العام الجاري، على تدمير آثار دينية، منها باب جامع يعود الى القرن الخامس عشر، و ستة أضرحة لأولياء مسلمين، كما قاموا بزرع الألغام في المناطق المحيطة بـ"غاو"، ومنعوا السكان من مغادرة المدينة، حسب ما أعلن ممثل الحركة الوطنية لتحرير أزواد، مؤكدا أنهم يستخدمون السكان كدروع بشرية تحسباً لهجوم مضاد تقوم به حركة الطوارق، أو منظمة التعاون الاقتصادي في غرب أفريقيا. وانتهزت حركة انصار الدين الإسلامية، وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا المواليتان لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الانقلاب العسكري الذي أطاح في 22 من آذار/ مارس بنظام باماكو، وسيطرت على شمال مالي بعد أن هزمت الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تمثل الطوارق. ويتشابه تدمير أضرحة تومبكتو مع سيناريو طالبان بتدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان في آذار/ مارس من العام 2001 ، والتي كانت بدورها مدرجة على لائحة التراث العالمي.