لندن ـ العرب اليوم
عثرت مجموعة من العلماء على ثلاثة كواكب صغيرة فى مجرتنا، إذ تعتبر هذه الكواكب الجديدة هى الأصغر على الإطلاق، حيث استخدم الباحثون تقنية جديدة لإيجاد هذه العوالم حديثة التكوين حول نجم صغير قريب نسبيًا من عالمنا.
ووفقا لما نشره موقع "إندبندنت" البريطانى فيأمل العلماء الآن أن يجدوا المزيد من العوالم الغريبة، مستخدمين نفس الأسلوب، حيث يمكن للاكتشاف الجديد تسليط الضوء على الكيفية التى تشكلت بها الكواكب فى مراحلها الأولى، وقد تم بالفعل اكتشاف الآلاف من الكواكب الخارجية، وذلك عن طريق استخدام التليسكوب الفضائى كيبلر، الذى يراقب انخفاضات الضوء التى تسببها هذه الكواكب أثناء مرورها أمام نجمها، إلا أن الكواكب الأولية من هذا النوع لا يمكن العثور عليها باستخدام هذه التقنيات.
ومن جهته قال "كريستوف بينتى" من جامعة موناش بأستراليا وأحد الباحثين أصحاب هذا الاكتشاف: "على الرغم من اكتشاف آلاف الكواكب الخارجية فى العقود القليلة الماضية، فإن اكتشاف الكواكب الأولية هو فى أقصى ما وصل إليه العلم".
وقد تمكن العلماء عن طريق النظر إلى الاضطرابات فى القرص المليء بالغاز حول النجم بالعثور على هذه الكواكب، حيث بحثوا عن نوع معين من الضوء المنبعث من حركة أول أكسيد الكربون - والذى يسمح لهم بفهم كيف يتأرجح الغاز الموجود فى الدائرة، وإذا لم تكن هناك كواكب فى الدائرة، فسينتقل الغاز بنمط بسيط يمكن التنبؤ به، لكن يبدو أن الحركة غير العادية توحى بوجود جسد كبير هناك، وقال بينتى "ستحتاج إلى شيء ضخم نسبيا، مثل كوكب الأرض، لإحداث اضطرابات محلية فى هذه الحركة المنظمة بطريقة أخرى"، مضيفا "تطبق طريقتنا الجديدة هذا المبدأ لمساعدتنا على فهم كيفية تشكل أنظمة كوكبية".
وقد رأى العلماء ثلاثة من تلك الاضطرابات، والتى يعتقد أن كل واحد منها سببها كوكب مختلف، كذلك هناك تفسيرات محتملة أخرى للبيانات الغريبة القادمة من النجم، لكن النتائج الجديدة هى أقوى دليل حتى الآن على وجود عوالم جديدة تتشكل فى جوارنا داخل المجرة والتى قد تكون صالحة لحياة البشر.
وقد تم هذا الاكتشاف من خلال تحليل الصور التى تم إرسالها من تلسكوبات عالية القدرة والموجهة إلى عمق المجرة، بطريقة لم تحدث من قبل، فيما قال "ريتشارد تيج" أحد الباحثين المساعدين: "نظرنا إلى حركة الغاز المحلية على نطاق ضيق فى قرص الكواكب النجمية"، ويمكن لهذا النهج الجديد كليًا أن يكشف عن بعض الكواكب الأصغر فى مجرتنا، وكل ذلك بفضل الصور عالية الدقة".