واشنطن - العرب اليوم
اكتشف العلماء حتى الآن مئات النجوم ذات الكواكب المتعددة التي تدور حولها، منتشرة في جميع أنحاء المجرة وكل واحد من هذه النجوم فريد من نوعه، ولكن النظام الذي يدور حول النجم HD 158259، على بعد 88 سنة ضوئية، هو الأكثر تفردا بالفعل ويشير العلماء إلى أن هذا النجم، وهو بنفس كتلة من الشمس وأكبر قليلا منها، من الأقلية التي وقع رصدها من الكواكب الخارجية. ويدور حوله ستة كواكب: أرض فائقة وخمس كواكب نبتون صغيرةوبعد رصده لمدة سبع سنوات، اكتشف علماء الفلك أن جميع هذه الكواكب الستة تدور حول HD 158259 في صدى مداري مثالي تقريباويمكن أن يساعدنا هذا الاكتشاف على فهم آليات تكوين النظام الكوكبي بشكل أفضل.
وكيف ينتهي بها الأمر في التكوينات التي نراها وتعرف هذه الحركة باسم "الرنين المداري"، والتي تحدث عندما يمارس جرمان يدوران، تأثيرا جاذبيا دوريا على بعضهما البعض. وفي النظام الشمسي، من النادر جدا حدوث الرنين المداري في الأجسام الكوكبية، وربما أفضل مثال على ذلك، هما بلوتو ونبتون ويشار إلى أن نسبة الرنين المداري بين بلوتو ونبتون ، تقدر بـ 2: 3، أي أنه مقابل كل دورتين يصنعهما بلوتو حول الشمس، يصنع نبتون ثلاث دورات. وهو أمر شبيه بالميزان الموسيقي الذي يتم تشغيله في وقت واحد، ولكن بتوقيعات زمنية مختلفة: دقيقتان للأولى، وثلاث للثانيةوحدد العلماء الرنين المداري في الكواكب الخارجية. ووجدوا أن كل كوكب يدور حول HD 158259 يكون بنسبة 3: 2 تقريبا، مع خروج الكوكب التالي، الموصوف بنسبة 1.5، وهذا يعني أنه بينما يكمل الكوكب الأول، الأقرب إلى النجم، ثلاث مدارات، يكمل الثاني حوالي اثنين.
بينما يكمل هذا الكوكب الثاني ثلاثة مدارات ، يكمل الثالث حوالي اثنين، وهكذا وباستخدام القياسات المأخوذة بواسطة مطياف SOPHIE وتلسكوب الفضاء TESS (صائد الكواكب الخارجية)، تمكن فريق دولي من العلماء، بقيادة الفلكي ناثان هارا، من جامعة جنيف في سويسرا، من حساب مدارات كل كوكب بدقة، لتكون كالتالي: 2.17 و3.4 و5.2 و7.9 و12 و17.4 يوما وتنتج هذه المدارات نسب رنين مداري تقدر بـ: 1.57 و1.51 و1.53 و1.51 و1.44 بين كل زوج من الكواكب. وهذا ليس رنينا مثاليا تماما، ولكنه قريب بما يكفي لتصنيف HD 158259 كنظام استثنائي ويعتقد العلماء أن هذه علامة على أن الكواكب التي تدور حول النجم لم تتشكل في مكانها الحالي.
قد يهمك ايضا
اكتشاف نوع جديد من الكواكب تملك كثافة "غزل البنات"
الأشعة الكونية يمكن أن ترفع مستوى ذكاء رواد الفضاء خلال تنقلهم بين الكواكب