القاهرة ـ هاني بدر الدين
وجهت سلمى صباحي، نجلة مؤسس "التيار الشعبي" في مصر، القيادي البارز في جبهة "الإنقاذ" المعارضة، حمدين صباحي، الشكر للمحامين الذين دافعوا عنها حتى خروجها من سجن قسم شرطة العجوزة، كما شكرت ضباط القسم باختلاف رتبهم، موضحة أنهم تعاملوا معها "كإنسانة". وكتبت سلمى على صفحتها على موقع "فيسبوك"، في الساعات الأولى من صباح الأحد، " أحسست أن ربنا يحبني وابتلاني ونصفني، وذقت جزءًا من الظلم اللي ذاقه والدي، وكنت ارى صمود أمي أيامًا وأشهر وقت اعتقال والدي"، مضيفة "المحامون العظماء حامد جبر ومحمد منيب (أعمامي) وُلدت وكبرت على أيديهم، دافعوا عني بقلب الأب، وعندما رجعت إلى البيت احتضنوني، وبكوا من فرحة رجوعي، وكل المحامين الكبار الاعزاء أصدقاء والدي، يعتبرونني مثل بنتهم، دافعوا عني متطوعين وبقلب صادق جدًا، والمحامي المحترم خالد أبوبكر ظهر في حياتي فجأه ليلة التحقيق، سمع قصتي وطلب مني أن اعمل له توكيل، لكي يقف إلى جانبي تطوعًا منه ولم يتركني لحظة، أما أصحابي الجدعان، بنات وشباب، كانوا واقفين طوال أيام في النيابة، وأمام القسم، فقط لكي يشعروني إنهم بجانبي، واكتشفت عظمة حب الناس ودعواتهم الصادقة كانت تصلني، وأنا وحدي في الحجز". وقالت نجلة حمدين الصباحي، "ضباط قسم العجوزة كلهم باختلاف الرتب كانوا يعاملونني كإنسانة، وملازم أول أصغر مني بسنوات عدة قال لي: لما كنت في ثانوي كنت بتابعك في برنامج (شبابيك)، وأحس إنك أختي، أنا واثق إنك بريئة، ورئيس ووكلاء نيابة العجوزة في منتهى الاحترام، ورئيس نيابة العجوزة رجل عنده ضمير مهني حقيقي، بعد تحقيقات استمرت 3 أيام، وبعدما كتب مذكرة تفيد أني مجني عليّ ولست مدانة، جاء القرار بالحبس، فقال لي: أنا بعتذر لك". وتطرقت سلمى إلى الأوضاع الإنسانية وعلاقتها بزوجها ونجلتها، قائلة "لما رجعت البيت كنت مشتاقه لحضن حلم بنتي، ولما حضنتها لقيتها اتعلمت جملة جديدة وهي وحشتيني يا ماما، وبعد 6 سنين جواز اكتشفت في زوجي أشرف حاجات جديدة، وإتأكد شعوري إنه هدية ربنا ليّ، وعرفت قيمة سريري، وبعد 5 أيام من غير نوم نمت لمدة 6 ساعات فيهم البركة ولما صحيت لقيت 654 (ميسد كول) و 76 رسالة بيباركولي، ولقيت اسمي (ستاتس) على (فيسبوك) وأكتر من 30 مقال بأقلام كبار الكتاب عني في الجرايد وألاف التويتات بتدعمني"، مضيفة "حسيت بوجع المظلومين، واكتشفت إن الظلم بيقوي، وكتبت الآية الكريمة (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، كتبتها على جدران الحجز علشان أي حد يدخل الحجز ده يقراها، ولقيت الوقت اللي افتكرت فيه كل حاجة حلوة ربنا أكرمني بيها في حياتي، ولقيت نفسي محظوظة جدًا بالأهل والأصحاب والأحبة". واستطردت في حديثها عن والدها "لما افتكروني دراع أبويا عشان يلووه، لاقوني ضهره المستقيم اللي ما يتحنيش، وافتكرت لما كان أبويا بيقعد معايا بالليل في البلكونة، أغني له (حبيبتي من ضفايرها طل القمر)، وهو يقرأ لي شعر من ديوان محمود درويش (لماذا تركت الحصان وحيدًا)، ودايمًا كانت تشغلني جملة في القصيدة دي عرفت معناها دلوقتي (مثلما كنت تحملني يا أبي)، ببساطة، السر إنك تعرف تشوف المنحة المستخبية في قلب المحنة، أحمدك يا ربي يا حبيبي يا سندي، وأشكر كل حد وقف معايا، ورد غيبتي ودعا لي وساندني".