أوبك

أكدت منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن صناعة التكرير تواجه على الصعيدين العربي والدولي العديد من المصاعب والتحديات يتوقع أن يكون لها دور مؤثر على المسار المستقبلي لهذه الصناعة.

وقالت (أوابك) في افتتاحية نشرتها المتخصصة الاخيرة وخصت بنشرها وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن من أبرز تلك التحديات ارتفاع التكاليف المالية المقدرة لمشاريع تطوير صناعة التكرير لتعديل هيكل الانتاج بما يتوافق وتغير نمط الطلب المحلي والعالمي على المشتقات النفطية وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة في المصافي وعدم اليقين بشأن المعدلات المستقبلية للطلب العالمي على المشتقات النفطية.

وأضافت (أوابك) أن من تلك التحديات أيضا تراجع الطلب على هذه المشتقات في العديد من مناطق العالم كما ساهمت حالة عدم الاستقرار الحالية في السوق النفطية وما أدت إليه من انخفاض في أسعار النفط في احداث تأثيرات سلبية متباينة على اقتصادات الدول المنتجة والمصدرة للنفط.

وأوضحت أنه حيال هذه التحديات فإن الدول المنتجة والمصدرة للنفط ومنها الدول الأعضاء في منظمة (أوابك) تعمل جاهدة على تهيئة الظروف الملائمة لتطوير صناعة التكرير عبر تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج الرامية الى تطوير المصافي القائمة وتعزيز قدرتها التنافسية وزيادة ربحيتها.

وذكرت نه في هذا الاطار سعى القائمون على صناعة التكرير الى البحث عن أفضل السبل لتعزيز كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها في المصافي باعتبار أن صناعة التكرير تصنف كإحدى الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة وبنسبة تصل إلى ما بين 3 و 4 في المئة من كمية النفط الخام.

وبينت أنه طبقا لدراسة صادرة عن الأمانة العامة للمنظمة بعنوان (خيارات ترشيد استهلاك الطاقة في صناعة تكرير النفط) فإن تطبيق برامج إدارة وترشيد استهلاك الطاقة في مصافي التكرير يحقق العديد من الفوائد.

ولفتت (اوابك) من بين تلك الفوائد الى امكانية تحسين هامش الربحية وتحسين كفاءة تشغيل الوحدات الانتاجية والحد من طرح الملوثات إلى البيئة وتعزيز عملية التحسين المستمر لكفاءة الطاقة وتحسين الأداء التشغيلي للوحدات الانتاجية في المصفاة.

وقالت إن الدراسة آنفة الذكر تناولت امكانية ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها في صناعة تكرير النفط عبر تطبيق العديد من الاجراءات على المدى القريب وبتكاليف بسيطة أو على المتوسط وبتكاليف متوسطة أو على المدى البعيد وباستثمارات كبيرة مبينة أن ذلك يساهم في تخفيض معدل الاستهلاك بنسبة تتراوح بين 20 و 30 في المئة من اجمالي استهلاك الطاقة في المصافي.

واشارت الى أن الدراسة تناولت المجالات التي يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الطاقة في صناعة التكرير ومنها تحسين عمليات التكامل الحراري بين الوحدات ومنع تسرب البخار من الأنابيب والمعدات وتحسين العزل الحراري وضبط حرق الوقود في الأفران وتحسين استرجاع الحرارة الضائعة في غازات المدخنة للاستفادة منها في تسخين هواء الاحتراق.
وقالت (اوابك) إن النتائج الطيبة التي حققتها بعض الدول الأعضاء في مجال تطبيق برامج ترشيد استهلاك الطاقة "وذلك باختلاف الامكانيات والخطة المتبعة" لافتة الى ان الأمل معقود بأن تتواصل هذه الجهود لما فيه الخير والنماء للدول الأعضاء.

وشددت (اوابك) على ان أمانتها العامة مهتمة برصد ومتابعة التطورات العربية والدولية بصناعة تكرير النفط مشيرة الى المؤتمر الذي نظمته حول (خيارات ترشيد استهلاك الطاقة في صناعة تكرير النفط) بالتعاون مع مركز التعاون الياباني للبترول والهيئة الوطنية للنفط والغاز البحرينية وذلك في مدينة المنامة فبراير الماضي.

واوضحت ان هذا المؤتمر خرج بعدة توصيات مهمة منها ان التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي من أهم عوامل نجاح تنفيذ برنامج تحسين كفاءة الطاقة وان غياب التشريعات الخاصة بالحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة وضعف المحاسبة تجاه قضايا ضبط تكاليف التشغيل يساهم في إضعاف الإحساس بالمسؤولية نحو اتخاذ إجراءات ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها