تسعى الدول العربية المنتجة للنفط إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة مع الصين وغيرها من الدول النامية خلال السنوات الأخيرة، في ظل تراجع صادرات النفط من دول الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة. قال ليو دونغ، باحث من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية , إن استيراد الطاقة هو خيار لا مفر منه للحكومة الصينية لفترة طويلة من الزمن لحل مشاكل إمدادات الطاقة وفجوة الطلب، فيجب على الصين اغتنام فرص التعاون مع الدول العربية المنتجة للنفط. على الرغم من أن إنتاج البترول للصين يحتل المرتبة الثامنة في العالم، لكن استهلاك الصين للنفط الخام شهد نموا سريعا، حيث بلغ استهلاك الصين للنفط الخام 430 مليون طن في عام 2010، وهو ما يمثل 10.6 بالمائة من إجمالي الاستهلاك العالمي. وفي السنة نفسها، استوردت الصين 271 مليون طن من النفط الخام بزيادة 6.8 بالمائة على أساس سنوي، وقد تجاوز الاعتماد على الاستيراد 55 بالمائة. الجدير بالذكر أن الدول العربية لم تزد صادرات النفط إلى الصين فحسب، بل أضافت استثمارات ضخمة في مجال تكرير النفط الخام وإنتاج المواد الكيميائية. في يناير 2012، توصلت الشركة الوطنية الصينية للصناعة البتروكيماوية (سينوبك) والشركة السعودية المحدودة للبترول إلى اتفاقية بشأن بناء مصفاة كبيرة في السعودية بصورة مشتركة، مع بلوغ الإنتاج اليومي 400 ألف برميل من النفط الثقيل. والأهم من ذلك، يمكن لهذه المصفاة ان تنقل النفط الخام من خلال خط أنابيب البترول عبر الأراضي السعودية لضمان سلامة نقل الطاقة.