واشنطن ـ وكالات
توقع تقرير اقتصادي متخصص ألا تعتمد الولايات المتحدة الأميركية على نفط الشرق الاوسط بحلول عام 2025 وذلك بفضل توصل الصناعة النفطية فيها الى وسائل غير تقليدية اهمها استخراج النفط والغاز من الصخور فيما يعرف ب(النفط الصخري). واوضح التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وخص بنشره وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم أن الازمة المالية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وارتفاع اسعار النفط هما ما دفعها لتوسيع رقعة الاستكشافات عبر اللجوء للغاز الصخري والنفط المعتمد استخراجه على التقنيات المتقدمة التي تمتلكها واشنطن دون غيرها. واشار الى ان الولايات المتحدة تعد أكبر مستهلك للطاقة في العالم لتصدرها قائمة أكبر الاقتصادات العالمية بحجم ناتج محلي يتعدى حاجز ال14 تريليون دولار وقد ظلت طوال العقود الماضية معتمدة على نفط الشرق الأوسط في تنمية اقتصادها إلى أن تعرض اقتصادها للأزمة المالية خلال عام 2008 بالتوازي مع تفاقم أسعار النفط وبلوغه أعلى مستوياته التاريخية. وذكر ان الرئيس الامريكي أوباما جاء ليعلن ضمن برنامجه الاقتصادي أن هناك العديد من الخطط الراهنة لزيادة إنتاج الولايات من النفط والغاز الطبيعي والتي قد تؤدي في النهاية إلى تحول في العلاقة مع الشرق الأوسط إذ ستصبح واشنطن مصدرا صافيا للطاقة. والمح الى ان ذلك جعل العديد من المحللين يرون أن الولايات المتحدة أصبحت في سبيلها لتخطي المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2017 كما أنه بحلول عام 2016 قد تصبح البلاد مصدرا صافيا للغاز الطبيعي. ولفت الى أن الزيادات الضخمة المحققة في السنوات الأخيرة في إنتاج أميركا من النفط الخام وسوائل الوقود الأخرى والافاق الواعدة بمزيد من النمو سلطت الأضواء على إمكانية أن تتجاوز الولايات المتحدة السعودية قريبا لتصبح المنتج العالمي الرئيسي. وبين ان زيادة معدل الإنتاج من النفط قد يعزز الاقتصاد الأميركي بقوة بل قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بفعل أثره على توازن أسواق النفط الخام والمشتقات العالمية ولكن على الرغم من ذلك فان هناك فريقا من المحللين النفطيين الذين يرون أن السعودية ستستمر في لعب دورها المتميز والحيوي في السوق النفطية العالمية وإن كان ذلك بفعل استمرارها في دعم استخدامات الطاقة بكل انواعها التقليدية والمتجددة. والقى التقرير الضوء على واقع قطاع النفط في الولايات المتحدة الامريكية ومدى مساهمة النفط الصخري في زيادة الانتاج الأمريكي من النفط مشيرا الى ان الولايات المتحدة تستهلك 8ر18 مليون برميل يوميا من النفط وتستورد 49 في المئة من إجمالي استهلاكها من النفط والمنتجات لتلبية الطلب المحلي في حين بلغ احتياطيها المثبت 27ر23 مليار برميل فقط في 2011 أي 10 في المئة من احتياطي السعودية المثبت البالغ نحو 265 مليار برميل. واوضح ان متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط والسوائل وصل إلى 5ر6 مليون برميل يوميا في سبتمبر 2012 وهو الأعلى منذ 1998 حيث ارتفع إنتاجها بمقدار 900 ألف برميل يوميا من زيادة إنتاج النفط الصخري. واكد التقرير ان الولايات المتحدة الأمريكية بدأت نهجها بالبحث والتنقيب عن النفط والغاز الصخري للابتعاد عن نفط الشرق الأوسط منذ مطلع العقد الأول من القرن ال21 وذلك لإحياء الاستراتيجية الأمريكية التي أعلنت عنها أمريكا منذ الحظر النفطي في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973 عندما حدث ضغط على أمريكا ودول الغرب وبدأ الإنتاج من ألاسكا ودول أمريكا الجنوبية وكندا وبعد أحداث 11 سبتمبر زاد التوجه الأمريكي في الاعتماد على النفط من خارج دول (أوبك) خصوصا النفط الذي يأتي من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية أي من غير منطقة الشرق الأوسط.