القاهرة - العرب اليوم
قد يعود تساقط الشعر لأسباب وراثية أو تغيرات هرمونية، وأحيانا بسبب التقدم في العمر والشيخوخة مما قد يسبب ترقق الشعر على فروة الرأس، وفقدان متدرج له وصولاً لدرجة الصلع أحياناً. ومن المؤكد أن الإصابة ببعض الأمراض كداء الثعلبة، كذلك فرط نشاط الغدة الدرقية أو مرض فقر الدم، كلها من العوامل التي تؤدي إلى فقدان الشعر وتساقطه.
لماذا يتساقط الشعر.. وما هي أسباب هذه المشكلة؟
من المهم عند مواجهة مشكلة تساقط الشعر، ألا نلجأ إلى أي علاج دون معرفة أسباب هذا التساقط والدوافع التي أدت إلى ظهوره. فمن أهم الأسباب التي من الممكن أن تسبب فقدان الشعر وتساقطه:
أولاً: الاستخدام المفرط للشامبو والصبغات
حيث تشير الدراسات إلى أن هناك مليون شخص حول العالم يعانون من الحساسية ضد صبغات الشعر، لذلك توصي الخبيرة كونان فيليبس (Cunnane Philips) أن يتم اختبار البقعة، أي تطبيق كمية صغيرة من الصبغة على الجزء السفلي من المعصم والانتظار 24 ساعة لرصد أي تغييرات جلدية قد تسبب الحساسية، لكي نضمن أن تكون الصبغات آمنة ولا تسبب حساسية لفروة الرأس وأعراض من الهيجان والالتهابات، أما بالنسبة للشامبو فقد تسبب بعض أنواع الشامبو غير المناسبة لنوع الشعر أو ذات النوعية السيئة؛ انسداد مسامات فروة الرأس، بالتالي عدم وصول الدم إلى فروة الرأس وحدوث أضرار في بصيلات الشعر.
ثانياً: وجود جينات وراثية للصلع
حيث أن جين تساقط الشعر يكون موروثاً من الأب أو الأم. فيرتبط فقدان الشعر بالكروموسوم 20، وهو إحدى حزم الحمض النووي الذي يحتوي على الجينات، كما أنه واحد من 23 زوج من الكروموسومات البشرية، حيث يشكل الكروموسوم تركيباً قضيبياً يقع في نواة الخلية ويتكون من بروتينات وحمض نووي ريبي منقوص الأوكسجين، بذلك فإن الاختلال في مستقبلات الأندروجين والجينات الوراثية وارتفاع مستوى الأندروجين الحر يسبب تساقط الشعر وفقدانه.
ثالثاً: سوء التغذية
لا يرتبط سوء التغذية بكمية الطعام التي يتناولها الإنسان يومياً، بل يرتبط بنوعية الطعام ومدى احتوائه على السعرات الحرارية الكافية والمغذيات الدقيقة والضرورية لصحة الجسم وغذاء الشعر، فإن عدم احتواء الطعام على البروتين وفيتامين (أ) والحديد كلها تتسبب في ضعف الشعر وتساقطه، لأنها تشكّل غذاءً أساسياً ليس له وبديل لعلاج الشعر التالف.
رابعاً: تناول بعض الأدوية
أدوية فيتامين (أ/A)، فتناوله بشكل زائد عن حاجة الجسم يؤدي إلى تخزينه في الدهون الموجودة في الجسم؛ فهو من الفيتامينات غير الذائبة في الماء، فيصبح فيتاميناً سامّاً يضر الجسم بشكل عام ويسبب تساقط الشعر.
خامساً: تغيرات هرمونية
خاصة اختلاف الأنشطة الهرمونية عند النساء عند الحمل وبعد الولادة وأثناء سن اليأس.
سادساً: العلاج الإشعاعي
لمعالجة مرضى السرطان. فالتعرض للعلاج بالطاقة من خلال الأشعة لقتل الخلايا السرطانية والأورام يؤدي إلى حدوث أضرار بخلايا الرأس تؤثر سلبياً على بصيلات الشعر ونموها؛ مما يسبب فقدان الشعر والصلع، لكن ذلك لا يشكّل تهديداً كاملاً حيث أنه عند الانتهاء من العلاج يمكن أن يعود الشعر إلى النمو بشكل طبيعي مع تتبع بعض العلاجات المحفزة على نموه.
سابعاً: العدوى الفطرية
فعندما تنتقل الفطريات إلى فروة الرأس تصبح ألياف الشعر في المنطقة المصابة هشّة وضعيفة وتتكسّر بسهولة. وتكون الإصابة بالفطريات على شكل بثرة صغيرة تتوسع تدريجياً بالحجم فتترك بقعاً من الصلع على فروة الرأس حتى تصبح الفطريات متغلغلة في ألياف الشعر فيصبح الشعر هشّاً ويتقطع بسهولة، وتسبب الفطريات في كثير من الأحيان حكّة، احمراراً والتهابات.
ومن أنواع الفطريات التي تصيب فروة الرأس، فطر البويغاء الأودينية، الشعروية الجازة والشعروية البنفسجية. يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر بالجلد أو عن طريق استخدام الأدوات الملوثة مثل: الأمشاط، الملابس غير المغسولة جيداً أو عن طريق حمام السباحة، كما يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال مع الحيوانات الأليفة التي تحمل الفطريات.
ثامناً: الإجهاد الجسدي أو النفسي
خاصةً بعد تناول بعض مضادات الاكتئاب، أو حبوب منع الحمل. فعلاقة الإجهاد بتساقط الشعر هي: أنه عند حدوث الضغط الجسدي أو النفسي تنطلق هرمونات التوتر إلى مجرى الدم مستهدفةً إحداث تغيرات فيزيولوجية ونفسية في الجسم الذي يستقبل ذلك الضغط، عادةً ما يتم تحفيز الغدة الكظرية، التي تؤدي بشكل غير مباشر عن طريق إفرازها إلى تساقط الشعر.
تاسعاً: الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بشكل مفاجئ
كالإصابة بمرض الحمى حيث تتوسع المسامات في فروة الرأس لتصبح لينة مما يسهّل سحب الشعر وتساقطه بخاصة عند تمشيطه.
عاشراً: تعرض الشعر للحرارة والتجفيف باستمرار
وسطياً يملك كل إنسان مئة ألف شعرة على رأسه، حيث ينمو الشعر بمعدل طبيعي حوالي (150mm) في السنة؛ طبيعياً يحصل تساقط في الشعر بمعدل حوالي 100 شعرة كل يوم ومعظمنا لا ينتبه الى هذا. لكن في حال زادت نسبة تساقط الشعر إلى أكثر من ذلك، بحيث تصبح ظاهرة يمكنك ملاحظتها بوضوح، عندها تحتاج لاستشارة طبيب متخصص واللجوء لاستخدام العلاجات المناسبة وفقاً لحالتك.
تتوفر علاجات فعالة لبعض أنواع فقدان الشعر. وتشمل الأدوية، الجراحة، العلاج بالليزر، والعلاج بالخلطات المنزلية؛،وقد يقترح الطبيب مزيجاً من هذه الطرق من أجل الحصول على أفضل النتائج.. فبحسب تصريح للدكتور رياض منصور البقمي، الاستشاري بالأمراض الجلدية، والمدرّس في جامعة بوسطن، كذلك هو عضو في الجمعية الأمريكية لزراعة الشعر؛ أكد توفر علاج لتساقط الشعر، من خلال اثنين من الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هما:
مينوكسيديل (Minoxidil): واسمه التجاري روجين (Rogaine)، يقوم هذا الدواء بتوسيع الأوعية الدموية، كذلك المساعدة على نمو الشعر، هو عبارة عن أقراص دواء يتم تناولها بعد استشارة الطبيب، أو سائل يفرك به فروة الرأس لينمو الشعر ويحد من فقدانه.. وبما أن خلايا الشعر تتكون عن طريق ثلاث مراحل، مرحلة النمو ومرحلة التراجع ومرحلة التساقط، حيث يتم تدوير بصيلات جديدة تحلّ محل القديمة، فإن المينوكسيديل يعمل على إطالة مرحلة التنامي وتوسيع الأوعية الدموية لتعزيز نمو الشعر بشكل أكبر، بحيث يمكن استخدامه من قبل الرجال والنساء، لكن يفضل ألا تستخدمه السيدة في حالات الحمل والرضاعة لأنه قد يتسبب بأضرار للجنين، كما قد يسبب المينوكسيديل حكة أو احمراراً طفيفاً، كذلك يُمنع استخدامه من قبل أشخاص يعانون مشكلة ضغطاً مرتفعاً في الدم؛ لأنه يتداخل مع علاج الضغط مسبباً انخفاض فعاليته.
الفيناستيرايد (Finasteride): الاسم العلمي لدواء البروبيشيا (Propecia)، في هذا الدواء وصفة طبية لا تتوفر إلا للرجال، إذ يستخدم لعلاج فقدان الشعر الوراثي وليس لكافة أنواع تساقط الشعر، فقد أظهرت النتائج بعد التجارب أنه يعمل على التخفيف من تساقط الشعر، لكن هناك بعض الآثار الجانبية نادرة الحدوث عند تناول هذا الدواء يجب الانتباه لها ومنها الشعور ببعض التشنجات والصداع والدوخة كذلك عدم القدرة على التبول؛ فباستخدام هذه الأدوية يجب الانتباه جيداً إلى الآثار الجانبية، التي قد يخلفها الدواء وألا يتم استخدامه إلى بعد استشارة الطبيب.
أما بالنسبة للعملية الجراحية؛ فيتم خلال هذا الإجراء إزالة بعض من الشعر الموجود بكثافة سواء من جانبي الشعر أو من خلف الأذنين وزرعها في المنطقة الصلعاء عن طريق إحداث ثقوب صغيرة في مقدمة الرأس؛ يتم وضع الشعر المراد زرعه فيها، فقدد يصل عدد الشعرات المزروعة إلى المئات والآلاف أحياناً، كل ذلك يكون تحت تأثير حقن التخدير الموضعي. إذ أصبحت هذه الوسيلة هي المرغوبة عند الكثيرين؛ لا سيما أن هذه التقنية يجري تطويرها في معهد البحوث (ARI, Aderans Research Institute) في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن لا تخلو هذه التقنية من بعض العيوب، التي من الممكن أن تعتريها كالتعرض للتلوث وبالتالي الالتهابات والنزيف، لذا يجب الحرص دائماً على تعقيم الأدوات الجراحية واختيار المراكز الطبية المعروفة بجودة إنجازاتها.
تفادي مشكلة تساقط الشعر ونصائح الوقاية وحماية الشعر
إن مقولة "درهم وقاية خير من قنطار علاج" تنطبق في حالة أمراض تساقط الشعر، حيث يسهل الحفاظ على الشعر من التساقط مقارنة بعلاج تساقط الشعر، فلا بدّ من العناية بالشعر وحمايته ووقايته من التعرض للتّلف أو التساقط، ومن النصائح التي يمكن اعتمادها لتجنّب هذه المشكلة:
الحد من استخدام مجففات الشعر، فالحرارة تضعف الشعر والتدفئة الثابتة والتجفيف يمكن أن تؤدي إلى الهشاشة، التي يمكن أن تسبب فقدان الشعر، فالتجفيف الطبيعي هو الأفضل بالنسبة لصحة الشعر، ذلك بترك الشعر بعد غسيله يجف دون أية أجهزة حرارية؛ إنما باستخدام المنشفة.
التقليل من الاستخدام المتكرر للمواد الكيميائية ومواد تلوين الشعر، فذلك يزيد من فرص حدوث ضرر جسيم يصيب الشعر.
تجنب شدّ الشعر بقوة، أو ربطه بشكل شديد، مع مراعاة استخدام فرشاة الشعر المناسبة، فإذا كان الشعر ناعماً يفضل الفرشاة الخشبية الناعمة الشعيرات، بينما للشعر الخشن فتفضل الفرشاة الخشبية الواسعة الشعيرات، حيث تكون شعيراتها متباعدة.
اختيار الشامبو المناسب لنوع الشعر، مع المحافظة الدائمة على نظافة فروة الرأس والشعر، وإذ فضّل غسل الشعر مرتين أسبوعياً بالنسبة للشعر العادي أي الشعر غير الدهني وغير الجاف في ذات الوقت، أما بالنسبة للشعر الدهني يفضّل غسله بما لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعياً، فيما يتعلق بالشعر الجاف يجب التخفيف من غسله باستخدام الشامبو بكثرة؛ ذلك بسبب بطء انتشار الزهم الدهني فيه، فيفضّل غسله مرة واحدة أسبوعياً.
الحصول على البروتينات اللازمة. فإن البروتين هو أفضل صديق للشعر. لذلك يجب تناول البيض والأسماك مثل: التونة وسمك السلمون المرقط، مع أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تساعد على توفير الرطوبة ومنع جفاف الشعر. بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالفيتامين B والزنك، كالبقوليات والموز والسبانخ والأطعمة الغنية بالفيتامين E كالأفوكادو وزيت الزيتون، ومصادر اللحوم الخالية من الدهون، مثل: الدجاج أو الديك الرومي.
ممارسة الرياضة بانتظام حيث أنها تساهم في الحد من التوتر عن طريق زيادة تدفق الدم في الأنسجة؛ مما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية في الرأس وبالتالي الحد من تساقط الشعر.
عدم الإفراط في تناول اللحوم والدهون، فتناولها بكثرة يزيد من إنتاج الزهم الدّهني في فروة الرأس، (والزهم الدهني عبارة عن مادة دهنية تفرزها الغدد الدهنية على فروة الرأس مما يسبب تشكيل طبقة سميكة على فروة الرأس ينتج عنها نمو الفطريات والحكة الجلدية).
استخدام قناع (ماسك) الشعر المرطب والمرمم، لترطيب الشعر وتغذية فروة الرأس، فقناع الشعر هو عبارة عن خلطات طبيعية غنية بالفيتامينات والزيوت الضرورية لتغذية الشعر والحفاظ على صحته؛ يتم تطبيقها عن طريق إما تدليك فروة الرأس أو عن طريق وضع القناع على الشعر لفترة زمنية معينة.
أخيراً.. فالنصيحة الأهم، هي استشارة الطبيب فور البدء بارتفاع معدلات تساقط الشعر عن مستوياتها الطبيعية، حيث سيقوم الطبيب المختص بإجراء الفحص السريري والفحوصات المخبرية اللازمة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تساقط الشعر ووصف العلاج الأنسب لإيقاف وعلاج هذا التساقط
قد يهمك أيضًا
وصفة تضم 5 عناصر غذائية لمساعدة الحوامل على مواجهة تساقط الشعر