واشنطن -السعودية اليوم
قبل عامين، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه يتوقع أن تجني بلاده ملايين الدولارات شهريا من عائدات النفط السوري، دون الكشف عن كيفية حدوث ذلك، بعدها، أجرى 3 أمريكيين رحلة غامضة إلى شرق سوريا للحديث عن مستقبل هذه الثروة.تسلط صحيفة "فاينانشال تايمز" الضوء في تقرير لها على العلاقة الغامضة بين الأمريكيين الثلاثة، وهم دبلوماسي سابق، وعميل خاص سابق ومسؤول بقطاع الطاقة، وبين النفط السوري المنهوب على مدار سنوات.
وفي حين أن شركات النفط الغربية الكبرى تشارك منذ فترة طويلة، في نقل النفط من الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا والعراق، لكن مهمة تلك المجموعة المجهولة كانت مختلفة، حيث عملت على استكشاف وتكرير وتصدير النفط من بقعة في سوريا مزقتها الحرب ويسيطر عليها جماعات كردية تدعمهم واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن جيمس كاين أحد مؤسسي شركة "دلتا كريسنت إنرجي" الأمريكية قوله إن "شركات النفط مثل إكسون وشيفرون لا تفعل هذا النوع من الأشياء"، مضيفا أنها تقوم بعمل رائد ومغامر جددا قد يصل إلى حد الخطر.ورغم أن الشركة لديها استثناء من العقوبات الأمريكية تسمح لها بالانخراط تجارة النفط السوري، واستعداد الأكراد لعقد صفقات مع المجموعة، إلا أنها تواحه عقبات ضخمة.
يشير التقرير إلى سيطرة الأكراد على حقول النفط في شمال شرق سوريا، لكن المنطقة معرضة لخطر الهجوم من قبل الميليشيات التركية، أو قوات الجيش السوري والتي تعتبر تلك الثروة ملك لها ولا يحق للأكراد الاستفادة منها.ويقول الباحث ديفيد باتر بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، إن الأكراد تمكنوا من الاستفادة من الانتفاضة السورية، بالسيطرة على جزء كبير من احتياطات النفط في البلاد، لكن مع إنتاج يومي يقدر بنحو 30 ألف برميل فقط، تعد تلك الأصول "تافهة" للغاية.
علاوة على ذلك، لا تسمح الإدارة الكردية لأي من الأطراف المتصارعة سواء روسيا أو الحكومة السورية، بالوصول المباشر إلى الحقول، ويثمن النفط المهربون الذين ينقلونه من داخل تلك الأراضي.لكن الأمر يختلف مع الأمريكيين، بدأت علاقة جيمس ريس العضو السابق بالقوات الخاصة الأمريكية وأحد مؤسسي "دلتا إنرجي" بقوات سوريا الديمقراطية خلال تعاون مشترك أثناء فترات الحرب.
ولأنه يدرك أهمية تطوير حقول النفط التي يسيطر عليها الأكراد، قام ريس بتجنيد السيد كاين المحامي البارز والدبلوماسي السابق، وجون دوريرير ، المدير السابق لشركة جلف ساندز النفطية الصغيرة المدرجة في لندن ، والتي كانت تدير الحقول في شمال شرق سوريا قبل أن أوقفت العقوبات أعمالها في 2011.وبعدها، أعلن كين أنهم قاموا بتأسيس "دلتا كريسنت إنرجي" لتعمل في مساحة أكبرمن تلك التي استفادت منها "جلف ساندز".
وفي إبريل الماضي، منحت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصا نادرا، يعفي الشركة المذكورة من العقوبات الأمريكية على قطاع النفط السوري.ويشير التقرير إلى أن كاين هو عضو في الحزب الجمهوري، ومول رفقة شريكه دوريير حملات الجمهوريين، فيما تنفي الشركة الاستفادة من ذلك النفوذ السياسي.وزعم جويل ريبيرن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا أنهم وافقوا على المشروع بهدف محاولة تنشيط الاقتصاد في شمال شرق سوريا وإعادة تشغيله.
كما هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرارا بسحب الجنود الأمريكيين من سوريا، لكنه تراجع عن قراره وأكد أن القوات لا تزال هناك من أجل "النفط فقط".في المقابل، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن "دلتا إنرجي" أو أي شركة أخرى، لم تكن مكلفة بحماية وتطوير موارد النفط في شمال شرق سوريا.
ويشير التقرير في النهاية إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لم يكن لديها خيارات لبيع النفط سوى لوسطاء من النظام السوري أو تجار غامضين من شمال العراق، وكانت الولايات المتحدة تغض الطرف عن الأمر، رغم أنها ترغب في نقل عملية البيع إلى مناطق أخرى.
من جانبه، يقول باتريك أوسجورد كبير المحللين بمعهد إدارة الأزمات للشرق الأوسط إن الشركة الأمريكية تريد التوسط لبيع النفط السوري في الأسواق العالمية، وذلك ليس هدية للأكراد، لكنه يمنحهم سندا قانونيا جديدا للسيطرة على النفط الخام.
يما يرى مؤسس الشركة السفير السابق كاين إن التجار يجب أن يشعروا بالارتياح بعد أن منحت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصا بأن المشروع يتوافق مع السياسة الخارجية للبلاد.لكنه شدد على أن استعادة الإنتاج الكامل في تلك الحقول سيكلف ملايين الدولارات، وبالتالي سيحتاج الأمر إلى استثمارات إضافية، مضيفا أن المخطط يبدو محفوفا بالمخاطر لكنه يستحق المحاولة.
قد يهمك ايضا :
العراق يقرّر تعليق عمل "رويترز" بسبب تقرير عن إخفاء إصابات "كورونا"