واشنطن ـ رولا عيسى
رفعت المرشحة لسباق الرئاسة الأميركية عن الحزب "الديمقراطي"، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، حاجبيها واصفة أن المرشح المنافس عن الحزب "الجمهوري" دونالد ترامب بأنه "خارج نطاق السيطرة" أي "تجاوز حدوده"، في إشارة إلي هجماته الشخصية المتكررة، وذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية مع الإعلامي جيك تابر.
وردا على سؤالها عما كانت تعلمت كيفية التعامل مع تعليقات "ترامب" الهجومية من خلال مشاهدة ردود فعل المعارضين الجمهوريين لـترامب، قالت المرشحة الديمقراطي للرئاسة إنها "لديها الكثير من الخبرة في التعامل مع الرجال الذين يتجاوزون الحدود في طريقة تصرفهم وتحدثهم"، مترددة قليلا في لفظ كلمة "خارج نطاق السيطرة". ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن كلينتون أضافت أنها "يمكنها حقا ألا تهتم" بخطاب ترامب، وقالت إنه مرحب به ليواصل "مهرجانه للإهانة" على حد وصفها. ورغم تمرير مراسل "سي إن إن" للفظ "تجاوز حدوده" فإن المعلقين الأميركيين نددوا سريعا باللفظ الذي استخدمته هيلاري.
وقال جوني جاي من مجلة "ماكس المحلية"، إن "كلينتون لديها بعض المعارك التي اختبرتها المرأة المحلية خلال حملتها، لكن طريقتها في التفاعل مع المجتمعات المحلية تحير العقل، إذ إنها لديها قائمة كبيرة من إشكالية اختيار الكلمات والتصرف مثل استخدامها "مفترسون من الطراز الأول"، و"الصلصة الحارة "والآن" و"خارج نطاق السيطرة"، وفقا لما نقله موقع "ماكس" الإخباري.
وفي بيان للموقع على الإنترنت، قال مدير التوعية في حملة المرشح الرئاسي بيرني ساندرز التوعية "هذه واحدة من العديد من الأقوال التي تهمش تجربة الهنود الحمر وسكان ألاسكا الأصليين"، وأضاف "أشعر بخيبة أمل أن السياسيين الذين يجب أن يكون فرصة كبيرة للتواصل مع ممثلي القبائل لا يزالون يستخدمون هذه التعبيرات". ووصفت شبكة الهند اليوم تصريح كلينتون بأنه "هجومي".
في وقت لاحق أمس قالت نينا تيرنر السناتور الديمقراطية السابقة والمؤيدة لـساندرز، خلال محادثة معها، إن مراسل "سي إن إن" تابر اعترف أيضا أنه وجدت هذه الكلمة "هجومية". وأضافت "صحيح أن الكثير من الناس لا يدركون ذلك، إلا أن تعبير "تجاوز حدوده" هجومي للغاية لكثير من الأميركيين الأصليين". وشكر الإعلامي تابر السناتور تيرنر على تعليقها على كلينتون.
وفي عام 2014 فسرت الإذاعة الوطنية (إن بي أر) في برنامجها "وورد وواتش" تاريخ قول هذا التعبير. فقد كان مستخدما حتى عام 1878 على الأقل، للإشارة إلى الأميركيين الأصليين الذين كانوا حرفيا يتجولون خارج المحميات ضد قوانين هذا الوقت". وكان تعبير "قيد المحمية" عبارة شائعة يستخدمها كثير من الناس دون النظر في سياق معناها الأصلي. وتحديدا فإنه تم تقييد الأميركيين الأصليين إلى محميات الهنود التي أنشأتها حكومة الولايات المتحدة، وكانت حريتهم مقيدة للغاية بسلسة المعاهدات التي أجبروا على التوقيع عليها، وفقا لما كتبه كيي ماليسكي في (إن بي أر).
وأشار ماليسكي إلى أن التعبير ذاته في السياق السياسي له معنى مختلف تماما، فوفقا لكتاب القاموس السياسي لعام 2008، فإنه يعني "البقاء مرشحا ضمن الحزب، لكنه يرفض دعم مرشح الحزب، وظهرت العبارة للمرة الأولى في دستور أتلانتا في عام 1909". وفي تعليق على الإذاعة الوطنية، كتب روب كابريسسيوسوـ مواطن من قبلية سولت قبيلة من هنود شبوا، ورئيس مكتب العاصمة لشبكة "الهند اليوم" "شعرت بالضيق عندما سمعت العبارة لأن الكثير من الناس يستخدمونها بلا مبالاة وعلى الأرجح لم يفكرون في أصلها، أو لم يزوروا في حياتهم هذه المحميات".
وقال "بالنسبة لي، هناك بالفعل العديد من الكلمات الهجومية ضد الهنود الأمريكيين، بما في ذلك اسم فريق واشنطن لكرة القدم، أعتقد أن هناك استخدام شائع لتعبيرات مثل"خارج السيطرة"، التي تتيح للناس في نهاية الأمر الشعور بالراحة في المضي قدما".