واشنطن – العرب اليوم
بعدما أكد الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، في وقت سابق من العام الحالي رسميًا أن الشركة تعتزم الدخول في سوق السيارات ذاتية القيادة، عاد كوك الثلاثاء ليكشف أن الشركة لا تفكر في تطوير أنظمة قيادة آلية للسيارات فقط.
وقال كوك في اتصال مع المستثمرين بمناسبة إعلان الشركة عن نتائجها المالية: “يمكن استخدام أنظمة القيادة الآلية في مجموعة متنوعة من الطرق”. وأضاف: “السيارة هي واحدة (من الطرق) فقط، ولكن هناك العديد من المجالات المختلفة. ولا أريد أن أخوض في (الأمر) أكثر من ذلك”.
وكان كوك أكد مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي ولأول مرة أن الشركة تعمل حاليًا على الدخول إلى سوق السيارات ذاتية القيادة، ولكن من باب التقنية، أي أنها لا تفكر في تصنيع سيارة تحمل علامتها التجارية، وذلك بعد سنوات من تكتم الشركة على هذا الأمر.
وقال كوك في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج كشف فيها عن خطط الشركة المتعلقة بهذا المجال: “نركز على أنظمة القيادة الذاتية”، وأضاف: “إنها تقنية أساسية نراها مهمة جدًا”، وشبّه هذه الجهود بأنها “أم جميع مشاريع الذكاء الاصطناعي”، قائلًا إنها “قد تكون واحدة من أصعب مشاريع الذكاء الاصطناعي التي يُعمل عليها”.
ويُعتقد أن تصريح كوك أمس يجعل من الواضح جدًا أن آبل لن تقتصر في عملها مع أنظمة الذكاء الاصطناعي على السيارات ذاتية القيادة. ولكنه أيضًا يفتح باب التكهنات، إذ تشمل مجالات استخدام هذه الأنظمة كلًا من الطائرات المسيرة ذاتية القيادة، وجميع أنواع الروبوتات، ابتداءً بروبوتات المساعدة في المستودعات، إلى روبوتات البحث، وانتهاءً بالآلة التي تفكك هواتف آيفون.
يُشار إلى أن آبل ليست بالتأكيد الشركة الوحيدة التي تعمل على هذه الأمور، إذ هناك بالفعل عدة طائرات مسيرة ذاتية القيادة، وطموحات كبيرة لتطوير روبوتات مستقلة تعمل في المصانع، وحتى أنه هناك خطط لروبوتات مستقلة تُستخدم في التوصيل.
وقال كوك أيضًا: “إننا نركز بشدة على الأنظمة المستقلة.” وأضاف: “لدينا مشروع كبير يجري العمل عليه حاليًا، ونقوم باستثمار كبير في هذا. من وجهة نظرنا، تعد القيادة الذاتية أم جميع مشاريع الذكاء الاصطناعي.”
يُشار إلى أن سوق السيارات ذاتية القيادة قد شهد عددًا كبيرًا من شركات التقنية التي تدفع في هذا الاتجاه ، إذ وقعت شركة وايمو التابعة لألفابت وهي الشركة الأم لشركة جوجل اتفاقًا مع شركة فيات كرايسلر للسيارات وشركات خدمات التوصيل ليفت لتطوير التقنية. وقامت شركات صناعة السيارات، مثل “بي إم دبليو” وجنرال موتورز بفتح عدد كبير من المكاتب بوادي السيليكون مع إنفاق مئات الملايين من الدولارات للحصول على سيارات ذاتية القيادة.
وكانت آبل تسعى في بادئ الأمر إلى بناء سيارتها الخاصة قبل إعادة تقييم تلك الطموحات في العام الماضي لإعطاء الأولوية للتقنية الكامنة وراء القيادة الذاتية، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرج. وقد استأجرت الشركة أكثر من 1000 مهندس للعمل على “مشروع تيتان”، وهو الاسم الذي يُعرف به فريق السيارة داخليًا، بعد أن بدأ في عام 2014.
وفي هذا الإطار، حصلت شركة آبل في شهر نيسان/أبريل على تصريح من إدارة السيارات في كاليفورنيا لاختبار ثلاث سيارات ذاتية القيادة، والتي ظهرت صور لها بعد ذلك بعدة أسابيع. وقال أحد الأشخاص على دراية بمشروع تيتان أن هناك 6 مركبات كانت تختبر بسرية تقنية القيادة الذاتية على الطرق العامة في منطقة خليج سان فرانسيسكو وحولها لمدة عام على الأقل.